في حديث صادم له مؤخرا مع جريدة” إلموندو” قال خوسيه مانويل غارسيا مرغالو وزير الخارجية الإسبانية السابق ، أن ” الجزائر هي أصل ومنبع الإرهاب في القارة الإفريقية .
جاء هذا التوصيف غير المسبوق في تاريخ المسؤولين الإسبان على لسان رئيس الدبلوماسية الإسبانية الأسبق خوسيه مانويل، في سياق حديثه وتفكيكه لدوافع الأزمة الدبلوماسية والسياسية القائمة بين مملكة شبه الجزيرة الإيبيرية والنظام الشمولي العسكري في الجزائر.
حيث قال ذات المسؤول الإسباني” بدون شك مع الجزائر الآن لسنا أصدقاء، بل لدينا مشكلة أمنية في الحرب ضد الإرهاب …ولا يخفى على أحد أن الجزائر كانت أصل الإرهاب في إفريقيا” والأكيد سنواجه مشكلة مراقبة الهجرة ،وسنراها قريبا لأن حركة المرور التي كانت تذهب الى بلدان أخرى ،وخاصة الى إيطاليا ، سيتم تحويلها الى إسبانيا وفق تعبير غارسيا مرغالو.
وتأسيسا على ماجاء في حديث هذا الاخير وجب الوقوف على مظمون كلام أحد أكبر الشخصيات الإسبانية الخبير في الشؤون الدبلوماسية والعارف والمطلع على خبايا وكواليس السياسة الداخلية والخارجية لدول بعينها. من أجل كشف حقيقة رعاية وتمويل نظام ” قطاع الطرق” بجزائر الثورة للمنظمات الإرهابية بالمنطقة المغاربية، ودول الساحل والصحراء وعلى رأسها عصابة البوليزاريو التي تأويها بتندوف، وتدعمها بالمال والسلاح وتسخر لها أضخم الإمكانيات الدبلوماسية والسياسية والمالية والابواق الإعلامية المأجورة للترويج لأطروحة الإنفصال البائدة ضدا على مصالح الشعب الجزائري الذي صدم العالم بحالة وواقع طوابيره التي لا حدود لها بكل مناطق جزائر ” القوة الضاربة” ، الى جانب تحويل منطقة الرابوني بمنطقة الحمادة الى مرتع لتدريب وإيواء الإرهابين والمتطرفين .
وهو الامر الذي ذهب إليه تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في أشغال مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش المنعقد مؤخرا بمراكش ، حيث أكد على أن تمة خيوط واصلة وثابتة تجمع ظاهرة الإنفصال بالتطرف والإرهاب ، بخاصة بمنطقة دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وبالتالي وبرأي المراقبين فتصريح خوسيه مانويل غارسيا بخصوص تمويل و رعاية النظام الجزائري للجماعات الإرهابية يتقاطع بشكل واضح مع كل ما يتم تداوله حول تورط “كبرنات فرنسا العميقة ” في دعم واحتضان الإرهاب بكل أشكاله بإفريقيا.
كما ان ما جاء في حديث خوسيه مانويل غارسيا ، يعتبر من أقوى التصريحات الصادمة لكبار المسؤولين الإسبان ضد “جمهورية العساكرية” على لسان المسؤولين الإسبان عقب الأزمة الدبلوماسية التي اختلقها النظام المارق ضد المملكة الإسبانية بسبب تغيير موقفها الجذري من قضية الصحراء المغربية على عهد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الذي أعلن تأييد بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لحل النزاع المفتعل بأقاليمه الجنوبية، بإعتبارها ” المبادرة” الأساس الأكثر واقعية ومصداقية لإنهاء الصراع الذي طال أمده.
ح/م.ب
التعليقات مغلقة.