حديث المنبر: لا مكانة للمرأة في الإسلام | حدث كم

حديث المنبر: لا مكانة للمرأة في الإسلام

12/03/2022

يونس امغران السوسي: + عندما يكثر الحديث عن مكانة المرأة في مجتمعنا أو في ديننا، فإننا نعلم أن هذه المكانة لا وجود لها بأي صورة من الصور، ولا يمكن التعبير عنها بأي لغة من اللغات، ولا يستطيع أحد، من الخاصة أو العامة، أن يقدم بشأنها حجة أو دليلا للبرهنة على هذا الوجود، فبالأحرى التدليل على أهميتها أو سموها !.

أي مكانة للمرأة في الإسلام؟ وأي إسلام نقصده؟.

نعم.. إن الإسلام واحدٌ، وإن خصومَه متعددون ويتناسلون، بل ويبيضون بطريقة تشبه طرق التماسيح الأفريقية والسلاحف البحرية، لكن سؤالي عن أي إسلام نقصد؟ أعني به عن أي إسلام يمكن الحديث عنه ويوجد الآن، شكلا ومضمونا، في مجتمعنا؟ في معاملاتنا اليومية مع آبائنا وأمهاتنا وأبنائنا؟ مع جيراننا وأصدقائنا وزملائنا في العمل وفي المدرسة وفي المعمل وفي الأسواق؟ مع أشقائنا وأصدقائنا وخصومنا من الشعوب والأمم والدول؟.

وهل هو إسلام الزوايا والمراقد والأضرحة والموتى؟

أم إسلام الصلوات التي “أبدعها” الطرقيون بعيدا عن وحي السماء قرآنا وسنة؟

أم إسلام المهرجانات الراقصة والصاخبة والمستنزفة لأموال الشعب والتي أبطلها الله بسلاح كورونا مدة تكاد تصل إلى ثلاث سنوات؟

نعم .. قد نجد مكانة (ما) للمرأة في هذا “الإسلام” الذي يجتهد خصوم الدين الصحيح في استنبات بذوره وجذوره في الأذهان الكليلة والنفوس المريضة والضمائر الميتة. وقد نجد المرأة ذاتها (بغض النظر عن طبيعة مكانتها سواء كانت كريمة أو ذليلة) موجودة فيه وكائنة ب”غزارة” وبأسماء مختلفة ومتنوعة هنا وهناك، وموجودة حيث لم نكن نتوقع أو نتصور، لكن هذه المرأة وهذه المكانة لا ترضينا أبدا، ولا نجد لها أي مسوغ في إسلام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. أو لنقل بصراحة: لا مكانة للمرأة المغربية والعربية والإسلامية اليوم (في الغالب والأعم) في مضامين الإسلام الحقيقي والمنساب من ينابيع المحجة البيضاء.

غير أن تاريخنا الإسلامي مليء بنماذج جيدة وقوية وجميلة لنساء رائدات في شتى المجالات المجتمعية، وفي مواقع الاستقامة والعطاء والمشاركة والبناء والاستنهاض الحضاري.. وقد تمكنت هذه النساء (المرأة) من الظفر بمكانة مشرقة داخل أروقة مجتمعهن الذي كان راشدا بفضل تمثلهن لقيم الإسلام الصحيح في حياتهن الخاصة والعامة.. وحين نقول حياة المرأة العامة فالقصد واضح، وهو أنها لم تكن منعزلة قط عن أدوار التأسيس للمفهوم النظري التربوي والعملي للإنسان والحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية. لذلك اختارت هذه المرأة نفسها أن تكون لها مكانتها المباركة برضا الله ورسوله والمؤمنين رجالا ونساءً، وبحرصها على أن يكون دينها هو مبدؤها وموجهها ومنهجها في الحفاظ على ذاتها وعلى مكانتها المرموقة المنتجة المعطاءة.

والعجيب أن هذه المرأة التي كانت متجسدة في بنات رسول الله وأمهات المؤمنين كعائشة وأم سلمة رضي الله عنهن جميعا، وفي صحابيات رسول الله وعالمات ومثقفات نافحن عن المحجة البيضاء عبر عصور الأمة المزدهرة والمتدهورة، (هذه المرأة) أعطت لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان” معاني متجددة وتفسيرات حضارية متألقة، فاختلت برجال ونساء جمعا لا فردا، في المدارس والمعامل والإدارات والمختبرات الاستراتيجية، متسلحة بفهمها الأصيل للإسلام الصحيح، ومعتصمة بقوة وأمانة بمنهجها الرباني القويم.

وعليه، فإن مكانة المرأة في الإسلام الغائب اليوم تندرج في سياق البحث عن مساواة حقيقية بينها وبين شقيقها الرجل؛ مساواة تكامل وتآزر..

مساواة تقوم على التمايز الإيجابي والاختلاف المثمر القائم بينهما بيولوجيا وفيزيولوجيا..

مساواة لا تسقط حقهما في الحياة والخصوصية والعيش الكريم، وفي الاحترام والتقدير، وفي الحرية والاختيار، وفي العدل والانصاف، وفي اكتساب العلم والعمل الملائم..

مساواة بعيدة عن فلسفة النسوية المبنية على الصراع الآثم، والدعوة إلى تقليص معدلات التزايد السكاني، وتغيير مفهوم الأسرة من واقع المودة والسكينة إلى واقع الشراكة المادية الصرفة وقطع ضرورة النسل..

مساواة لا تؤمن بهدم حقيقة الفصل بين الذكورة الفاعلة والأنوثة الحية المنتجة، كما لا تؤمن بمصادرة الحقيقة الإلهية المتمثلة في قوله تعالى:

[يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] (الحجرات 13).

التعليقات مغلقة.