لجنة جائزة نوبل للسلام تحقق توقعات فوز الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية بدورة 2017 | حدث كم

لجنة جائزة نوبل للسلام تحقق توقعات فوز الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية بدورة 2017

06/10/2017

جمال الدين بن العربي: لم تخيب لجنة نوبل للسلام توقعات المراقبين والمحللين حينما أعلنت، اليوم الجمعة بأوسلو، عن منح جائزة سنة 2017 للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية.
وبالإعلان اليوم عن نتيجة مداولات لجنة نوبل للسلام في هذا البلد الاسكندنافي، ينتهي فصل طويل من انتظار من ستؤول إليه أشهر جائزة في العالم والتي تنفرد بمنحها النرويج.
فقد توقعت عدة أوساط فوز الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية بهذه الجائزة التي تتوج مسارا طويلا من كفاحها من أجل الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم.
ومن ضمن هذه الأوساط العديد من وسائل الإعلام النرويجية التي راهنت على منح الجائزة لأطراف جهود منع انتشار الأسلحة النووية والتي مكنت من التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (افتنبوستن)، واسعة الانتشار، إنه قد ينظر إلى هذه الجائزة على أنها “تحفيز من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في كوريا الشمالية”.
كما أكدت أن الأمر قد يعتبر أيضا إشارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صرح مرارا بأنه قد يسحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما مع الطرف الإيراني.
كما يتماشى منح الجائزة لهذه الحملة، التي حظيت بالمتابعة المكثفة خلال السنوات الماضية، مع التوجه الذي تبنته لجنة نوبل خلال السنوات الأخيرة بمنح الجائزة لمن عمل على إحلال السلام والأمن في مناطق من العالم.
وهكذا منحت جائزة سنة 2016 للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، تكريما لجهوده في إنهاء أكثر من 50 سنة من الحرب الأهلية في بلاده.
ويتضح هذا التوجه أيضا حينما قالت بيريت رايس اندرسون، رئيسة لجنة نوبل للسلام، اليوم “إن اللجنة تحرص على الإشارة إلى أن المراحل المقبلة للتوصل إلى عالم خال من الأسلحة النووية يجب أن تشارك فيه الدول التي تمتلك أسلحة نووية”.
وأضافت بيريت رايس اندرسون، “إننا نعيش في عالم أصبح فيه خطر استخدام الأسلحة النووية أكبر بكثير مما كان منذ فترة طويلة”.
من جهتها، أكدت بياتريس فين، مديرة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، أن حصول المنظمة على جائزة نوبل للسلام “شرف كبير”.
واعتبرت بياتريس فين، في بلاغ لها، أن العالم يعيش فترة من التوتر الدولي الشديد يمكن أن تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه إلى فظائع لا توصف.
وتشكل الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، ومقرها جنيف، ائتلافا من 468 منظمة غير حكومية تنتمي لنحو 101 دولة.
ويأتي إعلان اليوم تتويجا لمسار طويل من دراسة ملفات المرشحين وعقد اجتماعات مكثفة في الأسابيع القليلة الماضية لحسم الأمر، وكذا ثمرة تقليد دأب عليه معهد نوبل للسلام بالقيام بتنظيم حلقات دراسية يحضرها أكاديميون وخبراء لمناقشة قضايا السلام والنزاع المختارة لمساعدة اللجنة في مهمتها لتقرر من الذي ينبغي منحه الجائزة.
وتحظى جائزة نوبل للسلام التي تقدمها النرويج كل سنة بالمتابعة الإعلامية المكثفة وبتحليل نتائجها، وقبل ذلك وضع العديد من التكهنات حول الفائزين بها.
وتعتبر هذه الفئة من جوائز نوبل، الأكثر انتظارا من قبل الباحثين والمهتمين بمجال السلام العالمي والعلاقات الدولية، لكونها تؤشر إلى التوجه العام للجنة المشرفة على الاختيار، وبالتالي درجة أهمية الأشخاص والهيئات التي حظيت بشرف نيلها.
ولم يتم لحد الآن، ومنذ انطلاق دوراتها سنة 1901، الكشف عن لغز اختيار ألفريد نوبل للنرويج كمكان لدراسة ملفات المقترحين للفوز بنوبل للسلام، رغم أن الفئات الأخرى تمنح من قبل الجارة السويد.
وحث ألفريد نوبل على أن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة السلام في العاصمة النرويجية أوسلو، بناء على نتائج مداولات لجنة تتكون من خمسة أشخاص يعينهم البرلمان النرويجي.
وأوصى ألفريد نوبل بمنح الجائزة لمن “بذل أفضل عمل من أجل السلام والأخوة بين الأمم، من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة وعقد مؤتمرات السلام وتعزيزها”.
ويتم تقديم الجائزة في احتفال يقام في 10 دجنبر من كل سنة في أوسلو حيث يحصل الفائزون على ميدالية ووثيقة رسمية تشهد بالحدث التاريخي.
وقد أكدت لجنة نوبل للسلام أنها توصلت برسم سنة 2017 بنحو 318 ترشيحا لنيل جائزة تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار.

التعليقات مغلقة.