بعد تعيينه رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة من طرف جلالة الملك ، وجد عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار نفسه أمام الأمر الواقع، ملزما بتفعيل وعوده “المالية الكبرى” التي قام بترويجها ابان حملته الإنتخابية ، والتي جعلت معظم المغاربة يصوتون على رمز “الحمامة ” رغبة منهم في التغيير.
و نجح اخنوش في إعادة ثقة المواطنين في حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال خطاباته القوية ، سواء المباشرة منها او عبر منصات التواصل الإجتماعي و بعض المواقع الالكترونية . وخير دليل هو تصدر الحزب لانتخابات 8 شتنبر بحصده 102 مقعدًا من أصل 395 في مجلس النواب ، متبوعا بحزب الأصالة والمعاصرة ب (86) مقعدا، ثم حزب الاستقلال الذي حلّ ثالثاً بـ (81) مقعدا، ليتشكل منهم “الثلاثي” الذي سيكون الحكومة.
اما باقي الأحزاب ، و منهم حزب الاتحاد الاشتراكي (35) ، حزب الحركة الشعبية (29)، التقدم والاشتراكية (21)، الاتحاد الدستوري (18)، وحزب العدالة والتنمية بـ (13) مقعدا… فسيلعبون دور المعارضة !.
وبقيادة عزيز اخنوش لـ”الثلاثي” الحكومي، سيكون أمام الأمر الواقع، محاطًا بالتزامات تتطلب ميزانيات ضخمة لصرفها على ما وعد به المغاربة، من بينها الزيادة في أجور رجال التعليم بـ 2500 درهم، ليصل راتبهم الشهري 7500 درهم و منح 1000 درهم لكل شخص بدون تقاعد ويبلغ سنه 65 سنة من خلال ما سبق وان اطلق عليه “مدخول الكرامة” و التغطية الصحية الشاملة مع مضاعفة ميزانية الصحة العامة على مستوى السنوات الخمس المقبلة و مراجعة التعويضات الممنوحة للأطباء ثم إحداث 4 مراكز استشفائية جامعية جديدة.
وفي ميدان الشغل وعد اخنوش بـ”خلق مليون منصب شغل مباشر” من أجل إنعاش الاقتصاد الذي تضرر بجائحة كورونا، وغيرها من المواضيع الاجتماعية منصوص عليها في برنامج الحزب.
وفي نفس السياق ، وصف بعض رواد وسائل التواصل الإجتماعي، وعود اخنوش بـ”الوردية “، واستحالة تحقيقها ، و أنه سيكون في وضع لا يحسد عليه هو ومن تحالف معه، لان اغلب المواطنين ينتظرون تنزيل الوعود في أقل من 100 يوم على تاريخ تنصيب الحكومة ، وسيؤدي ذلك الى” إعاقة اجنحة الحمامة ” والتي سيصعب عليها التحليق لخمسة سنوات المقبلة في سماء الأمل المعقود عليها.
ولتجنب الاسوأ ، سيكون اخنوش امام خيار واحد وأوحد، يكمن في البحث عن مصادر التمويل، للخروج من الازمة باقل الخسائر في انتظار مرور سحابة الوعود الانتخابية التي فتحت اعين كثيرة على صورته التي كانت تصطع املا واشراقا لفئة واسعة من المواطنين المغاربة.
ح/هـ
التعليقات مغلقة.