المكتبة الوطنية للمملكة المغربية: حفل تكريم للكاتب الروائي الأردني وروايته “فوضى في حديقة الشيطان” – حدث كم

المكتبة الوطنية للمملكة المغربية: حفل تكريم للكاتب الروائي الأردني وروايته “فوضى في حديقة الشيطان”

  احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية امس الثلاثاء، حفل تكريم للكاتب الروائي الأردني وروايته “فوضى في حديقة الشيطان” التي تسلط الضوء على الواقع اللاإنساني الذي يعيشه المحتجزون الصحراويون في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.
وتميز هذا الحفل الذي نظمه الائتلاف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء (أوساكو)، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين وفاعلي المجتمع المدني وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط، إلى جانب الكاتب المحتفى به.
وقال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، السيد محمد الفران، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الحفل يشكل مناسبة لإلقاء الأضواء على الخصائص المميزة لهذه الرواية الصادرة عن دار (الرواية العربية للنشر والتوزيع)، على لسان باحثين وكتاب مرموقين، وكذا فرصة لهم للحديث من خلال الرواية عن المعاناة الإنسانية في مخيمات تندوف جنوب الجزائر.
وأبرز السيد الفران أن الكاتب مصطفى القرنة تمكن من خلال هذه الرواية، “بحنكة متميزة وإبداع فريد”، من إبراز “ما يقع في مخيمات الذل والعار جنوب الجزائر، وما تتكبده النساء والشيوخ والأطفال على حد سواء هناك من مصادرة لحقوقهم الطبيعية في العيش الكريم والمستقبل الزاهر”.
وأشار إلى أن “فوضى في حديقة الشيطان” ليست رواية متخيلة وإنما هي عمل أدبي “مستقى من الوقع المعيش الذي عاينه مصطفى القرنة، الرئيس السابق لاتحاد الكتاب الأردني، من خلال لقاءاته مع الناجين والفارين من جحيم مخيمات تندوف، ليجعل من معاناة المحتجزين هناك موضوعا لها”.
وأعلن السيد الفران بهذه المناسبة، عن مبادرة المكتبة الوطنية للمملكة إلى ترجمة الرواية المحتفى بها إلى اللغة الصينية.
من جهته، قال منسق الائتلاف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، السيد محمد أحمد، إن هذا اللقاء يندرج ضمن الأنشطة التي ينظمها الائتلاف لبناء الوعي عبر الترافع العالمي الأكاديمي والعلمي لفائدة قضية الصحراء المغربية، ويشكل مناسبة للاحتفاء بالروائي مصطفى القرنة، باعتباره أحد أصدقاء المغرب الكبار، وكذا بروايته “فوضى في حديقة الشيطان”.
وأضاف المتحدث أن الاحتفاء بهذه الرواية يهدف أيضا إلى تقريب الجمهور الواسع بالأبعاد الإنسانية لملف الصحراء، باعتبارها ترصد معاناة ساكنة محتجزة لأكثر من أربعة عقود، وتم وضعها رهينة لحسابات ضيقة الأفق، وإخضاعها لممارسات تنتهك حقوقها منذ ذلك الوقت.
وحسب منسق الائتلاف، فإن الرواية المحتفى بها تعقد مقارنة بين عالمين متناقضين هما الأقاليم الجنوبية للمملكة بما تشهده من زخم تنموي كبير تضطلع الساكنة المحلية فيه بدور ريادي في صناعة الشأن العام بإرادة حرة عن طريق المجتمع المدني والمنتخبين، ومخيمات تندوف الذي يتم إخماد إرادة ساكنتها وإسكات أي صوت يغرد خارج سرب قادة ميليشيات “البوليساريو” برعاية مباشرة من البلد المضيف.
وعرف هذا اللقاء مداخلات لكتاب وباحثين وأكاديميين وصحفيين قدموا خلالها قراءات في “فوضى في حديقة الشيطان”، وأجمعوا فيها على تفرد هذه الرواية “العظيمة في انتصارها لقضية المغرب الأولى، وتعريتها لواقع الحال في مخيمات العار جنوب الجزائر”.
وأبرزت المداخلات أن كاتب الرواية سعى من خلال هذا العمل بشكل جيد “لإطلاع شعوب العالم على مختلف مظاهر التراجيديا التي لا تزلل فصولها تنتشر في مخيمات تندوف”، متطلعا إلى “تحريك الشعور والضمير الإنساني من أجل تحرير المحتجزين في هذه المخيمات، وإنقاذه مما يتعرض الأطفال من ترحيل قسري، وما تتعرض له النساء من اعتداءات جنسية”.
وأضاف المتدخلون أن الكاتب مصطفى القرنة يعد من أهم الروائيين العرب الذين أولوا اهتماما روائيا خاصا للمغرب، ويعتبر من “الأصوات الشريفة التي ما فتئت تتعالى لتجهر بحقيقة الأوضاع في مخيمات تندوف”، مبرزين أن الرواية تشكل “شهادة وصرخة تكسر الصمت الذي يطوق معاناة الساكنة هناك”.
يشار إلى أن الروائي مصطفى القرنة من مواليد 1965، سبق وشغل منصب رئيس اتحاد الكتاب الأردنيين، وصرت لها العديد من الأعمال في مجال الرواية والإبداع الأدبي التي تمت ترجمة العديد منها إلى لغات كثيرة.
يذكر أن الائتلاف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء (أوساكو)، الذي تأسس في يوليوز 2019، يضم رجال قانون وأكاديميين وباحثين وإعلاميين وأعضاء مؤثرين من المجتمع المدني، من جنسيات مختلفة بخمس قارات، يمثلون 155 دولة حول العالم.
وتقوم مختلف هذه الشخصيات بعمل تواصلي وتوعوي مع جماهير مختلفة لشرح التطور الحقيقي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، وإبراز التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها منطقة الصحراء.

ح/م/ا

التعليقات مغلقة.