في زمننا هذا: “زعماء من ورق” .. و”قوم” يشكل “الارق!” – حدث كم

في زمننا هذا: “زعماء من ورق” .. و”قوم” يشكل “الارق!”

“حدث” وان كان  زمان  (…)، زعماء احزاب سياسية حقيقية بقواعدها الجماهيرية مدعومين بالاعيان في البوادي والحواضر ، والذين كانوا يلعبون ادوارا طلائعية في التماسك الاجتماعي، ومعالجة بعض القضايا المحلية بالتصالح والتآزر والتضامن، يناضلون خارج الاضواء، وبدون دعم مادي من الدولة  بنضال مستميت ، وكانوا يلعبون ادوارا  طلائعية  تتماشى والقناعات او المبادئ الايديولوجية او غيرها ! ، من اجل تحقيق ما يصبون اليه من مطالب سواء كانت شعبية او للوصول الى اهداف ما (…)، وذلك كان في غياب وسائل الاعلام، في مغرب  القرن الماضي وما بعد الاستقلال ، ما عدا الاعلام الحزبي الضيق “ورقيا”، والذي كان تحت الرقابة القبلية من طرف الدولة، ورغم ذلك كان صيت الاحزاب السياسية (الحقيقية) تعم ارجاء الوطن المغربي ان لم يكن الدولي.

وهذه الشريحة من الزعماء الصناديد ، كان يحسب لهم الف حساب في أي مجال، ولذلك  حينما رُقعت الرقابة على الاعلام الورقي ، تحررت اقلام الصحافيين والكتاب والمحللين (شيئا ما) لتتابع انشطتها من خلال النشر او التأريخ  لتلك السياسية  النضالية  التي كانوا يزاولونها سواء كانوا معارضين ، او موالين (…) اومشاركين في الحكومات المتعاقبة، وكانت مهنة المتاعب حقا تلعب دورها المهني الطبيعي والاخلاقي ، ويُعترف بها من لدن الدولة (…)، والزعماء والسياسيون والمسؤولون وغيرهم، يحسبون لها الف حساب مقرون بالاحترام المتبادل.

لكن في قرننا هذا، وفي اطار افساح المجال لحرية التعبير، وبزوغ ثورة الصحافة المستقلة او “الخاصة”، و”السمعي البصري” ايضا ، انضاف اليها الالكتروني الان، وتزامن هذا الانفتاح  “العشوائي” مع فتح الابواب على مصراعيها في ظل قانون الحريات العامة، في وجه المهرولون الى مناصب “الزعماء “ لاحزاب منهم من اصبح عبارة عن “الة التحكم عن بعد”، ومنهم من اكتفى بوصل الايداع فقط لاغير، لـ”يسمى زعيما “، عددهم يفوق 34  حزبا تسعون في المائة منهم لا يظهر الا في المناسبات الوطنية والموائد الخاصة، ويفتح باب الدكان في الانتخابات، للبيع والشراء في التزكيات، ومن ضمنهم باقي الباقيات من اوراق الخريف، لشجرة زعماء الماضي، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما “حراك الحسيمة” الا دليل قاطع على ان اغلب الاحزاب السياسية لا تتوفر على قاعدة شعبية، ولا على قوة سياسية تلعب الدور المنوط بها طبقا لاسباب النزول !

لكن في ظل هذه الاجواء، اضحت الصحافة الوطنية تنبش في مسار هؤلاء الزعماء ، كما هو الشأن بالنسبة للصحافة الدولية في البلدان الديمقراطية المتقدمة ، التي تتابع عن كثب مسار الرؤساء ، والوزراء ، والزعماء ، بصفتها “سلطة رابعة” ، تنشر المسكوت عنه، من  المفسدين والراشين والمرتشين في جميع المجالات بادلة دامغة وليس بالاشاعات، عل وعسى ان تغني منتوجها الاعلامي المتنوع، ولتلعب دورها الرقابي ، لكنها لم تجد امامها الا “اشباه الزعماء”، مع الفارق الشاسع ايضا بينهما، سواء في “المهنة” او “الزعامة”.

فاضطرت مع الاسف”بعض” المؤسسات الاعلامية  ان تلعب دور “الاثارة والتمييع” من خلال “كراء الفم لاكل الشوك ” كما يقال، للبعض ايضا لهم صفة زعيم او (…) فخور، لتلميع صورته  عن الاخر ، ليُكتب وليُنشر عنه “بصريا” بانه “زعيم جبار” والاخر “حقير جبان” للحصول على الامتيازات المادية او من خلال“الاشهار” من طرف من في حكمهم او غير ذلك ، لتطغي العشوائية عن” المهنة” و”السياسية” في زمننا هذا ! .

فانقلب السحر على الساحر، واصبحنا نحن “قوم مهنة المتاعب ” الجادة، “حيط قصير” كما يقال، فتم القفز على ظهورنا من طرف من صنعناه اعلاميا، (مع التجاهل طبعا) ، بعدما “وصل من وصل !” الى المبتغى في غفلة من المتتبعين، و (…) وكما يقال :”العمْشة في بلاد العيور كْحل العيون” مع احترامي لذوي الاحتياجات الخاصة، ننعت في بعض الاحيان بافضع النعوت، وننْساق الى المحاكم حينما نشير الى بعض الفضائح، رغم انه “لا دخان بدون نار“.

 فهذا ما حدث !، وفي انتظار ما سيحدث، اقول: “اللي كنعرْفوا كْسوتو ما كيهْمناش عْراه”، وبشكل واضح “ذاكرة التاريخ لا تنسى !“، ولله في خلقه شؤون.

 

 

 

التعليقات مغلقة.