دعا أحمد رضا الشامي، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، إلى تعزيز الشراكة ” الناجحة ” بين المغرب والاتحاد الأوروبي، من خلال النهوض بتعاون ثلاثي الأطراف مع إفريقيا.
وأكد أحمد رضا الشامي في ندوة حول ” العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي “، نظمت بمبادرة من فريق العمل الأوروبي لمجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي، على أهمية النهوض بهذا التعاون الثلاثي في إطار مقاربة رابح – رابح، وتستفيد من الدور المحوري للمملكة في إفريقيا.
وبعد ما ذكر بأن المغرب هو أول مستثمر في إفريقيا الغربية وثاني مستثمر في مجموع القارة التي تعرف حضورا مكثفا للمقاولات الوطنية في مختلف القطاعات (أبناك، تأمينات، بنيات تحتية)، شدد على ضرورة العمل المشترك على مستوى هذه السوق بما يعود بالنفع على الجميع.
وأضاف في هذه الندوة التي حضرها عدد من النواب الأوروبيين، قائلا ” يجب خلق تنمية مستدامة في إفريقيا “، محذرا من أن الجهود المبذولة للحد من تدفق المهاجرين سيكون مصيرها الفشل إذا فقد الناس الأمل.
وبالنظر لانتماء المغرب والاتحاد الأوروبي إلى نفس الفضاء الجغرافي الذي يشهد تحديات جديدة، يقول أحمد رضا الشامي، فإن الطرفين مدعوان للعمل سويا وبشكل مسؤول وتضامني من أجل السلم والأمن والازدهار المشترك.
وأبرز السفير، خلال هذه الندوة، مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي ما فتئت تتعزز وتتنوع، ” إنها شراكة حقيقية تتشكل منذ 50 سنة، لكنها انتقلت إلى سرعتها القصوى مع اتفاق الشراكة (الموقع في 1996 والذي دخل حيز التنفيذ في مارس 2000) ثم الوضع المتقدم في 2008 “.
وبالنسبة إليه، فإن تعزيز هذه العلاقات يبدو جليا سواء على مستوى المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والتجارية، أو البشرية.
وأكد أحمد رضا الشامي على أهمية تعزيز قنوات الحوار السياسي والاستراتيجي والتشاوري، من خلال عقد قمة المغرب – الاتحاد الأوروبي، واجتماعات لمجلس الشراكة، والزيارات أو المشاورات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما أشار إلى توسيع مواضيع الحوار والتعاون (الإرهاب، حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحكامة، التعاون القضائي والأمني، وباقي المواضيع الراهنة على المستوى الإقليمي والدولي)، مضيفا أن هذا التعاون السياسي يتعزز من خلال تعزيز الحوار البرلماني عبر خلق اللجنة البرلمانية المشتركة.
وعلى المستوى الاقتصادي، ذكر السفير بأن أوروبا هي أول شريك اقتصادي وتجاري للمغرب (6ر329 مليار درهم حجم المبادلات)، وأول مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة (بأسهم تقدر ب 3ر17 مليار أورو).
وعلى المستوى البشري، أشار أحمد رضا الشامي إلى تعزيز المبادلات الثقافية والتربوية والعلمية وكذا التعاون في مجال التنقل.
وأكد أن هذه الإنجازات تعكس إرادة والتزام الطرفين من أجل بناء مستقبل مزدهر يسوده الاستقرار بما ما يعود بالنفع على الساكنة، مشيرا إلى دعم الاتحاد الأوروبي للإصلاحات التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات.
وتلت هذه المحاضرة نقاش للنواب الأوروبيين الحاضرين خلال هذا الاجتماع لمجموعة العمل الأوروبي لمجموعة الحزب الشعبي الأوروبي بالبرلمان الأوروبي، والذي يترأسه بول روبيغ الذي أكد على أهمية التقارب بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وضرورة العمل على تعميق هذه العلاقات.
وأبرز متدخلون آخرون، من بينهم النواب كريتيان دان بريدا، وبيرند بوسيلت، وآيميريك شوبراد على أهمية تعزيز التعاون مع المغرب في مختلف المجالات وخاصة الجانب الأمني ومحاربة الإرهاب والهجرة والشباب.
حدث
التعليقات مغلقة.