صحوة إفريقية.. – حدث كم

صحوة إفريقية..

مدريد _ عبد العلي جدوبي: يتردد في الأوساط الإفريقية هذه الايام ما يفيد بأن عددا من الدول الإفريقية ، تتطلع للحسم النهائي في مسألة وجود ” الجمهورية الصحراوية ” الوهمية في حظيرة الاتحاد الإفريقي ، بطرد هذا الكيان من الجسم الافريقي محاولة لتجاوز الخطيئة التي ارتكبها  السيئ الذكر أدام كودجو العام 1982 ، عندما خصص مقعدا لهذا الكيان الهجين داخل منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك ، مقابل عمولات !.

ولتصحيح هذا الوضع الشاذ ، أصدر رؤساء وزراء خارجية أفارقة سابقين عقب مائدة مستديرة يوم رابع نوفمبر 2022 بمدينة طنجة ، بيانا تضمن قرار بالدعوة لطرد “الجمهورية الصحراوية ‘ الوهمية من حضيرة الاتحاد الإفريقي ، وذلك خلال فعاليات المنتدى الدولي (فيدايز) المنظم من طرف معهد أماديوس ..وجدد الوزراء الأفارقة دعوتهم إلى ضرورة تصحيح هذه الخطيئة التاريخية ، المتمثلة في وجود جسم غريب داخل الاتحاد الإفريقي ، لا يتوفر على أية مشروعية ، أو شرط قانوني ..

والآن كل الشروط الموضوعية متوفرة لطرد هذا الكيان الهجين ، خصوصا بعدما انكشفت كل المناورات الدنيئة التي تحاك ضد وحدتنا الترابية، وأدرك المنتظم الدولي حقيقة ذلك الوهم الذي يحاول أعداء وحدتنا الترابية بكل الوسائل والطرق، العمل على تجدير حضوره كواجهة لصراع،  مطبوخ ، لتظل أمامهم مساحات المناورة والتآمر على وحدة المغرب .

ويشار إلى أن العديد من الدول الإفريقية خطت قبل سنوات نحو التعقل بتصحيح موقفها من هذه القضية ، حينما سحبت اعترافها بالجمهورية الوهم  نذكر منها : السينغال ، الغابون ،جمهوريةإفريقيا الوسطى ، بوركينا فاسو ، الكونغو الديمقراطية ، بنين ، غينيا بيساو ، جزر القمر ، ساوتومي ، الطوغو ، ليبيريا ، التشاد ، غينيا الإستوائية ، سوزيلاندا .. وغيرها من الدول الإفريقية العديدة التي قررت الآونة الأخيرة سحب اعترافها بالمرتزقة .

ونشير أيضا  إلى أن منظمة الوحدة الإفريقية خلال تواجدها ، لم يسبق لها أن تدخلت بإيجابية في الكثير من القضايا والنزاعات التي عرضت عليه قصد التسوية!! ، فقد اعتادت أن تقوم بدور الوسيط بدل دور الحكم ، ولهذا لم تتح مثلا الفرصة للجنة الوساطة بين التوفيق والتحكيم لكي تقوم بالمهمة التي أناطها بها البروتوكول المنشئ لها .

الآن .. المغرب لا يطالب أحد بما يتناقض والشرعية الدولية ، لكنه يطالب بصحيح الأخطاء المرتكبة في حقه.. وإذا كانت بعض الجهات لم تعد تظهر عداءا نحو المغرب ولا معارضة مطلقة لإستعادته لوحدته الترابية ، فإن الطريق إلى إصلاح الأخطاء يجب أن تبدأ بوضع كل واحد في مكانه الطبيعي، والمغرب كان ومازال وسيظل دولة رائدة في مجال تحرير شعوب القارة ، سواء بما أعطته من مثال على درب الكفاح ، أو بما قدمته من مساعدات مادية ومعنوية لحركات التحرير الإفريقية ، مثلما كان المغرب أيضا رائدا في الخطوات الوحدوية التي أدت إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي ) .

ومما لا شك فيه أن الإتحاد الإفريقي يشعر بواجبه في الإصلاح ، وعليه أن يسارع إلى طرد مرتزقة البوليساريو من حظيرته ، ويلقي بهم في مزبلة التاريخ ، بعد أن تأكد لجميع الأفارقة بالخصوص مدى الأضرار الجسيمة التي لحقت بدول شمال غرب  إفريقيا ، من مشاكل وأزمات بسبب تواجد كيان انفصالي بمنظمة الوحدة الإفريقية التي ظلت سجينة هذا الكيان المصطنع ، وسجينة من يحركه ..

فاهتمامات الأفارقة الآن ، يجب أن تنصب على مشاريع التنمية ،لفائدة أبناء القارة السمراء ، بدل تضييع الوقت مع كمشة من المرتزقة  يتطلعون الى “بناء” دولة من الخيام !!

 

التعليقات مغلقة.