عودة العلاقات بين قطر ودول خليجية ومصر وإجراء أول انتخابات لمجلس الشورى أبرز أحداث السنة في قطر | حدث كم

عودة العلاقات بين قطر ودول خليجية ومصر وإجراء أول انتخابات لمجلس الشورى أبرز أحداث السنة في قطر

22/12/2021

نادية ابرام:شهدت قطر على امتداد سنة 2021 ، العديد من الأحداث التي ميزت مشهدها السياسي ، والاقتصادي والثقافي ، وشكلت محطات حاسمة في تاريخها الحديث.
وكانت عودة العلاقات بين قطر وبعض دول الخليج إضافة إلى مصر ، من أبرز الأحداث التي ميزت سنة 2021 ، بعد إصدار إعلان القمة الخليجية الـ41 التي التأمت بمدينة العلا السعودية، والذي نص على عودة العلاقات كاملة بين أطراف الأزمة وفتح الحدود مع قطر .
ولقي إعلان القمة الخليجية ، ترحيبا عربيا ودوليا واسعا ، وإشادة بجهود الوساطة الكويتية والأمريكية ، وبمخرجات القمة الخليجية ، واعتبرها إنجازا كبيرا ، يرأب الصدع ويعزز التضامن الخليجي والعربي ، ويعزز العمل بين العرب للدفاع عن قضاياهم .
وقد تلا قمة العلا العديد من المبادرات ، عكست الرغبة الاكيدة في تطبيع العلاقات وطي صفحة الخلافات بين قطر ودول خليجية ومصر ، ميزها تبادل الزيارات بكثافة ، وفتح قنوات الحوار الجاد ، ومباحثات هامة لتعزيز علاقات التعاون .
ومن بين المحطات البارزة في قطر ، خلال 2021 ، أيضا استضافتها للحوار بين الطالبان والحكومة الأفغانية ، إذ لعبت الدوحة دورا أساسيا في مسار الملف الافغاني ، حيث اعتبر المراقبون ، منذ اللحظات الأولى ، أن “قطر تمتلك الأدوات الدبلوماسية الكفيلة بدفع الطرفين للجلوس إلى طاولة الحوار”.
ولم يكن هذا الدور حديث العهد لقطر ، بل بدأ منذ 2013، مع تحول مسار الأحداث الأفغانية ، وإقامة حركة طالبان ، مكتبا سياسيا في الدوحة ، فأخذت الحكومة القطرية على عاتقها بشكل محايد ، التقريب بين الحركة وواشنطن ، وصولا إلى “اتفاق الدوحة ” ، الذي نص على اكتمال انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان في نهاية غشت الماضي ، مقابل تعهدات من طالبان، أبرزها الدخول في مفاوضات سياسية مع حكومة كابل.
فشكل “اتفاق الدوحة ” ، حدثا بارزا على مستوى العالم ، إذ حضر توقيعه العديد من وزراء الخارجية ، وحظي باهتمام إعلامي دولي واسع.
إلا أنه وفي 15 غشت ، انهارت القوات الأفغانية بالكامل، وأحكمت حركة طالبان سيطرتها على العاصمة كابل ، وعلى القصر الرئاسي ، وباقي أراضي أفغانستان ، ولم يعد للحكومة الأفغانية وجود في المشهد السياسي، مما استدعى تحرك الوساطة القطرية ، فأخذت الدوحة على عاتقها مرة أخرى التقريب بين الغرب وطالبان وتبديد المخاوف .
وشددت قطر على موقفها ودعمها الثابت للشعب الأفغاني ، وعلى حقه في العيش بكرامة ، وتحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية والازدهار، بالمقابل أرسلت طالبان وفدا إلى الدوحة ، لطمأنة المجتمع الدولي وكسب الثقة ، وإجراء مفاوضات لتشكيل الحكومة ، إذ كان لقطر حضور سياسي فيها .
من جهة أخرى وإثر سيطرة طالبان على الحكم ، لعبت قطر دورا هاما في إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان والأجانب ، من مطار كابول ، من الولايات المتحدة ، وكندا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى عديدة ، إضافة إلى ممثلي منظمات دولية ، إلى جانب المشاركة في تأهيل المطار ، وتوزيع المساعدات العينية والغذائية والطبية ، واستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين على أراضيها، وتوفير رعاية كاملة لهم ، قبل نقل عدد منهم إلى وجهاتهم .
وكانت الدوحة على امتداد السنة التي نودعها ، قبلة لعدد هام من ملوك ورؤساء الدول والحكومات ، ضمن تعزيز علاقاتها مع العديد من الدول من القارات الخمس في مختلف المجالات .
على مستوى آخر ، حققت قطر خلال هذه السنة ، إنجازا هاما تعلق بدخول قانون الشغل المعدل ، حيز التنفيذ ، والقاضي بتحسين ظروف عيش العمالة لدى قطر ، حيث خلف ارتياحا كبيرا وسط العمال ، ولدى عدد من الهيئات الدولية ، خاصة في الشق المتعلق بالحد الأدنى الغير التمييزي للأجور ، الذي استفاد منه أزيد من 400 ألف عامل في مختلف القطاعات ، بمن فيهم المساعدات في البيوت، إضافة إلى توفير المزيد من الاستقرار والحماية القانونية لهم .
محطة أخرى عاشتها قطر ، وشكلت نقلة في المشهد السياسي لهذا البلد الخليجي خلال هذه السنة ، حيث كان الشعب القطري على موعد في أكتوبر الماضي ، مع خوض أول انتخابات تشريعية تشهدها قطر في تاريخها ، اذ تم انتخاب أعضاء مجلس الشورى، في ظل المساعي لتعزيز الديمقراطية عبر توسيع المشاركة الشعبية في العملية السياسية.
وقد خاص المنافسة ،234 مرشحا ، من بينهم 26 امرأة ، تقدمت في 14 دائرة من بين الدوائر الـ 30 ، لتشكيل ثلثي المجلس ، إلا أن النساء لم يستطعن الفوز ، حيث عين أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني ، امرأتين ضمن الثلث المتبقي من الأعضاء البالغ عددهم 15 عضوا .
وبخصوص المؤتمرات والقمم الدولية ، احتضنت الدوحة ، في مارس ، الدورة الثامنة للمعرض الدولي للزراعة الذي نظمته وزارة البلدية والبيئة القطرية ، بمشاركة 35 دولة عربية وأفريقية ودولية ، من ضمنها المغرب ، والنسخة الأولى لمنتدى قطر الاقتصادي الذي نظم بالتعاون مع مؤسسة بلومبيرغ ، بمشاركة عدد من قادة الدول ، ونخبة من 2000 شخصية من كل مناطق العالم ، بهدف إثراء الحوار حول الاقتصاد العالمي ، ومواجهة مختلف التحديات .
كما نظمت شركة “نيكست فيرز” لإدارة المعارض والمؤتمرات في قطر ، معرض قطر الدولي للسياحة والسفر في نسخته الأولى في نونبر ، بمشاركة عدد هام من الشركات المتخصصة في القطاع على المستويين المحلي والدولي.
وضمن اختيار الدوحة ” عاصمة الثقافة للدول الاسلامية للعالم 2021 ” ، نظمت قطر تحت شعار “ثقافتنا نور”، 70 فعالية ثقافية على امتداد السنة ، لتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي، والتشجيع على الإبداع والابتكار ، وإثراء المشهد الثقافي العالمي ، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية ، مع التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها لتعزيز الثقافة الإسلامية.

التعليقات مغلقة.