“حدث “، وان كان السي عبد الله استوكي، او كما كنت اناديه، بـ”عزيزي”، صحفيا واستاذا وكاتبا ، يحسب له الف حساب من طرف السياسيين المغاربة والاجانب، اضافة الى الزملاء الصحفيون في “زمن العز” رغم انه كان يطلق عليه “زمن الرصاص”، لكن عزيزي عبد الله، كان بمثابة “الشمعة التي تحترق لتضيء على الاخرين”، ومن طينة الذين يساعدون كل صحفي التجأ اليه للحصول عن عمل، او الاشتغال بجانبه في المنابر الني كان يديرها، او في منابر اخرى، والتي كانت تعد على رؤوس الاصابع.
والسي عبد الله “عزيزي”، الصحفي البارز وطنيا ودوليا، اشتغل ايضا في عدة دواوين الوزراء، ومستشارا اعلاميا لاصحاب الشأن منذ السبعينيات من القران الماضي، آخرها ديوان السيد احمد عصمان الوزير الاول السابق، و”ما ادراك ما عصمان حينذاك، بصفته صهر الملك الراحل الحسن الثاني! ، وبعدها اسس له جريدة الميثاق الوطني، وبعدها جريدة “المغرب” بالفرنسية، موازاة مع تاسيس حزب التجمع الوطني للاحرار، الذي “جمع الاغلبية من اللامنتمون” سنة 1978، حيث اصبح من الاحزاب القوية عدديا، الى ان استطاع اتباع “جنرال راحل” ان يقسم التجمع الى حزبين، ليرأس الحزب المنشق ” الحزب الوطني الديمقراطي ” ارسلان الجديدي رحمه الله في بداية الثمانينيات.
وبعدها التجأ الى خدماته الاعلامية ايضا ، الوزير الاول ووزير العدل الاستاذ المعطي بوعبيد ، “وما ادراك.. !” سنة 1983، والذي اسس ايضا بدوره حزب الاتحاد الدستوري، ليعوض قوة التجمع الذي “انشطر”، فهندس السي عبد الله مجموعته الاعلامية التي كانت تتكون من”رسالة الامة” و “لومسياج دو لاناسيون” بالفرنسية، والمجلة الاسبوعية “الاسبوع المغربي” بالعربية، وقد التف حوله صحفيون لهم خبرة مهنية عالية، واسماء وازنة في المشهد الاعلامي، ساذكر منهم بعض الاسماء فقط للاشارة الى نوعية المهنيين الذين كان يُحسب لهم الف حساب، ومن النساء: الراحلة نادية البرادلي، وشقيقتها غيتة، زوبيدة اكديرة، نجلة الرجل القوي في القصر الملكي احمد رضا اكديرة، بهية العمراني، فاطمة قسطاري، واللائحة طويلة اعتذر لعدم ذكر الباقي بالاسم، ومن الرجال ايضا:محمد الاشهب، عبد القادر شبيه، عبد السلام البوسرغيني، صلاح الاحمر، حسين ياسن، والباقي لا يمكن سردها في هكذا موضوع ، لان ذلك يتطلب تاليف كتاب على الصحفيين الذين اشتغلوا مع “عزيزي” عبد الله رحمه الله.
وما المني والم كل صديق لا زال على قيد الحياة، هم “المتنكرون” لما اسداه لهم الرجل اثناء مرضه و حتى في مماته، وهذا صرح به الرجل الانسان، والذي بدوره وراء احياء ومساعدة “بدون مبالغة” 90 في المائة الناشرين في الصحافة الورقية منذ الثمانينيات الى ان غادر شركة التوزيع “سابريس” الاستاذ محمد عبد الرحمن برادة، للزميل جمال براوي، شفاه الله ، والذي بدوره بلغ الرسالة على الهواء مباشرة، من خلال برنامج “ديكريبطاج” الذي يعده الاستاذ والزميل عبد العزيز الروماني، حيث استهل برامجه باغنية “يادموعي يا اغلى ما عندي”، حزنا على وفاة السي عبد الله الستوكي، بعدما اعلن عن توقف البرنامج لمدة زمنية، ليعطي الكلمة للزميل جمال براوي، الذي “روى” للمستعمين شيء من مسار الراحل ، لتكون رسالة لمن تنكر للرجل (..).
وتعميما للفائدة وللتاريخ، اقتطعنا من البرنامج هذه الفقرة، لنعيد نشرها على موقعنا، شاهدة على ما حصل، ومناسبة للتعبير ان ايات الولاء والاخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اطال الله في عمره، بمناسبة التفاتته المولوية الكريمة للسي عبد الله في حياته من خلال التكفل به اجتماعيا وطبيا، وفي مماته ببرقية التعزية التي عبر فيها جلالته حفظه الله عن المناسبة المحزنة، حيث” أعرب جلالة الملك لأفراد أسرة الراحل ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم، ولكافة أصدقاء الفقيد المبرور ومحبيه، ولأسرته الإعلامية والثقافية الوطنية، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا الله جل وعلا أن يعوضهم عن رحيله جميل الصبر والسلوان.
. حفظ الله مولانا بما حفظ به الذكر الحكيم، واقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن، وآزره بصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد، انه سميع مجيب.
وشكرا لمن ظل وفيا للسي عبد الله الى ان لقي ربه.
التعليقات مغلقة.