شكلت مزايا توظيف الملكية الفكرية من أجل تعزيز نمو المقاولات وكسر الحواجز التي يواجهها رواد الأعمال الشباب المبدعون، محور ندوة افتراضية مغربية-إسرائيلية، نظمت يوم الإثنين من جنيف.
ونظم هذا الحدث، المقام بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، من قبل البعثتين الدائمتين للمغرب وإسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، بالتعاون مع مكتب براءات الاختراع الإسرائيلي، المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، وبدعم من المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وشدد نائب الممثل الدائم للمغرب في جنيف، عبد الله بوتدغارت، بهذه المناسبة، على دور الملكية الصناعية في التنمية الاقتصادية، الاجتماعية والتكنولوجية، مشيرا إلى أن الاستخدام الاستراتيجي للملكية الصناعية ضروري للتمكين من وضع استراتيجيات تجارية أفضل وقدرة تنافسية أكبر.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الجهود ينبغي أن تتركز على مجالين رئيسيين، هما التحسيس بمزايا نظام الملكية الفكرية بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة وتنافسيتها التجارية، وكذا أهمية مناقشة التنفيذ الفعلي لبرامج المنظمة العالمية للملكية الفكرية، الرامية إلى دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة على المستوى المحلي، الإقليمي والدولي.
وقال “لهذا، من المهم إثراء الشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، من خلال المشاريع الرامية إلى توسيع نطاق الولوج إلى الملكية الفكرية لجميع الفاعلين في منظومة الإبداع، وعبر جعل آليات الملكية الفكرية والابتكار حافزا جوهريا للنمو والتنمية”.
من جانبه، أكد المدير العام للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، عبد العزيز ببقيقي، أن “الابتكار يتجه أكثر من أي وقت مضى، إلى أن يشكل محركا مركزيا للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة”، مسجلا أنه خلال الجائحة، “ثبت أن المناعة وتكيف الشركات يمر عبر الابتكار في مجالات معينة من قبيل الرقمنة، أو قصد تلبية احتياجات المجتمع”.
وبعد تشديده على أن “المبتكرين ينبغي أن يستجيبوا باستمرار لمطالب المجتمع”، أشار إلى أن “الابتكار شكل دائما المكون الأهم للنمو الاقتصادي ومولدا رئيسيا لمناصب الشغل”.
ولفت السيد بيقيقي إلى أنه في المغرب، تم اتخاذ العديد من المبادرات لتكريس منظومة تحفز تطوير ثقافة الابتكار، مسجلا أن الابتكار لطالما شكل أحد المكونات الرئيسية للاستراتيجيات الصناعية والقطاعية الموضوعة من قبل المملكة بهدف جعلها رافعة لتنافسية المقاولات، تشجيع إنتاج التكنولوجيات وتعزيز البحث والتطوير.
وبعد إشارته إلى أن “إستراتيجية المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية تنسجم تمام الانسجام مع هذه الدينامية”، أوضح أن “الأمر يتعلق بالنسبة للمكتب بالمصاحبة والتحسيس، ولكن أيضا بتكوين المبتكرين على أدوات الملكية الفكرية، مع اقتراح خدمات أكثر فعالية وتلبي احتياجاتهم”.
وأشار بهذه المناسبة، إلى بعض المشاريع الرائدة التي ينفذها المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية قصد دعم المبتكرين الشباب طوال مراحل تطوير مشاريعهم، مشيرا على الخصوص، إلى خدمات المعلومات والمساعدة التي يقدمها المكتب، فضلا عن مختلف المنصات الرقمية التي تم إنشاؤها لتيسير إيداع طلبات حماية سندات الملكية الصناعية.
من جانبها، أشارت السفيرة والممثلة الدائمة لإسرائيل بجنيف، ميراف إيلون شاهار، إلى أن “شباب اليوم يعتبر مصدرا رائعا للابتكار والإبداع، من أجل إيجاد عالم أكثر استدامة ومبني على أسس متينة بعد وباء الكوفيد”، مبرزة أن “هؤلاء الشباب سيتجلون من خلال أفكارهم الأصلية والطموحة وحلولهم المبتكرة لمواجهة التحديات”.
وأوضحت في هذا السياق، أن “الشباب في المغرب وإسرائيل وفي عموم المنطقة، سيستفيدون من إعادة ربط العلاقات بين البلدين”، مشيرة إلى أن “هذا الحدث يشهد على تجددها وعلى ما نحن قادرون على تحقيقه سويا، من أجل جيلنا وجيل المستقبل”.
وسجلت الدبلوماسية الإسرائيلية، أيضا، أنه “بينما تشكل الملكية الفكرية عقبة بالنسبة للبعض، فإننا نرى في إسرائيل أنها تعد أداة قوية لدعم استراتيجيات ريادة الأعمال، توليد عائدات مالية وإضفاء قيمة مضافة نوعية على الشركات”.
وبالنسبة لمدير مكتب براءات الاختراع الإسرائيلي، عفير آلون، فقد سلط الضوء على “الإمكانات الكبيرة للابتكار والإبداع التي توجد في رؤية الشباب لهذا المجال”، داعيا إلى ضرورة دعم “إطلاق العنان الكامل لهذه الإمكانات الإبداعية”، من خلال ملاءمة أنظمة الملكية الفكرية وإحداث آليات تتيح للشباب الابتكار والإبداع”.
وقال “طموحنا هو توسيع نطاق مستخدمي أنظمة الملكية الفكرية”، مشددا على أهمية زيادة الوعي في صفوف الشباب والشركات الصغرى والمتوسطة بحقوق الملكية الفكرية “كأدوات لتشجيع الابتكار، الذي سيمكن من الاستجابة لمختلف التحديات، ولكن أيضا حماية الاستثمارات والحفاظ على الميزة التنافسية”.
وتابع قائلا “يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تحقيق هذا الهدف، بالنظر إلى أن بوسعها تقديم تفسيرات وتوجيهات لعملية تسجيل حقوق الملكية الفكرية. فهي تجعل الأمور أكثر بساطة، وتمكن من تجنب الأخطاء بالنسبة لمقدمي الطلبات، تقليل التكاليف، وتخفيف العبء الإداري من خلال تقاسم العمل (…)”.
من جانبه، دعا مساعد المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، إدوارد كواكوا، “الشباب إلى اتخاذ القرار واغتنام الفرص التي تتيحها خدمات الملكية الفكرية المتاحة، من أجل تحفيز الابتكار والإبداع دون تأخير”.
ودعا السيد كواكوا إلى “منح الشباب آليات استغلال أنظمة الملكية الفكرية على نحو يتيح تحرير إمكاناتهم والاستفادة من إبداعاتهم”.
كما اعتبر من جهة أخرى أن “رعاية الإبداع والتخصصات العلمية لدى الشباب له تأثير إيجابي على الاقتصاد”، مضيفا أن “روح المقاولة والتكنولوجيات ستكون ضرورية للمستقبل”.
وأشار مدير شعبة الملكية الفكرية للمقاولات في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، غي بيساش، إلى أن “الملكية الفكرية تتيح إحداث قيمة مضافة على أساس عناصر غير ملموسة، وتسمح للشركات بأن تكون منافسة، والتميز عن باقي الشركات، وكذا تأمين الاستثمارات والتمويلات”.
وقدم في هذا الصدد، لمحة عن الآليات التي وضعتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية من أجل تعزيز استغلال الشركات للأدوات المتاحة لها في مجال الملكية الفكرية.
من جهة أخرى، تابع المشاركون في هذه الندوة الافتراضية عروضا قدمها ممثلو مشروعي “سنووليس” الإسرائيلي والمغربي “مولدياغ”، حول تجاربهما الخاصة فيما يتعلق بالابتكار والبحث العلمي وتطوير الحلول المناسبة في مختلف المجالات.
ح/م
التعليقات مغلقة.