أشارت بعض التقارير الإعلامية الإسبانية مؤخرا ،المهتمة أساسا بالشأن المغربي في ارتباطاته بكل ما هو إسباني ، عن عزم وتخطيط صناع القرار بالمملكة المغربية تنظيم وتنفيذ مشروع غير اعتيادي يشابه الى حد كبير الحدث الضخم الذي أطلقته عام 1975 على عهد الملك الراحل الحسن الثاني تحت إسم”المسيرة الخضراء” التي تم من خلالها تحرير الأقاليم الجنوبية للمغرب.
المخطط تقول ذات التقارير الإعلامية الإسبانية يتخذ شكل ” مسيرة خضراء جوية ” ، بغرض فرض السيطرة الجوية كاملة على كافة أراضي الصحراء المغربية، برا وجوا وبحرا.
وأكدت في السياق ذاته معلومات جد مقربة من صناع القرار الإسباني ،أن حكومة بيدرو سانشيز ستجد أمامها على طاولة النقاش خلال اللقاء الرفيع المستوى المرتقبة بين مسؤولي البلدين ، مطلع العام المقبل في العاصمة المغربية الرباط ، قضية جديدة غير مسبوقة من أجل التفاوض بشأنها ستطرحها سلطات المغرب، تخص قرار فرض السيطرة الجوية الكاملة على منطقة الصحراء المغربية.
وأشارت مصادر معلومة من الرباط ، أن هذه الاخيرة تصر على فرض سيطرته ومراقبته كاملة على الفضاء الجوي لمنطقة الصحراء المغربية، دون مشاكل مع إسبانيا أو أي طرف آخر، وذلك بهدف إنهاء عملية التقسيم التشاركي المعمول به حاليا، حيث تراقب السلطات الإسبانية بموجبه جزءا من الفضاء الجوي للإقليم الصحراوية ، والمغرب يراقب الجزأ الشمالي ، فيما تتكلف الملاحة الجوية الموريتانية بمراقبة الجزأ الجنوبي الأطلسي.
ومعلوم أن سلطات إسبانيا هي من تتكلف الى حدود اللحظة بمراقبة مساحات هامة من الفضاء الجوي لمنطقة الصحراء من خلال مركز للطيران يوجد في جزر الكناري ، سيما مراقبة الخطوط الجوية التي تربط بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، وتحصل على مقابل مالي عن كل رحلة جوية تمر عبر هذه الأجواء التي تخصها إسبانيا بتغطيتها الجوية، مادفع المغرب الى اتخاذ قرار صارم وجدي في الظرف الراهن بغية إنهاء هذا الوضع الذي لم يعد مقبولا في ضوء التحولات والمتغيرات التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمغرب ، والعمل على تحويل المراقبة الجوية والتغطية الشاملة لفضاء الصحراء الجوي الى مصالح المكتب الوطني لمطارات المغرب، من أجل تعزيز سيطرته الكاملة والقانونية والسيادية على كافة أراضي ومياه وفضاء منطقة الصحراء المغربية .مما يعزز تقول المصادر السالفة الذكر، من مشروعية مطالبة ” المغرب” باستغلال الثروات الطبيعية الموجودة في مياه المحيط الأطلسي قبالة الصحراء المغربية.
وأكدت مصادر مقربة جدا من سلطات مرقبة حركة المرور في جزر الكناري بإسبانيا ، أن الرحلات الجوية العسكرية المغربية قد توقفت بالفعل عن الإبلاغ عن نشاطها وتحركاتها في الصحراء المغربية. ما يؤكد قرار الرباط إنهاء الوضع السابق وإخضاع المنطقة كاملة بأرضها ومياهها وفضائها الجوي والبحري الى السيطرة القانونية والشرعية والسيادية الى المملكة المغربية، الامر الذي سبب قلقا متزايدا في الأوساط الإسبانية .
متابعة : مصطفى البحر
التعليقات مغلقة.