د. الحسن عبيابة لـ”المشعل”: مع الأسف ..! المتتبع للشأن السياسي الحالي يرى بان النقاش العمومي تحول الى “نقاش الاشخاص وعيوبهم” – حدث كم

د. الحسن عبيابة لـ”المشعل”: مع الأسف ..! المتتبع للشأن السياسي الحالي يرى بان النقاش العمومي تحول الى “نقاش الاشخاص وعيوبهم”

في حوار له، مع جريدة “المشعال”، سلط  وزير الثقافة والاتصال  الناطق الرسمي باسم الحكومي السابق ، وعضو المكتب السياسي للإتحاد الدستوري د. الحسن عبيابة، الضوء على بعض قضايا الساعة الدولية والداخلية، والدخول السياسي ، في ظل الوضعية الاقتصادية والاجتماعية، واكتواء المواطنين بغلاء المحروقات ومتطلبات الحياة اليومية ، اضافة الى غياب الرؤيا المستقبلية ، او ابتكار الحلول الممكنة من طرف الحكومة، والتسريبات الاخيرة حول تعديلها ،  وغيرها من المواضيع، آخرها “حالة” حزب الراحل المعطي بوعبيد!، وفيما يلي نصه :

كيف تنظر للدخول السياسي والبرلماني الجديد؟

يشكل الدخول السياسي في الدول الديموقراطية مدخلا للنقاش السياسي، حول التعامل مع القضايا والملفات ذات الأولوية بالنسبة للمواطن من جهة، وذلك القضايا الوطنية الكبرى من جهة ثانية، لكن المتتبع للمشهد السياسي الحالي يدرك أنه ليس هناك تحضير جيد للدخول السياسي،  بما هو مطلوب للرفع من درجة الاهتمام واليقظة في نفس الوقت، فالرأي العام مشغول بالتسريبات حول التعديل الحكومي، والإشاعات التي أصبحت عبارة عن برنامج موازي للنقاش العام ، فالمطلوب أن يتفاعل الناس عامة مع قرارات الحكومة وبرامجها التي وعدت بها،

وما تحقق منها، لكن مع الأسف أن معظم الرأى العام لايهتم بالحكومة كمؤسسة، وإنما يهتم بأعضاء الحكومة كأشخاص، حيث تحول النقاش العمومي من نقاش حول القضايا الحيوية للبلاد إلى نقاش عن أشخاص وعيوبهم، وما يقال عنهم  من إشاعات غير مؤدة في هذا المجال، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مؤطرة للرأى العام في غياب برامج عمومية حوارية تؤطر المواطن، وتنقل له الأخبار والمواقف الصحيحية، هذا المؤشرات تجعل الدخول السياسي باردا ودون حمولة جديدة مؤدة، تثير المواطن ويتفاعل معها، لخطاب الوعود لازال مستمرا بدون تأكيدات مضافة، لكن نحن في الإتحاد الدستوري أخترنا المساندة النقدية للحكومة حتى تعطى لها الفرصة الكافية، لأنه لايمكن أن تحكم على حكومة من خلال سنة واحدة، وسيتضح مآل البرنامج الحكومي عند تقديم أول ميزانية مالية تشرف عليها الحكومة الحالية.

ما تقييمك لوضع الدبلوماسية المغربية في سياق الظرفية الدولية الصعبة المرتبطة بندرة الطاقة واستغلال الجزائر لهذا الوضع من أجل شراء مواقف بعض الدول كما فعلت مع تونس؟

 الدبلوماسية المغربية تقوم بدور مهم كقطاع حكومي على مستوى المؤسسات الدولية، وعلى مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتواجه مناورة كل الأعداد والخصوم لوحدتنا الترابية، لكن هذا لايكفي لأن الخصوم وعلى رأسهم الجزائر ذهبوا إلى السرعة القصوى بسسب إرتفاع مداخيلهم البترولية نتيجة أزمة أكرانيا وروسيا،

حيث بدأت الجزائر تتحرك مجاليا مع جيرانها بحكم التحكم الجغرافي والجيوسياسي، وهذا ما حصل مع تونس مؤخرا، وهي الآن تتحرش بموريتانيا وليبيا، مع العلم أن المجال الحيوي للمغرب هو المغرب العربي بالدرجة الأولى، لأن القرب الجغرافي له مميزاته وله خطورته في نفس الوقت، كما أن العمل الدبلوماسي يبقى جزء منه سري لإنجاحه، لأن دبلوماسية إلتقاط الصور والاجتماعات في غياب مواقف ثابتة تبقى مجازفة،

ويبقى شق الدبلوماسية الملكية هي القوى الأساسية للمغرب في كل تحركاته، وفي كل ما حققه المغرب من مكتسبات ومن دعم دولي لافت لصالح القضية الوطنية المتمثلة مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.

هل يتمتع حزب الاتحاد الدستوري بالقوة اللازمة للعب أدواره المنشودة سياسيا ودبلوماسيا؟

الإتحاد الدستوري دائما كان يقوم بدوره المتميز عبر الأممية الليبرالية، وقد إستقبل مؤتمر الأممية الليبرالية في مدينة مراكش ، حيث أكدت الأممية الليبرالية على دعم موقف المغرب، كما قام الإتحاد الدستوري بدعوة رئيس الأممية الليبرالية إلى المغرب لزيارة الأقاليم الجنوبية، وتكونت لجنة من الأمم الليبرالية وقامت بزيارة الصحراء المغربية ، والمخيمات بتندوف وقدمت تقريرا لصالح المغرب، كما أن الإتحاد الدستوري له شبكة من العلاقات الحزبية مع دول إفريقية وعربية تنتمي إلى العائلة الليبرالية، وقد تشرفت أنا شخصيا رئاسة الإتحاد الليبرالي العربي المجموعة العربية لمدة أربع سنوات متتالية، والحزب مستعد للقيام بمهامه في إطار الدبلوماسية الحزبية للدفاع عن القضايا الوطنية في جميع المحافل الدولية،

إلى أين تتجه علاقة المغرب بتونس بعد ما وقع في قضية استقبال إبن بطوش من طرف الرئيس التونسي؟

إن خطاب جلالة الملك كان واضحا بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، عندما قال بأن المغرب يعتبر الموقف الواضح والصريح من قضية الوطنية الأولى هي المعيار في صدق التعاون والشركات المختلفة، وكان على تونس على أن تستوعب مضمون الخطاب الملكي الذي قصد به المغرب جميع الدول ، سواء كانت دولا كبرى أو صغرى في موازين القوى الدولية، وأتمنى أن تتراجع تونس عن التوجه الذي أصبح واضحا في معاكسة المغرب بمصالحه العليا، والكرة الآن في ملعب تونس هي التي يجب أن تقبل على مبادرة إيجابية نحو المغرب، ونحن من مصلحتنا أن تبقى علاقتنا مع الشعب التونسي الشقيق جيدة في إطار الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأعتقد أن موقف الرئيس التونسي سبب ضررا لنفسه ولشعبه أكثر من أي نفع مؤقت من جيرانه. 

تسير الإستعدادات لتحضير المؤتمر الوطني السادس لحزب الإتحاد الدستوري ؟

في إطار الإستعدادات لتهيىء المؤتمر الوطني السادس، تقوم اللجنة التحضيرية التي كلفها المكتب السياسي برئاسة الدكتور بلحاج نور الدين  بالإعداد للمؤتمر، في جو من الإنسجام والإنضباط، حيث تفرعت اللجنة التحضيرية إلى ثلاث لجن موضوعاتية، وهي لجنة التقرير السياسي التي أشرف عليها،  ولجنة التنظيمات التي يشرف عليها الأخ محمد جودار ، ولجنة المالية واللوجيستيك التي يشرف عليها الأخ عادل ياسر، ولجنة القوانين والأنظمة التي يشرف عليها الأخ الحبيب الدقاق ، وتجتمع اللجنة التحضيرية بإنتظام وفق أجندة متفق عليها، ويعمل الجميع في توافق تام من التوافق لإنجاح المؤتمر الوطني السادس، وإحداث تغيير كبير على مستوى كل المستويات الحزبية، من أجل تعويض سبع سنوات عجاف عرفها الحزب، ولحد الآن هناك تفاؤل كبير بإنجاح هذه المحطة وعودة الحزب إلى المشهد السياسي بقوة، حتى يقوم بدوره الدستوري والسياسي الذي عرف به وفق منهجية الإعتدال وخدمة المصلحة العامة، والدفاع عن ثوابت الأمة المغربية، بعيدا عن المساومات التي تعيش بها بعض الأحزاب السياسية ببلادنا.

 

التعليقات مغلقة.