فتح الله السجلماسي : القارة الإفريقية منخرطة في مسيرة غير مسبوقة نحو الإندماج الإقليمي

أكد المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، فتح الله السجلماسي، اليوم الاثنين بأديس أبابا، أن القارة الإفريقية منخرطة في مسيرة غير مسبوقة نحو الاندماج الإقليمي وبناء قارة مزدهرة ومدركة بشكل كامل للتحديات التي تواجهها.
وقال السيد السجلماسي، الذي مثل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال الاحتفال بيوم الأمم المتحدة حول موضوع “إعادة البناء معا لتحقيق السلام والازدهار” بمقر اللجنة الاقتصادية من أجل إفريقيا بأديس أبابا، إن “المنظمة الإفريقية تؤمن بشكل راسخ بروح الشراكة وفقا للمزايا النسبية لمختلف الأطراف.
وأوضح في كلمة ألقاها خلال هذا الحفل، الذي تميز بحضور المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، والسلك الدبلوماسي المعتمد في أديس أبابا، وعدد من المسؤولين الإثيوبيين ورؤساء وكالات منظومة الأمم المتحدة، أن هذا الإيمان وحده الكفيل بتغليب منطق التعاون والحوار، الذي طال انتظار تحكيمهما من أجل مواجهة التحديات العالمية والإفريقية.
وأشار السيد السجلماسي في هذا السياق إلى أن الاتحاد الإفريقي يعمل بلا كلل، وفقا لهذه الروح، من أجل تعزيز جميع شراكاته، بما في ذلك مع الأمم المتحدة، في إطار احترام ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي ينتظر بحماس واهتمام الحوار رفيع المستوى بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة واستقبال الأمين العام للأمم المتحدة في مقره مطلع دجنبر المقبل.
واعتبر المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي أن الاحتفال بيوم الأمم المتحدة يمثل، هذا العام ، فرصة للتذكير وإعادة التأكيد على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وأهمية الانخراط في ديناميات المحادثات رفيعة المستوى التي نظمت خلال الدورة 77 للجمعية العامة المنعقدة قبل أسابيع قليلة.
كما يشكل هذا الاحتفال، يضيف السيد السجلماسي، مناسبة لاستخلاص الدروس من الاتجاهات العالمية الرئيسية والتوجه، وفق وجهة نظر استراتيجية وتشغيلية، نحو مجالات التعاون التي يجب تعزيزها وكذا منهجيات العمل الجديدة لتعزيز تعددية الأطراف من منظور إفريقي.
وأشار المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي إلى أن التحديات الناشئة الراهنة تتطلب التزاما جماعيا يتطلب من الإنسانية وكافة بلدان المعمور التعاون والتنسيق الوثيقين لمواجهة آثار جائحة كوفيد -19، والأزمات الجديدة لعام 2022 ، وآثار تغير المناخ ، وأزمة الغذاء والطاقة العالمية، والتوترات والصراعات والتحديات الأمنية.
وشدد السيد السجلماسي على أن القارة الإفريقية تجد نفسها اليوم متأثرة بشكل غير متناسب بهذه التحديات، مضيفا أن التقدم الكبير الذي تم إحرازه على مدى عقود على المستوى القاري في العديد من المجالات أصبح موضع اختبار منذ عدة أشهر .
وأشار المدير العام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، في معرض تطرقه للقمة المقبلة للاتحاد الإفريقي حول التصنيع والتنويع الاقتصادي، إلى أن هذه القمة تشكل التزاما متجددا للقادة الأفارقة نحو التصنيع الشامل والمستدام والتنويع الاقتصادي، مما سيسمح بزخم اقتصادي جديد للقارة و يشهد على التزام قادة بلدان القارة ببناء إفريقيا الغد.
وخلص إلى الإشارة إلى أن القارة الإفريقية ستحتضن اجتماعا عالميا قبيل انعقاد هذا الموعد الإفريقي الكبير، ويتعلق الأمر بمؤتمر المناخ (كوب27)، مشددا على أنه قبل أسابيع قليلة من مؤتمر الأطراف المرتقب بشرم الشيخ بمصر، تأمل القارة في استجابة مندمجة لقضايا تغير المناخ مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح والأولويات الإفريقية وتعزيز المبادرات الإفريقية التي تم إطلاقها على هامش مؤتمر المناخ الذي عقد في مراكش في عام 2016.

ح/م/ا