رئيس الفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية: وكالة الأنباء مدعوة إلى تعزيز قدرتها على الترافع في العصر الرقمي
أكد رئيس الفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، مساء أمس الجمعة بأبيدجان، أنه في عصر تعرف فيه وسائل الإعلام الرقمية انتشارا واسعا على حساب أخلاقيات المهنة، يتعين على وكالات الأنباء الإفريقية تعزيز قدرتها على الترافع عبر الاعتماد على المؤهلات التي تتوفر عليها والاستناد إلى رؤية عصرية للجنس الصحفي الذي تمثله.
وقال الهاشمي الإدريسي خلال ندوة صحفية ب”منصة وكالة الأنباء الإيفوارية”، وهي منتدى تنظمه هذه الوكالة وتستضيف فيه شخصيات مرموقة للمحاضرة في مجالات تخصصها، إنه أمام مد “الأخبار المزيفة” غير المتأكد من وثوقيتها، وغير المراعية للسياقات، والتي تؤثث الصحافة الإلكترونية، فإن وكالة الأنباء قادرة ومؤهلة لفرز الصحيح من الخطأ، وذلك بفضل مجهود المراجعة والتحقق المنهجي الذي تدرك كيف تقوم به أفضل من أي حامل وسائطي آخر.
وأضاف السيد الهاشمي الإدريسي خلال هذه الندوة التي عرفت مشاركة صحفيين يمثلون مختلف المنابر الإعلامية، إن الترافع لفائدة وكالة الأنباء في مناخ يعد فيه إنتاج الخبر “منخفض التكلفة” استثنائيا هو أمر ليس بالسهل، وهو ما يفرض ضرورة التوفر على رؤية شمولية لصحافة الوكالة تأخذ في الاعتبار الطفرات التكنولوجية والنقائص التي يعانيها نموذجها الاقتصادي الذي يبدو “في وضعية صعبة”.
وأكد أنه “يتعين أن نشرح للعموم من نحن، وأن نقوم بذلك باستمرار”، مضيفا أنه يتعين على وكالة الأنباء أن تقوم بتقييم ذاتي صارم ودائم لأدائها وطرق اشتغالها.
وفي معرض رده على سؤال حول دعم وكالات الأنباء، توقف السيد الهاشمي الإدريسي عند الدور الذي يتعين على السلطات العمومية أن تقوم به لمواكبة أي وكالة أنباء من أجل أن تتمكن من التصدي لما يسمى ب”صحافة المواطن”، هذا اللقب الذي لا يمت للصحافة ولا للمواطنة بصلة، بالنظر إلى أنه محكوم بسباق محموم نحو النشر والحصول على السبق.
وقال إن “انتقال وكالات الأنباء سيكون أقل صعوبة إذا كان مواكبا من طرف السلطات العمومية”.
وأعرب السيد الهاشمي الإدريسي، مع ذلك، عن تفاؤله بخصوص مستقبل صحفي وكالة الأنباء، شريطة أن تنتظم وكالات الأنباء في إطار مجموعات وجمعيات مهنية من أجل رفع مجموع التحديات الكبرى التي تثقل كاهل هذا النوع من الصحافة الذي يظل رغم ذلك “لامحيد عنه”.
وفي معرض رده على سؤال آخر حول المهام الرئيسية للفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية، قال المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه إضافة إلى الترافع، “تعد الفيدرالية قبل كل شيء أرضية للتبادل وتقاسم التجارب والممارسات الجيدة، وكذا الصعوبات التي تعترض وكالات الأنباء الأعضاء في محيطها”.
وحسب السيد الهاشمي الإدريسي، فإن التبادل يعد عنصرا أساسيا في المسعى الذي ارتضته الفيدرالية لنفسها، انطلاقا من قناعتها بأن تقاسم الخبرات والتجارب والصعوبات يشكل مقاربة مهمة جدا تعد بمثابة شرط للتطور الفردي والجماعي على حد سواء.
وبخصوص الأنظمة الأساسية، للوكالات الأعضاء، أشار رئيس الفدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية إلى أنها نصوص “متباينة” مقابل وظائف شبه متطابقة، موضحا أن “هذه النصوص الأساسية تكرس مظاهر تبعية تختلف من بلد إلى آخر، ما بين التلفزيون والوزارات، ورئاسة الحكومة، من بين أمور أخرى”.
وفي هذا الصدد، أكد السيد الهاشمي الإدريسي، أن عمليات التبادل داخل الفيدرالية، كشفت أن وكالات الأنباء الإفريقية يعهد لها بدور مؤسساتي محض، موضحا أن هذا الوضع يعود إلى المهام الموكلة إليها من قبل الدولة، وأحيانا إلى التصورات الكلاسيكية والمغلقة، التي يحددها الصحفيون لأنفسهم بأنفسهم.
ومع ذلك، يضيف رئيس الفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية، فإن “الأخبار ذات الطابع المؤسساتي لا تمثل سوى 10 في المائة من إنتاج أي وكالة”، وهو ما يجعل الانفتاح أكثر على الأخبار الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والمالية أمرا حتميا.
من جهة أخرى، سلط الهاشمي الإدريسي الضوء على الاهتمام الذي توليه الفيدرالية لجانب التكوين.
ولاحظ أنه “على مستوى الفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية، تنبهنا إلى أن الميزانيات المخصصة للتكوين ضئيلة، وأحيانا منعدمة، سواء تعلق الأمر بالتكوين الأساسي أو التكوين المستمر أو التكوين عن بعد عبر الوسائط الإلكترونية”، مضيفا أنه عقب تأسيسها، حرصت الفيدرالية على معالجة هذه المسألة، بإحداث المركز الإفريقي لتكوين الصحافيين والتي اختارت الرباط مقرا له، وكذا بمضاعفة وتنويع دورات التكوين التي يحتضنها.
وردا على سؤال بخصوص علاقة وكالة الأنباء بالدولة، قال السيد الهاشمي الإدريسي إن “وكالات الأنباء الإفريقية في القرن 21 تتطلع الى أن تكون لها روابط خالية من المفاجآت مع السلطات العمومية والعكس صحيح”.
وقال إنه “يتعين على الدولة أن تحدد في دفاتر تحملات ما تنتظره من الوكالة، وعلى الوكالة بدورها أن تكون على علم بما تقدمه الدولة لها من دعم مالي”.
وأضاف السيد الهاشمي الإدريسي أنه إذا كان على وكالة الأنباء أن تنتظر وتخمن بشأن الميزانية في كل سنة “فسيكون من الصعب عليها أن تتبنى لنفسها نمط حكامة معقلن وأمثل”.
وحول علاقة الوكالة بالدولة في ما يتعلق بالميزانية، ذكر بروح نداء الدار البيضاء الذي نص على ربطها بصيغة تعاقدية تقضي بتحديد ميزانية متعددة السنوات بتفاصيل محددة مسبقا.
يشار إلى أنه تم خلال الحفل الافتتاحي للاجتماع الخامس للمجلس التنفيذي للفيدرالية الأطلنتية لوكالات الأنباء الإفريقية ، الخميس المنصرم بأبيدجان، سلم وزير الاتصال والاقتصاد الرقمي والبريد الإيفواري، كوني برونو، جائزة للسيد الهاشمي الإدريسي، اعترافا بالعمل المنجز على مستوى الفيدرالية.
map
التعليقات مغلقة.