تخليد الذكرى الـ 64 لمعركة الدشيرة والـ 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة بمدينة العيون
خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، امس الاثنين بالعيون، بكل فخر واعتزاز، الذكرى الـ 64 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى الـ 46 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، بما يليق بهذين الحدثين من برور ووفاء.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن تخليد الذكرى الـ 64 لمعركة الدشيرة، والـ 46 لجلاء أخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، يعد محطة تاريخية لاستحضار حدثين عظيمين من أحداث الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية.
وأضاف السيد الكثيري أن هاتين المحطتين البارزتين في مسيرة النضال البطولي الوطني تشكلان مناسبة لاستعادة ما سطره أبناء الأقاليم الجنوبية من روائع ومفاخر في ملحمة ثورة الملك والشعب، مشيرا إلى أن هذه الذكرى تمثل صفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري، وتخلد لأروع صور الشجاعة والشهامة والبطولة التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير، ملحقين خلال هذه الموقعة الغراء هزيمة كبرى بقوات الاحتلال الأجنبي المدعمة بأحدث العتاد الحربي والطائرات الحربية.
وقال السيد الكثيري “إن تخليد هذه الذكرى مناسبة أيضا لاستحضار المواقف التاريخية العظيمة لأبناء هذه الربوع غداة عودة جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه وأسرته الكريمة من المنفى، عندما مثل بين يدي جلالته شيوخ وأعيان هذه الأقاليم لتجديد بيعتهم والتأكيد على إرادتهم في مواصلة الكفاح والنضال على درب التحرير لتحقيق الوحدة الترابية”.
وأبرز السيد الكثيري أن تاريخ حركة المقاومة الوطنية، وفي هذه الأجواء الطافحة بمشاعر الفخر والاعتزاز لتخليد هاتين المحطتين، يزخر بمظاهر الوحدة والتلاحم بين المغاربة من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال في مواجهة الاستعمار الأجنبي.
وذكر بمجموعة من الجوانب التي عرفتها معركة الدشيرة الخالدة التي أبلى فيها المجاهدون بهذه الربوع البلاء الحسن، مجسدين بتراثهم النضالي أروع صور الوفاء والإخلاص في الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وسجل أن الاحتفاء بالذكرى الرابعة والستين لمعركة الدشيرة يتوخى استلهام قيم الوطنية الخالصة والمواطنة الإيجابية لتتشبع بها الأجيال الحاضرة والمتعاقبة في مسيراتها الرائدة في ظل العهد الجديد لجلالة الملك محمد السادس، إعلاء لصروح الوطن وارتقاء به في مدارج الحداثة والتقدم والتنمية الشاملة والمستدامة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية والبيئية.
وتم، خلال هذا المهرجان الخطابي الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالعيون وحضره والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات وعدد من المنتخبين والأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العيون، عربون وفاء وبرور بما استرخصوه من نفس ونفيس وما قدموه من تضحيات جسام في ملحمة الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وكذا تسليم إعانات مالية لفائدة عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم.
وكان المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، الذي كان مرفوقا بوالي الجهة وعدد من المقاومين والمنتخبين، قد قام بزيارة لمقبرة الشهداء بالجماعة القروية الدشيرة، للترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال معركة الدشيرة، وعلى روح جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه آنذاك في الكفاح الحسن الثاني طيب الله ثراهما.
حدث/ومع
التعليقات مغلقة.