اهتمت تقارير إعلامية مصرية متعددة اليوم الإثنين 01 غشت 2022 ، بمظامين الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس ليلة اول أمس السبت 30 يوليوز 2022 بمناسبة الذكرى ال 23 لتربع جلالته على عرش المملكة المغربية. حيث ركزت معضم الصحف والمنابر وكذا المواقع الإلكترونية الكبرى ببلاد الفراعنة ، بشكل كبير على الحيز الذي خصه العاهل المغربي بقضية العلاقات المغربية / الجزائرية. والاكيد ان اهتمام وسائل الأعلام المصرية بهذه القضية، الى جانب عدد من الصحف الأجنبية دون غيرها ، لم يكن من فراغ ، بل له ما يبرره في حسابات جميع المنابروالصحف العربية والدولية ،رغم الأهمية الإستراتيجية الكبرى التي تضمنها الخطاب الملكي ، بخصوص باقي المحاور ،من قبيل العناية بحقوق المرأة ، وتمكينها من كافة حقوقها بالقدر الذي يساعدها على الإنخراط الكامل والفعال في دينامية بناء مغرب المسقبل، والدعوة في السياق ذاته الى تحيين وتعديل بعض مقتضيات مدونة الأسرة ، والعمل على التطبيق الصحيح لبعض بنودها ،وجعلها مدونة شاملة لحقوق المراة والرجل والاطفال ، بما يشمل حقوق الأسرة بكل روافدها، وليس مدونة للمرأة كما يحاول البعض تأويلها أو تنزيلها ، على نحو يروم تحريف وانزلاق مقتضيات بعينها ،بخاصة على مستوى التطبيق. الى جانب الدعوة الصربحة لجلالة الملك بشأن النقاشات المثارة حول مقتضيات الإرث.
حيث قطع جلالته الشك باليقين ،وهو يعلن ” باعتباري أمير المؤمنين لا يمكن لي أن أحل ماحرم الله او أحرم ما أحل الله “، في إشارة قوية الى بعض الدعوات التي طالبت بالتساوي في الإرث بين الرجل والمرأة ، في تحد غير مسبوق لشرع الله ، وتجاوز سافر للنصوص القرآنية ذات الصلة، وعليه فهي رسالة واضحة تقطع بشكل نهائي مع دعاة القفز بوقاحة على النصوص القطعية القرآنية في مجال الإرث وما يرتبط به من حقوق شرعها الله بنصوص قطعية واضحة ، لاتقبل الجدال. عدا الحديث عن الورش الملكي الكبير للحماية الإجتماعية الذي تمت المصادقة مؤخرا على إطاره القانوني برئاسة جلالته بأشغال المجلس الوزاري المنعقد يوم 13 يوليوز الماضي .
ثم حديث جلالته في ذات الخطاب على ملف الإستثمار والإطار القانوني الجديد الذي قد يجعل من المغرب منصة قارية ودولية لجلب الإستثمارات الاجنبية وغيرها ، بعد رفع كل أشكال التحديات والمعيقات الشخصية والإدارية وماشابه ذلك المتعمدة ، التي تحاول عرقلة عجلة الإستثمار بشكل عام في المغرب . الميثاق الجديد للإستثمار سيحول المملكة المغربية الى قطب عالمي في هذا المضمار ،عبر نقل ثقنية الصناعات الثقيلة وغيرها الى المملكة . الى جانب الحديث عن السيادة الصحية للمغرب، في ضوء تداعيات الازمة الصحية العالمية للجائحة ، وذلك من خلال خلق بنيات تحتية قوية لصناعة الادوية المحلية ،بما يضمن قضية الإكتفاء الذاتي في ميدان الصيدلة والصناعة الدوائية ، تحت شعار “صنع في المغرب” ، والعمل بالمقابل على تزويد الاسواق الإفريقية بعدد من الادوية والامصال واللقاحات ذات الصلة أساسا بالجوائح .
فرغم الاهمية القصوى لهذه المحاور التي تضمنها خطاب العرش لجلالة الملك محمد السادس وغيرها ،الى ان وسائل الإعلام المصرية المكتوبة والإلكترونية على اختلاف مشاربها، ركزت كما اسلفت على محور العلاقات المغربية/ الجزائرية ،وذلك لما يشكل استمرار الازمة بين البلدين الجارين ،من تداعيات ومخاوف إن على المستوى المغاربي والإفريقي ،أو على مستوى الصف العربي وارتباطاته الإقليمية وغيرها .
وكان أن كتبت صحيفة “الشروق” المصرية اليومية، عنوانا عريضا على صدر صفحتها : ملك المغرب ” لن نسمح لأحد بالإساءة الى الجزائر”.فيما كتب الموقع الآلكتروني الإخباري/كايرو24 / الاكثر تصفحا في مصر وخارجها، مايلي : أعلن الملك محمد السادس ،” أن بلاده لن تسمح لأحد بالإساءة للأشقاء في الجزائر ،وأن المغرب حريص على التقارب والتفاهم بين الشعبين ” . بل توقفت المنابر المصرية عند ” تحذير الملك محمد السادس ، من ان هناك أطرافا تريد إشعال نار الفتنة بين الشعبين المغربي والجزائري ، مع تاكيد جلالته على رفضه المطلق لكل ما يمكن أن يسيئ بطريقة أو بأخرى الى الأشقاء في الجزائر.
من جهتها كتبت صحيفة “المصري اليوم” وموقع “مصرواي” الإخباري: الملك محمد السادس ، دعا المغاربة الى مواصلة نهج قيم حسن الجوار مع الشعب الجزائري ،وشدد على أن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين ،المغربي والجزائري ، لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما .مع دعوة الملك جميع المغاربة الى مواصلة التحلي بقيم الاخوة، والتضامن،وحسن الجوار،التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين ، الذين نؤكد لهم ،يقول العاهل المغربي ، بأنهم سيجدون دائما المغرب والمغاربة الى جانبهم ،في كل الظروف والاحوال. هكذا تفاعلت معظم الصحف والمنابر الإعلامية المصرية اليوم مع خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى ال23 لتولي جلالته عرش اسلافه الميامين بالمملكة المغربية الشريفة . سيما فيما يخص محور العلاقات المغربية/ الجزائرية ، الذي أكد من خلاله الملك محمد السادس مواصلة المغرب لليد الممدودة لحكام الجزائر، والتوجه رئسا لنباء المستقبل المشترك للشعبين الشقيقين ،والعمل على تجاوز الخلافات المجانية باتجاه خدمة المصالح العليا للبلدين ، ومن خلالهما خدمة مصالح شعوب المنطقة المغاربية،ومواجهة الإكراهات والتحديات المطروحة على الجميع في هذه الرقعة الجغرافية من القارة الإفريقية.
كما ان اهتمام الإعلام بلاد الفراعنة بالمحور المذكور في خطاب جلالة الملك ،يعكس بجلاء وبقوة حقيقة الازمة القائمة بين المغرب والجزائر، كما يعكس بالمقابل الرغبة الاكيدة لجلالة الملك محمد السادس، الى الإسراع لطي صفحة الخلافات ، والقفز بسؤولية وجدية على كل الرواسب ومخلفات الماضي ، واستشراف مستقبل الشعبين المغربي والجزائري ، وبناء وتقوية جسور الاخوة والتضامن والمحبة ،وتفويت الفرصة على كل من يريد إشعال نار الفتنة بين البلدين الجارين ،التي تربطهما اواصر وعلاقات أسرية ودينية ولغوية وتاريخية ومصير مشترك .
ومن تمة عقد القمة العربية المرتقبة في الجزائر شهر نونبر المقبل ، بعيدا عن منغصات الماضي ورواسب التاريخ المفتعلة ، ورص الصف العربي بما يخدم المصالح الحقيقية للشعوب العربية. وتفاذي خدمة الاجندات التي تروم المزيد توسيع الهوية وتغذية الخلافات والصراعات وشق الصف العربي .
ح/م.ب
التعليقات مغلقة.