عبد الله منو يستعرض واقع وآفاق أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني في ظل تحديات القطاع وتداعيات الأزمة الصحية !

  أجرى الحديث رشيد العمري / ومع/:  يكشف السيد عبد الله منو مدير أكاديمية محمد السادس للطيران المدني ، النقاب عن واقع وآفاق أنشطة هذه المؤسسة التي جعلت من أزمة كورونا حافزا لمزيد من العطاء والتطور ، استجابة للتحديات التي يفرضها القطاع على الصعيد العالمي .
جاء ذلك في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، من خلال إجابته على أربعة أسئلة محورية ، تتناول في مجملها كيفية تعاطي هذه المؤسسة مع مختلف التحديات التي تفرضتها الجائحة ، فيما يلي نصه:

تفاعلا مع تداعيات الظرفية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد 19، انخرطت أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني في عملية التعليم عن بعد بكفاءة ومهنية، وذلك انسجاما مع قرار الوزارة الوصية بتوقيف الدراسة حرصا على السلامة الصحية لمختلف الفاعلين في قطاع التعليم العالي من طلبة وأساتذة باحثين وإداريين.
والملاحظ أن هذه الأزمة الصحية لم تكن عائقا أمام الأكاديمية، بل كانت حافزا وفرصة للتغيير الإيجابي ولتحسين أدائها، إذ أسست لتجربة جديدة تعتمد على التعليم عن بعد والتواصل الإلكتروني حيث تم اعتماد عدد من البرامج والوسائط الرقمية والمنصات البيداغوجية من قبيل ( MICROSOFT TEAMS ) و(GOOGLE MEET) كأدوات عملية لنشر الدروس والمحاضرات المصورة والمضامين البيداغوجية.
في هذا الصدد تم خلق بريد إلكتروني لكل طالب على حدة و لكل عنصر من عناصر هيئة التدريس والبيداغوجيا، مع العمل على تأطير كافة الفاعلين التربويين على كيفية التحكم في استعمال المنصات الرقمية، فضلا عن وضع كبسولات فيديو للمسؤولين عن التخصصات والوحدات للسماح لهم بإتقان الوظائف المختلفة لإنشاء فصل دراسي افتراضي.
على اثر ذلك تمكنت الأكاديمية من النجاح في مهمتها، حيث ساهم التعليم عن بعد في إنجاز البرامج المقررة لسلك المهندسين بنسبة 100 % . وقد وصل هذا المعدل إلى 120 % بعد إضافة حصص التعويض والمراجعة، وهذا ما تأكد في استطلاع للرأي في صفوف الطلبة الذين عبروا عن ارتياحهم للتجربة الجديدة بمعدل91%، حيث فسحت المجال لاكتساب المزيد من المعارف والمهارات جديدة، كما كان لها دور فعال في التواصل والتفاعل وتوثيق الاتصال بين الأساتذة والطلبة، سواء عبر البريد الإلكتروني أو مجالس النقاش أومسابقات العلمية أو الندوات والمناظرات الافتراضية .

في ظل هذا الوضع غير المسبوق كانت ردة فعل الأكاديمية تتسم بفاعلية كبيرة وبروح المبادرة . فبفضل الجهود المكثفة فقد عرف الموسم الأكاديمي برسم سنة 2020-2021 ارتفاعا في عدد المسجلين الجدد الى ما مجموعه 458 طالبا وطالبة في التكوين الأساسي، كما أسفرت نتائج هذه السنة عن تخرج دفعة مكونة من 117 طالبا وطالبة، من بينهم 22 مهندسا في مراقبة الملاحة الجوية، و28 مهندسا في إلكترونيك سلامة الملاحة الجوية، و67 مهندس دولة موزعين ما بين “هندسة المعلوميات”، و”هندسة الكهرباء، وألإلكترونيك والاتصالات” و”الهندسة الصناعية والإنتاجية”.
ومن إنجازات الأكاديمية أيضا خلال السنة ذاتها اعتمادها لمسالك تكوينية ودفاتر الضوابط البيداغوجية طبقا للمعايير الجديدة لمؤسسات التعليم العالي ، وكذا تجديد شهادة تدريب المراقبين الجويين من طرف المديرية العامة للطيران المدني، فضلا عن تجديدها لشهادة نظام إدارة الجودة ايزو9001 نسخة 2015 وذلك اعترافا بجودة الخدمات التكوينية التي تقدمها الأكاديمية وفقا للمعايير الدولية.
من جانب آخر، أبرمت الأكاديمية سنة 2021 اتفاقية تعاون وشراكة مع جامعة NORTHUMBRIA بنيوكاستل شمال شرق إنجلترا، وذلك بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي وتقوية الروابط وتشجيع البحث العلمي مع هذه الجامعة الرائدة في مجال جودة التدريس العالية وفي أساليب البحث الحديثة. كما عززت اتفاقيتها هذه بشراكة جديدة مع المعهد الوطني للعلوم التطبيقية(بفرنسا) والتي يتوخى من ورائها تعزيز علاقة التعاون الثنائي في مجال الهندسة وتيسير التبادلات العلمية والتربوية، فضلا عن تطوير برامج التدريب والبحث العلمي ، وتبادل الطلبة مع إمكانية الحصول على منح دراسية مكفولة، إلى جانب الاستفادة من ازدواجية الدبلوم، في هذا الصدد استفاد 56 من طلبة الأكاديمية من التنقل الدولي خلال السنة الماضية مقابل 36 طالب في سنة 2020 .
ومن أجل تدبير وإدارة الأنشطة التعليمية، قامت بالأكاديمية بالتعاون مع شركة فرنسية، بتنزيل برنامج ERP. كما حصل طلبة الأكاديمية على الجائزة الأولى في مسابقة المنافسة العربية والتحدي التي شهدها “المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي وأنترنيت الأشياء”، بمشاركة العديد من الدول بهدف تعزيز البحث والابتكار، منها العربية السعودية، عمان، فلسطين، تونس، مصر، الامارات المتحدة الى جانب المغرب.
وفي إطار برنامج ايراسموس بلوس، والذي يعتبر أحد البرامج الرائدة للاتحاد الأوروبي، والتي تعنى بالتربية والتكوين والشباب والرياضة، حصلت الأكاديمية على تمويل لأحد برامجها الهادفة الى تشجيع ودعم التعليم والبحث العلمي.
بالنسبة لحصيلة التكوين المستمر لسنة 2021 ،عملت الإدارة المساعدة المكلفة بالتعاون والبحث العلمي والتكوين المستمر وكذا معهد أمن الطيران المدني بالأكاديمية، الذي يعتبر مركزا مرخصا من طرف المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) OACI، على تنفيذ برنامج تكوين الأطر في مجالات مختلفة، حيث استفاد 539 متدربا من التكوين في مجالات تمحورت حول ” الأمن وسلامة الطيران المدني”، “الاستغلال المطاراتي”، “الإنقاذ ومكافحة الحريق”، “مكافحة خطر تحليق الطيور”، و”نقل البضائع الخطيرة”.
أما بالنسبة للبحث العلمي، فقد أبرمت الأكاديمية اتفاقيتي شراكة مع شركة Sofretim والشركة الفرنسية Sherpa لإنجاز وتأطير 06 مشاريع بحوث من إنجاز مجموعة من الطلبة بالأكاديمية من مختلف التخصصات.

تلتزم أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني بالعمل وفقا للتوجهات والمشاريع الاستراتيجية العامة التي تنهجها الدولة ، الرامية إلى اعتماد سياسة التوسع والانفتاح على العالم عبر توطيد العلاقات مع المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الطيران، كما تكرس مجموعة من الجهود لمعرفة التحديات الراهنة والتجاوب مع متطلبات المرحلة ومسايرة التطور الأكاديمي والتكنولوجي والارتقاء بمنظومة التكوين بالاعتماد على ميكانيزمات حديثة وعصرية مع وضع الابتكار والبحث العلمي ضمن أولوياتها.
وعليه فخطة الاستراتيجية المستقبلية لأكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني تروم أساسا تجويد تكويناتها وتطوير برامجها تماشيا مع احتياجات سوق الشغل، مع السعي في أن تصبح الأكاديمية أول مركز تكوين بامتياز عربيا وافريقيا من خلال تطويرها لشراكات وطنية ودولية، وكذا الوصول إلى مستوى التنافسية الدولية في مجالي الجودة والتصنيف والمواكبة الدائمة للمقاييس الدولية الصادرة عن المنظمة الدولية للطيران المدني والحرص على بقاء المناهج التعليمية ومسالكها الدراسية متوافقة مع مختلف المعايير والضوابط المعتمدة على المستويين الوطني والدولي .
كما تروم تثمين وتشجيع البحث العلمي والابتكار، والعمل على تطوير تجهيزات المختبرات لتتلاءم مع التطور العلمي والتكنولوجي الحديث وتوفير أنماط وموارد بيداغوجية سمعية بصرية لمختلف المسالك وتطوير مركز وطني لسلامة المطارات متخصص في تقديم جميع أنواع التداريب المتعلقة بالسلامة في مجال الطيران المدني واستقطاب لهذا الغرض عدد من الخبرات الأكاديمية والعلمية في شتى التخصصات ليقوموا بتدريس الطلبة والإشراف على كافة نشاطاتهم الأكاديمية والعلمية .