انعقد، الخميس الماضي بتنغير، اجتماع للجنة الإقليمية للتنمية البشرية برسم 2021، في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019-2023.
وخصص هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل الإقليم السيد حسن زيتوني بحضور، على الخصوص، أعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ورجال السلطة، ورؤساء المصالح الخارجية، للاطلاع على حالة تقدم المشاريع المبرمجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنتي 2020 و2021.
وأكد السيد حسن زيتوني، في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء يهم تدارس السبل الكفيلة بتنزيل محور دعم التشغيل إلى حيز الوجود، والمصادقة على اتفاقية الشراكة المتعلقة بهذا الموضوع بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجمعية “الواحة الخضراء للتنمية والديمقراطية”، وكذا تقديم مشاريع الشباب المنتقاة من طرف الجمعية المغربية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني ضمن محور ريادة الأعمال والمصادقة عليها.
وذكر بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحكم الطابع الأفقي لتدخلاتها، ودورها كرافعة رئيسية للتنمية الاجتماعية، تقتضي تضافر جهود كافة المتدخلين، كل من موقعه، لترجمة مشاريعها على أرض الواقع وبغية بلوغ الأهداف المسطرة في أحسن الظروف.
وأبرز أن تطوير الرأسمال البشري “محط اهتمام المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المرتكزة على مقاربة إرادية ومتجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع مواصلة العطاء من أجل المزيد من التنمية والعدالة الاجتماعية وإعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة، بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل”.
وأشار إلى مصادقة هذه اللجنة على مجموعة من المشاريع التي جاءت بناء على تشخيص متكامل لتلبية الحاجيات الأساسية للساكنة، موزعة على البرامج الأربعة التي تشكل الأعمدة الأساسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، لاسيما البرنامج الثالث القائم على “تحسين الدخل، والإدماج الاقتصادي للشباب” الذي يعنى بمواكبة الشباب المقاول وحاملي المشاريع، وكذا دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووضع إطار مؤسساتي يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب.
وأضاف أنه تمت تهيئة وتجهيز منصة للشباب بتنغير (أكثر من مليون درهم)، وبرمجة 12 مشروعا مدرا للدخل لفائدة الشباب، واقتناء وحدة متنقلة لمواكبة الشباب القاطنين بالعالم القروي لتسهيل ولوجهم لسوق الشغل (1.4 مليون درهم).
وعرف هذا اللقاء تقديم السيد محمد رفقي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تنغير، عرضا حول المشاريع المقترح المصادقة عليها خلال اجتماع اللجنة، والتي تهم اتفاقية الشراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية وجمعية “الواحة الخضراء للتنمية والديمقراطية”، ومشاريع الشباب المنتقاة من طرف الجمعية المغربية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وأشار إلى البرامج الموضوعة على صعيد الإقليم المندرجة في إطار محوري “دعم التشغيل”، و”ريادة الأعمال”، مبرزا الطابع الاجتماعي والاقتصادي لهذه البرامج التي تتوخى دعم الشباب وخلق المقاولات وتنشيط الحياة الاقتصادية بالمنطقة.
ومن جهة اخرى تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالاقليم الاهتمام بالأطفال المصابين باضطراب التوحد، من خلال اعتماد برامج تربوية ونفسية واجتماعية خاصة.
وتنفذ المبادرة في إقليم تنغير العديد من البرامج الرامية إلى إدماج هذه الفئة في المجتمع، ومساعدة الأسر على القيام بواجبها في احتضان الأطفال المصابين باضطراب التوحد، خاصة أنهم يحتاجون إلى الدعم الأسري والتربوي.
وفي هذا الصدد، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم بتجهيز قاعة دراسية لفائدة الأطفال المصابين باضطراب التوحد، بكلفة إجمالية تصل إلى 180 ألف درهم، وذلك في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.
ويندرج هذا البرنامج في إطار الاستمرارية وتعزيز وتحصين مكتسبات المرحلتين الأولى والثانية للمبادرة، وذلك بتوسيع الفئات المستهدفة والخدمات المقدمة لها، إذ يروم تحسين جودة الخدمات المقدمة ونشر الممارسات الجيدة من خلال، على الخصوص، ضمان استمرارية الخدمات واستدامة المشاريع المنجزة، ودعم الفاعلين والجمعيات العاملة في ميدان محاربة الهشاشة، ودعم الأنشطة المنجزة لفائدة الأشخاص في وضعية هشة.
كما قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تنغير باقتناء حافلة لنقل هؤلاء الأطفال، وصلت كلفتها الإجمالية إلى نحو 360 ألف درهم، سيتم تسليمها أواخر دجنبر الجاري.
ومن ضمن المبادرات تأسيس قسم لتأهيل أطفال التوحد في مدرسة المختار السوسي الذي تديره جمعية “تواصل لدعم وإدماج أطفال التوحد”، بهدف احتضان الأطفال المصابين باضطراب التوحد الذين تم إحصاء 15 منهم مع تأسيس الجمعية.
وقال ادريس الغجدامي، رئيس الجمعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا القسم قد تم تأسيسه بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البرية والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، بغية تأهيل وإدماج أطفال التوحد في تنغير، مشيرا إلى أن عددهم في تزايد مستمر مع التحاق حالات جديدة.
وأبرز الغجداني أن أعضاء الجمعية، وأغلبهم آباء لأطفال التوحد، أن هناك عملا كبيرا ينتظر هذه المنظمة المدنية، لاسيما إدماج هؤلاء الأطفال في المستويات التعليمية الأساسية للتلاميذ العاديين، وكذا توفير النقل المدرسي وخدمات أخرى تهم الجوانب الحسية والحركية وتقويم النطق، وذلك بشراكة مع مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بالإقليم.
ويهدف مشروع تأهيل الأطفال المصابين باضطراب التوحد إلى توفير خدمات التمدرس والتكوين لهؤلاء الأطفال، وكذا الدعم النفسي لآبائهم وأمهاتهم، خاصة مع غياب فضاءات لتوفير خدمات نفسية وتربوية لهم بالإقليم.
ويرى المشرفون على هذا المشروع ضرورة توفير قاعات مناسبة ومجهزة للتمدرس والتأهيل، وأخرى للترويض والعلاج النفسي الحركي وتقويم النطق، وكذا قاعات لتقديم الاستشارة والتواصل مع آباء وأمهات وأولياء الأطفال التوحديين.
من جهته، أكد توفيق عبد الصمد، مدير مدرسة المختار السوسي بتنغير، في تصريح مماثل، أنه تم إنشاء هذا المركز من طرف جمعية تواصل لدعم وإدماج أطفال التوحد، بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بتنغير وبدعم وتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وأوضح عبد الصمد أن المشروع يندرج في إطار تنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال التوحديين، معتبرا أن المشروع يمثل أجرأة عملية لأحكام القانون الإطار رقم 51-17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، خاصة المشروع رقم 4 الذي يهدف إلى تمكين الأطفال في وضعية إعاقة أو وضعيات خاصة من التمدرس، والمشروع رقم 17 المتعلق بتعبئة الفاعلين والشركاء حول المدرسة المغربية.
ح/م
التعليقات مغلقة.