تم، يوم الجمعة، بمقر مجلس جهة الشرق بوجدة، توقيع اتفاقيتي شراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بهدف تعزيز البنيات الثقافية وتنويع العرض الثقافي، وكذا إحداث مراكز التكوين للفتيات والنساء، ودور الشباب والمخيمات بجهة الشرق.
وذكر بلاغ لمجلس الجهة، أن هاتين الاتفاقيتين الهامتين، وقعهما مع وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، كل من السادة عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، ومعاذ الجامعي، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة – أنجاد، ومحمد امباركي، المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالة وأقاليم الجهة الشرقية، وذلك بحضور نواب رئيس مجلس الجهة، وأعضاء المجلس، وكذا رؤساء المصالح اللاممركزة.
وتروم الاتفاقية المتعلقة بتعزيز البنيات الثقافية وتنويع العرض الثقافي بجهة الشرق، والتي تبلغ الكلفة المالية لإنجاز المشاريع المندرجة في إطارها 380 مليون درهم، إحداث وتجهيز مؤسسات ثقافية جديدة، وتأهيل وصيانة المؤسسات الثقافية بجهة الشرق، وصيانة وترميم المآثر والمنشآت الأثرية والتاريخية، فضلا عن جرد وحماية التراث الثقافي اللامادي، وكذا تشجيع الإبداع الثقافي والفني ودعم وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية بالجهة.
وبخصوص الاتفاقية المتعلقة بإحداث مراكز للتكوين الخاصة بالفتيات والنساء، ودور للشباب، والمخيمات بجهة الشرق، والتي تبلغ التكلفة المالية لإنجاز المشاريع المدرجة ضمنها حوالي 120 مليون درهم، فإنها تهدف إلى تعزيز البنيات التحتية للجماعات المعنية بمراكز لتكوين الفتيات والنساء في المجالات التي توفرها الوزارة؛ وتشجيع المرأة والفتاة على الإبداع؛ وإدماج الفتيات والنساء في النسيج الاقتصادي عبر خلق تعاونيات توفر لهن استقلالا ماديا.
كما تستهدف الاتفاقية احتضان الشباب داخل مرافق خاصة توفر مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية؛ وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة؛ والتقليص من المشاكل والظواهر السلبية المنتشرة بالأحياء بين الشباب؛ وكذا خلق متنفس ثقافي للشباب، إضافة إلى احتضان أطفال داخل مرافق المخيمات، وتوفير مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية.
من جهة أخرى، يضيف البلاغ، ثمن رئيس مجلس جهة الشرق، خلال اللقاء المنعقد، في وقت سابق، بمقر ولاية جهة الشرق بوجدة، مع وزير الشباب والثقافة والتواصل، جميع الجهود المبذولة والرامية إلى تحقيق المزيد من المنجزات والمكتسبات للنهوض بالمشهد الثقافي وبقضايا الشباب على المستوى الجهوي، منوها، في الوقت ذاته، بمجهودات السلطة الولائية في المواكبة والتعاون قصد تحقيق أهداف الترافع المؤسساتي المشترك في مختلف المجالات.
وبعد أن أشار إلى الحدث الثقافي الهام الذي شهدته عاصمة جهة الشرق والمتمثل في احتضانها لفعاليات الحدث البارز “وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018″، استعرض السيد بعوي، مجموعة من الأنشطة والبرامج والتظاهرات الثقافية والفنية الهامة التي دعمها مجلس الجهة ومنها؛ تهيئة وبناء فضاء ذاكرة المقاومة وجيش التحرير في مختلف أقاليم الجهة، والمشروع المشترك مع “Grand- Est” بفرنسا المتعلق بإحصاء وتثمين التراث المادي واللامادي للجهات.
ويتعلق الأمر أيضا بدعم المهرجانات الثقافية والسينمائية الدولية؛ والمعرض المغاربي للكتاب، ومشروع المتحف المنجمي بجرادة، والمساهمة في تهيئة المدرسة الحسنية بفجيج، وإحداث مراكز للتكوين والتنشيط الثقافي بالجهة بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وأخرى للتكوين وإدماج الشباب، بالإضافة إلى مشاريع ثقافية أخرى هامة، وكذا دعم تشييد ملاعب القرب في مختلف أقاليم الجهة.
ودعا رئيس جهة الشرق إلى التوافق بشأن بناء رؤية تشاركية بخصوص النهوض بالمجال الثقافي وجعل الثقافة تحتل المكانة التي تستحقها باعتبارها قاطرة أساسية للتنمية وجعلها أيضا مدخلا أساسيا لتعزيز آليات التعاون الدولي اللامركزي.
وأشار أيضا إلى انشغالات مجلس جهة الشرق المتمثلة في تأهيل وتعزيز البنيات التحتية ذات الصلة بالثقافة والشباب، وبناء خطط متكاملة وتشاركية للنهوض بالمشهد الثقافي بالجهة، والانفتاح على المجالات الرقمية والافتراضية لمواكبة التحول الرقمي، وكذا تأهيل وترميم الأنسجة العتيقة من القصبات والقصور والمعالم التاريخية.
كما تتمثل أيضا في تنويع أشكال ومجالات تنظيم المعارض والتظاهرات الفنية والثقافية، وتثمين التراث المادي واللامادي لجهة الشرق، وإرساء أسس الصناعة الثقافية، ودعم الصناعة السينمائية بالجهة، وكذا الانخراط في عالم المعرفة والتواصل، وتنمية الإنتاج الثقافي.
وأكد السيد بعوي، في هذا الصدد، على مواصلة مجلس جهة الشرق انخراطه في التنزيل الترابي لمختلف البرامج والاستراتيجيات القطاعية، وكذا دعم كل المبادرات الخلاقة التي تساهم في تنمية الجهة.
ح/م
التعليقات مغلقة.