دار الطالبة كلدمان: تمدرس الفتاة أولوية في الوسط القروي – حدث كم

دار الطالبة كلدمان: تمدرس الفتاة أولوية في الوسط القروي

 تعد دار الطالبة بجماعة كلدمان –إقليم تازة، نموذجا فريدا لبنية تحتية تتوخى النهوض بتمدرس الفتاة القروية، وخاصة المنحدرة من الفئات المعوزة.

وتشكل هذه المنشأة المخصصة للاستقبال والإيواء، الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ثمرة برنامج متكامل تم إعداده بعناية لأكثر من 15 سنة برعاية الجمعية الخيرية الإسلامية لدار الطالب والطالبة كلدمان، حيث بدأ هذا المشروع الاجتماعي العمل عام 2007 في إطار تشخيص منهجي لجميع مؤسسات الحماية الاجتماعية وتأهيل دور الطالب والطالبة.

ويسعى هذا المشروع ، على الخصوص، إلى تثمين الجهود الجماعية المبذولة على المستوى الإقليمي من أجل النهوض بتمدرس الفتاة القروية كأولوية في سياق النهوض بنسيج اجتماعي منتج ومؤهل لرفع رهانات التنمية.

وما فتئت دار الطالبة كلدمان التي فتحت أبوابها فعليا في الموسم 2008-2007، تلعب دورا رائدا في مجال الاستقبال والإيواء والإطعام ، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لفائدة النزيلات المتحمسات للتعلم، والإصرار على تذليل كل الصعاب من أجل متابعة دراستهن وبناء مسار شخصي لامع يعود بالنفع عليهن وعلى وسطهن العائلي والاجتماعي.

وإلى جانب هذه المهام المواطنة النبيلة التي تقوم بها دار الطالبة بكل مسؤولية، يتم توفير أنشطة موازية تهم المجال الرياضي والترفيهي والثقافي، وذلك وفق نهج يجعل من هذه البنية التحتية الخاصة بالاستقبال والإيواء، فضاء للعيش الكريم.

وقد تم إحداث مقر الدار، التي تسع لحوالي 74 فتاة، وفق تصميم دقيق يجمع بين شروط الراحة والرفاهية، كما يتيح هذا الفضاء للنزيلات إقامة أفضل وتحقيق توازن نفسي وتنمية شخصيتهن بل وتشجيعهن أيضا على تحقيق التميز في مسارهن الدراسي.

وتضم هذه البنية التي تعد من بين 24 دارا للطالب والطالبة على مستوى إقليم تازة (عدد المستفيدات يبلغ 1567 مستفيدة منهن 340 متمدرسة تستفيد من منحة خاصة)، العديد من المرافق منها قاعة للمعلوميات ومكتبة وقاعة للعلاجات الأولية ومستودع ومرافق إدارية، ومطبخ وقاعة للإطعام والقراءة، فضلا عن مرافق صحية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز مدير الدار، أحمد الجبح، أن هذه البنية التحتية تستقبل الفتيات المتحدرات من مختلف الدواوير بجماعة كلدمان، بهدف محاربة الهدر المدرسي وتحفيز الفتاة القروية على مواصلة دراستها بظروف جيدة.

وأضاف “لقد أصبحنا نسجل بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتمويلها، انخفاضا في عدد الفتيات المتحدرات من المناطق المجاورة اللواتي ينقطعن عن الدراسة، أحيانا في وقت مبكر، وذلك بإيوائهن في ظروف جيدة وإطعام بجودة عالية والدعم المدرسي والنفسي والمواكبة بعد تخرجهن من المؤسسة”.

من جهته، اكد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بتازة، عبد الحكيم لعمارتي، أن دار الطالبة بجماعة كلدمان، فضاء يعكس الوعي بأهمية الاستثمار في العنصر البشري، لدى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من حيث الاهتمام بدعم تمدرس الفتاة القروية، وتوفير مجموعة من الخدمات بدءا من الاستقبال إلى الإيواء والمواكبة المدرسية إلى حين حصول الفتيات على شهادة الباكلوريا.

وأضاف أنه على مستوى إقليم تازة، وفي إطار دعم الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية، استفادت مؤسسات الرعاية الاجتماعية (دور الطالبة والفتاة) من مجموعة من البرامج، التي تمحورت حول التوسعة والتجهيز والتزويد بالطاقة الشمسية….بهدف الارتقاء بالخدمات الموجهة للفتاة القروية وولوجهن لهذه المؤسسات في ظروف حسنة.

وسجل أنه بفضل جهود مختلف الشركاء الفاعلين بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم بناء وتجهيز 24 مؤسسة للرعاية الاجتماعية الخاصة بدعم تمدرس الفتاة القروية ومحاربة الهدر المدرسي على مستوى إقليم تازة.

بلسان المستفيدات من هذه البنية الاجتماعية، تقول فدوى سحيمي وحسنية حديدو، وهما فتاتان تنحدران من دوار بشيين بجماعة كلدمان، والذي يبعد بأزيد من 20 كيلومترا عن المدرسة، في تصريح للوكالة، إن دار الطالبة مكنتهما من اكمال المشوار الدراسي. تستحضران مصير قرينات لهما، بالقول: “لولا تواجد هذه المؤسسة لكان مصيرنا مصير مجموعة من الفتيات اللواتي توقفن في منتصف الطريق”.

ح/م

التعليقات مغلقة.