د.الحسن عبيابة: نحن في المغرب ليس لدينا مؤسسة رسمية خاصة بإستطلاعات حول الرأى العام، لدينا المندوبية السامية للتخطيط، التي تقوم بدراسات وأبحاث ميدانية وطنية وجهوية، ولا تقوم بإستطلاعات للرأي العام، وأقترح أن تضاف إليها هذه المهمة في الإصلاحات التي ستهم هذه المؤسسة، بدل خلق مؤسسة جديدة ، من أجل إجراء إستطلاعات للرأي العام، ويجب أن نحتاط من بعض الإستطلاعات التي تقوم بها بعض المواقع الإعلامية أو بعض الجرائد، لأن هذه الإستطلاعات يجب أن تسند إلى مؤسسة رسمية، لها الحياد التام، حتى تكون عملية إستطلاع الرأى لها مصداقية ومعتمده من الجميع محليا ودوليا.
وسبب هذه الملاحظات هو إجراء إستطلاع من طرف بعض المواقع الإعلامية المهمة والجادة، الذي يؤكد أن حوالي 30% فقط من المواطنين هم الذين يرون أن النجاح سيكون حليف الحكومة الحالية، مقابل أزيد من 70%، يرون العكس تماما، وهذا لايعكس الحقيقة و الواقع للأسباب التالية:
. أن قانون المالية المعروض حاليا لن يكون جاهزا العمل به إلا بعد 30 ديسمبر المقبل، عندما تتم المصادقة عليه من طرف البرلمان، بغرفتيه بمجلس النواب ومجلس المستشارين،
. أن العرف السياسي في الدول الديموقراطية، وليس القانون، يتطلب إنتظار حوالي 100 يوم على الأقل لمعرفة القرارات والإجراءات التي ستتخذها الحكومة،
. أن الإستطلاعات يجب أن تحترم فيها مجموعة من الشروط العلمية المتبعة في هذا الموضوع، مثل تحديد العينة بدقة ومعرفتها، ومراعاة الفئات العمرية، والتمثيل الجهوي، وغيرها من المعايير المعتمدة في هذا المجال،
. ماهو مطلوب من الحكومة حاليا هو التواصل المؤسساتي لتوفير العديد من الإجابات حول العديد من الإستفسارات اليومية أو التي تحتاج إلى رد سريع، في إطار التجاوب السريع مع المواطنين،
أردت بهذه الملاحظات أن لا نعطي إنطباعا سلبيا على الحكومة يؤثر على السياق العام الداخلي والخارجي للمغرب، لأن قوة ونجاح الحكومة هو عنصر قوة للدولة في التفاوض الدولي على المصالح الحيوية لبلادنا، وعنصر قوة في إقبال الإستثمار الأجنبي على المغرب، إضافة إلى كون إستقرار الحكومات لفترة معينة يساعد على توفير رؤية مندمجة للعمل سواء تعلق الأمر بالأغلبية أو المعارضة، وعندما يمر الوقت الكافي سنعارض الحكومة بقوة لتقويمها، ونتمنى لها النجاح لما تتوفر عليه من كفاءات، ولأنها حكومة المغرب وليس حكومة أحزاب فقط.
+ وزير الثقافة والشباب والرياضة وناطق رسمي باسم الحكومة سابقا ، وأستاذ التعليم العالي
التعليقات مغلقة.