خطاب الملك في الذكرى 47 للمسيرة الخضراء يقلب قواعد الإشتباك الدبلوماسي في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية – حدث كم

خطاب الملك في الذكرى 47 للمسيرة الخضراء يقلب قواعد الإشتباك الدبلوماسي في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية

مصطفى البحر : شكل خطاب الملك محمد السادس الذي وجهه الى الشعب المغربي ومن خلاله الى كل من يهمه الامر ، بمناسبة الذكرى ال 47 للمسيرة الخضراء ، محطة فاصلة في تاريخ الوحدة الترابية للمملكة المغربية. بحيث ولاول مرة لم يأتي فيها خطاب العاهل المغربي على ذكر طبيعة النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية ، ولا حتى عن ذكر مساراتها بمجلس الأمن وقبله هيئة الأمم المتحدة. كما لم يأتي وفق الخطابات السابقة الخاصة بهذه الذكرى المفصلية في تاريخ المملكة المغربية ، في ارتباطها باسترجاع الأراضي المقتطعة عن طريق الإستعمار البغيض. لم يأتي على ذكر الأطراف الرئيسية ومن يواليهم المتورطين في نزاع الصحراء المغربية. ما يؤشر على التحول الجذري للمقاربة الملكية في التعاطي مع ملف الأقاليم الجنوبية للمغرب. والإقرار الملكي السامي بتغيير قواعد الإشتباك الدبلوماسي في معالجة قضية الوحدة الترابية للمملكة الشريفة بالصحراءالمغربية.

وذلك على خلفية استنفاذ كافة الخيارات السابقة التي أطرت لسنوات مرجعية الخطاب الملكي الخاص بهذه المحطة التاريخية للمسيرة الخضراء. وأيضا بعد أن تأكد القصر الملكي بما لا يدع مجالا للشك ،أن الخصوم وخلفهم عناصر جبهة الإنفصال، وكذا بعض الأطراف المناصرة لطرحهم الإنفصالي المستهدف لمحاولة تقسيم المغرب وتهديد وحدته الترابية،مصرون على مواصلة نصب العداء للمملكة المغربية مهما كان الوضع  بالمنطقة المغاربية، وبالرغم مما يشكل من تهديد حقيقي لأمن واستقرار وحدة الشعوب المغاربية قاطبة وباقي دول وشعوب المحيط الإقليمي والأرومتوسطي والقاري، وفي تجاهل لكل الدعوات السلمية المتبصرة، ومعاكسة جميع التوجهات والقرارات والنداءات الاممية ، بما في ذلك التحدي العلني لتوصيات مجلس الأمن المتتالية الداعية الى البحث عن الحل السياسي السلمي المتوافق بشانه،والقفز على جميع التحولات والمتغيرات الإقليمية والدولية ذات الصلة بمواقف الدول من قضية الصحراء المغربية، في أعقاب الإشادة والدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي من اجل وضع حد لهذا النزاع المفبرك الذي طال أمده. وكذا الإمعان في الإستهتار بالتحديات الدولية الأخذة في التواتر بسبب الصراعات والحروب ، وما يترتب عنها من انفلات أمني عالمي

وانتعاش وانتشار وتوسيع رهيب لمخاطر خارطة  الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء وباقي دول الشمال الشرقي والغربي للقارة السمراء   وغيرها من العوامل المهددة للسلم والأمن إقليميا وقاريا ودوليا. هذه الحقائق والوقائع ومثيلاتها يرى مراقبون، أنها الأساس التي فرضت تغيرا جوهريا في خطاب الملك محمد السادس الخاص بالذكرى 47 للمسيرة الخضراء،بالإضافة الى الإيمان الصادق والإعتقاد الراسخ لجلالته، بالحسم النهائي بشأن قدسية مغربية الصحراء في ظل شبه الإجماع الدولي على مغربية الأقاليم الجنوبية للمغرب.

 وبالتالي وجب التوجه رأسا الى المزيد من أوراش التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها بهذه الحواضر المغربية ، والعمل على توسيع وتقوية البنى التحتية على جميع المستويات  والرفع من جودة الخدمات وتعزيز فرص الإستثمار  الداخلي والخارجي وتوفير المزيد من الشغل وتقوية وسائل الإنتاج المحلي بالقدر الذي يجعل منطقة الصحراء المغربية منصة قارية وبوابة للشراكة والتعاون جنوب- جنوب.

 هذه بعض خلاصات ما نظمنها خطاب المسيرة الخضراء في ذكراها ال 47 من طرف جلالة الملك محمد السادس . حيث تمحورت كافة مضامينه حول الحديث عن التنمية والإنجازات  التي تم تحقيقه منذ عام2015 ، بعد رصد ميزانية قدرت 77 مليار درهم مغربي لإنجاز المشاريع الكبرى والضخمة بالمنطقة. بالإضافة الى الحديث عن أنبوب الغاز المغربي/ النيجيري ،والتوقيع الاخير لمذكرة التفاهم ذات الصلة، التي وقعتها مؤخرا كل من موريتانيا والسنغال ودول غرب إفريقيا. وهو المشروع يقول جلالة الملك في ذات الخطاب، الذي  يروم الإنفتاح الحقيقي والواقعي على شعوب القارة الإفريقية ،ويوفر مناصب شغل كبيرة للساكنة الإفريقية، ويعود بفوائد إقتصادية وتنموية واجتماعية ونفطية هامة وغيرها على كافة دول المنطقة التي سيعبرها أنبوب الغاز .وبالتالي فهو مشروع للحاضر وللقادم من الأجيال يقول جلالة الملك. ولا مجال من الآن فصاعدا للحديث عن كل ما يمكن أن يعرقل مسار التنمية الشاملة بمنطقة الصحراء المغربية. مادام الامر قد حسم بشكل نهائي على الميدان بخصوص مغربية الأقاليم الجنوبية للمغرب.

التعليقات مغلقة.