القمة العربية في الجزائر وجواسيس مليشيا الحرس الثوري الإيراني ؟؟! | حدث كم

القمة العربية في الجزائر وجواسيس مليشيا الحرس الثوري الإيراني ؟؟!

27/10/2022

مصطفى البحر: يسود توجس غير مسبوق الساحة الدبلوماسية والسياسية الجزائرية هذه الايام ، بعد أن بدت مؤشرات فشل إنجاح القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر مطلع الشهر المقبل، تلوح وبقوة في الأفق. وبدت معها أحلام صناع قرار قصر المرادية تتبخر ،راسمة لمعاليم انتكاسة جديدة ستغطي بكل تأكيد سماء الدبلوماسية الجزائرية لشهور قادمة، بعد أن رفع جنرالات الدولة سقف الرهانات عاليا بشأن تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية غير معهودة لأنفسهم وللشارع العربي ، تحت وهم شعار “لم الشمل العربي”.

بوادر فشل القمة العربية وفق مراقبين كانت أقوى رسائلها المدوية بالساحة الجزائرية،ممثلة في إعلان ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان عدم رغبته حضور أشغال هذه القمة ،تحت دريعة نصيحة أطبائه بعدم السماح له بالسفر خارج أرض بلاد الحرمين الشريفين، قبل أن تتوالي مبررات الإعتذار عن حضور القمة المعلومة من طرف باقي  حكام دول الخليج أبرزهم ملك البحرين ،وأمير الكويت، وسلطان سلطنة عمان، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الى جانب عدد من رؤساء الدول العربية ، سيما الوازنة منها والمشكلة لأقوى الأرقام الصعبة في معادلة اللعبة السياسية داخل ردهات جامعة الدول العربية.

رفض الحضور العربي أشغال القمة العربية في الجزائر وفق خبراء ،لم يأتي من فراغ كما ذهبت الى ذلك معظم النقاشات والقراءات والتفسيرات التي رافقت وماتزال تجاذبات هذه القمة “غريبة الاطوال” ، بل أسست لها بشكل جلي المواقف العدائية المتناقضة التي يعيش على إيقاعها الساخن النظام الشمولي العسكري بجزائر الثورة لسنوات خلت ،بحيث يرفع شعار عريض إسمه ” لم الشمل العربي ” فيما يعادي  ” النظام الجزائري” أكثر من ثلث الدول العربية ، ويقاطع دول مغاربية أخرى ويحشر نفسه بشكل عدواني في شؤون دول مجاورة، ويحرض أنظمة عربية ضد أخرى، ويتبنى مواقف مناوئة لا تتماشى ومواقف اعضاء جامعة الدول العربية في أكثر من قضية وملف يخص الأمن القومي العربي وقضايا الأمة العربية، عدا علاقاته الغامضة والمشبوهة مع نظام ولاية الفقيه بإيران ومليشيا حزب الله المدعوم من فيالق الحرس الثوري الإيراني ، وجماعة أنصار الله الحوثي الشيعية باليمن، وغيرها من المواقف والتوجهات الخارجة عن الصف العربي.

وبالتالي ففشل القمة العربية لم يكن يخفى على أحد من المتتبعين والخبراء وكذا المراقبين   بالنظر الى غياب شروط النجاح المطلوبة ، بسبب عدم إنسجام توجهات ومواقف النظام الجزائري مع المواقف والتوجهات الرسمية للأنظمة العربية. كما أن نظام قصر المرادية غير قادر على توفير  الامن والحماية اللازمة لملوك ورؤساء الوفود العربية بهذه القمة، بفعل المخاوف التي تشكلها قضية العلاقات المشبوهة التي تربط حكام الجزائر مع استخبارات الدولة الفارسية وملشياتها المتطرفة ،ما قد يشكل تهديدا حقيقيا غير مظمون العواقب على حياة ملوك ورؤساء الدول العربية ، بخاصة تلك التي لها علاقات متشنجة وعدائية مع الحرس الثوري وفيالق الموت التابعة لنظام ولاية الفقيه.

الى ذلك  وتأسيسا على هذا المنحى يمكن القول أن التحضيرات التي باشرتها الجزائر لما يقارب السنة من أجل إنجاح القمة العربية المرتقبة مطلع شهر نونبر المقبل ، لتلميع صورتها ومحاولة بعث رسائل  للداخل الجزائري وإلى محيطه الإقليمي الإفريقي وغيره، لم تستحضر طبيعة المعيقات المنتصبة لسنوات بينها وبين مكونات الدول العربية ، كما لم تعر أي اهتمام لتوجهاتها المعاكسة والمناوئة لكافة مسارات جامعة الدول العربية.عدا تغريدها لعقود

” الجزائر ”  خارج السرب العربي في قضايا حساسة تهم بالأساس الأمن القومي للدول العربية الأعضاء بالجامعة. واعتقدت جزائر الجنرالات في غفلة من امرها، على أنها قادرة بالفعل على ممارسة كل هذه التناقضات وتكريس المواقف العدائية للدول،وقادرة على استغباء ملوك ورؤساء الدول العربية ، والعمل على استدراجهم بطرق ماكرة لحضور أشغال القمة العربية فوق ترابها الغير أمن، لتمرير مخططاتها السرية والعلنية ضد قضايا الشعوب العربية، تحت شعارها الخاضع “لم الشمل العربي “وكأنها تعطي الإنطباع على بالقول والفعل على أنها حقيقة دولة مسالمة وغير عدائية ، وبوسعها لم شمل الأمة العربية فوق أراضيها، في الوقت الذي تعد فيه هي الأصل في خلق أسباب  التفريقة والشتات عبر زرعها لأشواك النعرات والدسائس والشقاق واحتضان الإنفصال بكل مخاطره ودعمه بالمال والسلاح ،وربط علاقات مهددة لأمن واستقرار الدول العربية مع مليشيات نظام الدولة الفارسية وأدرعها الإرهابية المتواترة في المنطقة العربية. بل تعتقد جزائر الجنرالات ، أن لها القدرة الكافية لحل الأزمات والصراعات والخلافات العربية برفعها لشعارات براقة وفضفاضة وبكثير من الغباء ،متناسية أنها جزأ من الازمة إن لم نقل أنها هي الازمة برمتها داخل منظمة جامعة الدول العربية.نظير حقيقة مواقفها الماكرة والعدائية ضد دول أعضاء بعينهم بالجامعة المذكورة.

نعم لابد أن يتحلى حكام الأنظمة العربية بكثير من التسطيح والسداجة، كي يأتمنوا لنظام شمولي عسكري مستبد يحاول عبثا توظيف حضورهم في أشغال قمة عربية محاطة  بجواسيس واستخبارات إيرانية فوق التراب الجزائري. وجعل جلساتهم ونقاشاتهم السرية تحت أنظار مخابرات مليشيا الحرس الثوري الإيراني. على النقيض من ذلك لن يفلح النظام الجزائري في تحقيق هذا المسعى ،والعمل على تحويل قمة عربية الى محطة يستبيح من خلالها نظام  العسكر ونظام ولاية الفقيه حرمة وأسرار الأمة العربية تحت أي شعار او إطار خاضع وماكر. ما يعني أن أشغال القمة العربية المرتقبة لن تتعدى على مستوى الحضور بعض رؤساء الدول والحكومات أو وزراء الخارجية وربما الآكتفاء بإرسال فقط الممثلون الدائمون بجامعة الدول العربية لحضور أشغال القمة ،في غياب تام لكبار القادة العرب. الامر الذي سيشكل انتكاسة غير مسبوقة للنظام الجزائري.

التعليقات مغلقة.