الشمل والحقد.. لا يجتمعان ! – حدث كم

الشمل والحقد.. لا يجتمعان !

عبد الصمد بنشريف: النظام الجزائري بكل مكوناته وأدرعه يتحدث بدون توقف عن لم الشمل، وتوحيدالصفوف وإعادة اللحمة الى الصف العربي بمناسبة استضافته للقمة العربية في فاتح نونبر المقبل .

لايجد اي حرج أخلاقي، في التحالف حتى مع الشيطان، لكسر عظام المغرب ومعاكسة حقوقه !!!!.أليس تعبئة الموارد المالية الضخمة ، والآلة الدبلوماسية والإعلامية لمعاكسة ومحاصرة المغرب ،هو تعبير واضح وصارخ ،وحجة قوية ودليل دامغ ،على أن الفاعل الرئيسي في نزاع الصحراء هي الجزائر؟! إنها مهندس التصعيد والتوتر، ومعرقل كل الحلول .وهي صانعة جبهة البوليساريو ، التي رعتها ومولتها وسلحتها. وجعلت منها أداة لمعاكسة المغرب، والوقوف في وجه مطالبه، والنيل من وحدته الترابية، والتشويش على صورته ومكانته وسمعته..

من هذا المنطلق ،يتعين على النظام الجزائري، أن لا ينافق ويلعب على حبال ازدواجية المواقف ،وتسويق خطابات تمويهية لاتعكس الحقيقة .لتضليل الرأي العام الدولي. فكيف يمكن أن نصدق تشدق النظام الجزائري ،بكونه ليس طرفا في نزاع الصحراء ؟ ويدافع عن ضرورة احترام الوحدة الترابية وسيادة الدول العربية .كما جاء على لسان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية رقم 31 .

لكن كم يلزم الرأي العام العربي والدولي من الغباء والسذاجة ليثق في الدبلوماسية الجزائرية،المصابة بالانفصام و التي لاشغل لها ،سوى حشر ملف الصحراء في أي محفل أو مؤتمر أو منتدى .و تنصيب نفسها محاميا لجبهة البوليساريو بشكل يدعو فعلا إلى الاستغراب. والشفقة في نفس الوقت؟

لقد اتضح بما لايدعو للشك والريبة،أن النظام الجزائري هو من يتحمل المسؤولية في مآسي إخواننا ومواطنينا المحتجزين في تندوف. وهو من يتحمل المسؤولية في تفكيك وتفتيت الاتحاد المغاربي، والانخراط في سياسة المحاور لتكبيل المغرب وخنقه.

ربما ما يعتقده النظام الجزائري ،موقفا مبدئيا فيما يتعلق بنصرة حق الشعوب في تقرير مصيرها.هو أقصى درجات الافتراء والنفاق. فهو يوظف هذا المبدأ في السياق الخطأ والزمن الخطأ والجغرافية الخطأ. ويستهلكه قصد التضليل وشحن فئات من المجتمع الجزائري مازالت ضحية خطاب الشرعية الثورية التي يتحصن بها السيستيم .ويحرص على إعادة إنتاجها ،عبر مؤسسات وقنوات وأدوات ،ليبقى هو المحتكر والمتحكم الوحيد في التاريخ، والمنتج الرسمي للسردية المندورة ،لتسويغ وشرعنة عمليات تزوير الوقائع ،و قلب الحقائق وتضبيع الأجيال الحالية ،وإثقال كاهلها وحشو عقولها وقلوبها بجرعات وافية من الكراهية والعداء والضغينة تجاه المغرب.

حتى الأعراف الدبلوماسية في مستواها الأدنى والجنيني لم يتم احترامها .وغلب الطبع التطبع .فلم يستطع لعمامرة التغلب على كراهيته و عقده تجاه المغرب .وتبعا لذلك ،لم يكلف نفسه استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة .وتصرف معه خلال انطلاق الاجتماع التحضيري للقمة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بشكل متخلف وحاقد ، عندما أراد بوريطا أخذ الكلمة .

 

التعليقات مغلقة.