اليوم العالمي "للا عنف" رسالة إنسانية لتعزيز قيم السلام والتسامح والتفاهم | حدث كم

اليوم العالمي “للا عنف” رسالة إنسانية لتعزيز قيم السلام والتسامح والتفاهم

01/10/2017

تجسيدا لرؤيتها لعالم خال من العنف ورغبة منها في تكريس السلم العالمي، أقرت منظمة الأمم المتحدة يوم ثاني أكتوبر من كل سنة يوما عالميا للاعنف بكافة أشكاله، كرسالة إنسانية لتعزيز قيم السلام والتسامح والتفاهم.

وينبع الدافع وراء إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 يونيو 2007 لهذا اليوم العالمي، الذي يصادف عيد ميلاد المهاتما غاندي، من كون هذا الأخير يعد من أبرز الزعماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالنضال من أجل الحرية ونبذ العنف وتكريس طريقة الاحتجاج السلمي وترسيخ قيم التسامح ومناهضة جميع النزعات العدوانية.

ففي اليوم العالمي للاعنف من كل سنة يتجدد الالتزام وتتعبأ طاقات المناصرين لحقوق الإنسان وقضايا السلم والعدل في العالم، من أجل تقديم تشخيص للواقع الحالي وتحديد الأسباب الحقيقية لتنامي نزعات العنف والصراع وحب الهيمنة، وكذا لجعل قضايا تعزيز ثقافة حقوق الإنسان واحترام الآخر ومثل السلام، والدعوة إلى حل النزاعات بالطرق السلمية وحماية المدنيين في مناطق النزاع، على رأس الأجندة الدولية.

ويعرف البروفيسور جين شارب، وهو باحث كبير بشأن المقاومة اللاعنيفة، العمل اللاعنيف، حسب موقع الأمم المتحدة الخاص بهذا اليوم العالمي، بكونه “أسلوب يستطيع به الناس الذين يرفضون السلبية والخضوع، والذين يرون أن الكفاح ضروري، أن يخوضوا صراعهم بدون عنف. والعمل اللاعنيف ليس محاولة لتجنب أو تجاهل الصراع. بل هو استجابة لمشكلة كيفية العمل بفعالية في مجال السياسة، لاسيما كيفية استخدام القدرات بفعالية”.

إن الاحتفال باليوم العالمي للاعنف يمر في وقت يشهد فيه العالم العديد من بؤر التوتر وتنامي مشاعر الكراهية وارتكاب أبشع الجرائم والتفجيرات الإرهابية المؤلمة، فضلا عن وجود مجتمعات تغوص بشكل متزايد في موجات متصاعدة من التعصب والتوترات بين الثقافات، تسببت في موجات نزوح جماعية هائلة.

ومن أجل معالجة كل هذه الإشكاليات المستعصية التي يتسبب فيها العنف تعمل منظمة الأمم المتحدة بكل جهد على حل النزاعات الدولية بالسبل السلمية وتعزيز الاحترام المتبادل بين الثقافة والأديان وغير ذلك من الأسباب التي قد تبث التفرقة والكراهية.

وفي هذا السياق، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دجنبر 2012 الفترة بين عامي 2013-2022 لتكون “العقد الدولي للتقارب بين الثقافات” ، الذي تمخضت عنه جملة من المشاريع الإبداعية التي تدل على قوة التنوع والحوار كعناصر تدفع نحو تحقيق السلام.

ووعيا منه بأهمية قيم التسامح واللاعنف ما فتئ يؤكد المغرب على التزامه الراسخ بالإسهام في تعزيز السلم والأمن الدوليين والانخراط مع شركائه في محاربة كل أشكال الإرهاب والتطرف.

فالسمعة التي تتمتع بها المملكة في المجتمع الدولي تتيح لها الاضطلاع بدور محوري في تعزيز السلم والأمن الدوليين، ويتجسد ذلك بالخصوص من خلال انخراطها بشكل فعال في جميع البعثات الأممية الرامية إلى إحلال السلام ونبذ العنف في العديد من بؤر التوتر في العالم.

إن الأمل يظل معقودا على الأجيال الصاعدة من أجل تعزيز ثقافة اللاعنف والسلم، وهذا الأمر لن يتأتى سوى بتضافر جهود الفاعلين الدوليين والوطنيين والمنظمات الحكومية وغير الحكومية من أجل إرساء مشاريع وسياسات إبداعية تكرس ثقافة اللاعنف كقيمة إنسانية، وكذا من خلال تنفيذ أنشطة كفيلة بإيصال رسائل التعايش والسلام واحترام الآخر ومضمون المواثيق والاتفاقيات الدولية بهذا الشأن.

ح/ م

التعليقات مغلقة.