الانتخابات الأمريكية .. ثوابت راسخة | حدث كم

الانتخابات الأمريكية .. ثوابت راسخة

09/11/2022

مدريد _ عبد العلي جدوبي : تكمن أهمية الانتخابات الأمريكية النصفية بحسب المحللين السياسيين الأمريكيين ،في كونها اختبارا للرئيس الأمريكي في منتصف ولايته الرئاسية ، وهي أيضا بمثابة استفتاء لمدى شعبيته ،ومدى تجاوب الناخبين مع سياسته من عدمها .

فصراع الحزبان الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الأمريكية ، هو صراع تقليدي ، وله حساسية متميزة في المزاج السياسي الداخلي والخارجي أيضا ، ونتائج هذه الإنتخابات ليست أكثر أهمية من الإنتخابات نفسها ،سواء فاز الحزب الديمقراطي أو فاز الحزب الجمهوري ، فالثوابت الأمريكية لا تتغير حتى بتغيير الرئيس ، خصوصا وأن الحزبين يتجها الى تحصين موقعهما دستوريا وقانونيا ، وكل منهما يحمل بيمينه “سيف الطعن ” ، وبيساره درع الجماهير !

فهناك مجموعة الضغط التي تمارس تاثيرها على الرئيس والكونغرس في آن واحد ، وهي مجموعة اللوبي التي تشكل جزءا من ديناميات النظام السياسي في الولايات  المتحدة الأمريكية ، وهي في الأساس مجموعة مصالح إما أنها ذات طابع إثني ، أو أنها ترتبط بمهنة أو بمصلحة اقتصادية أو إجتماعية ،كنقابات العمال أولاتحادات النسائية ، أو أصحاب مؤسسات إقتصادية ضخمة ،كصناعة الأسلحة مثلا ،وهي تمارس تاثيرها من خلال أنشطة سياسية أوإعلامية ومالية ، والمواطن الامريكي العادي حسب استطلاعات الرأي ، أصبح يؤمن بأن قضايا السياسة الخارجية لبلاده هي في الحقيقة محور اهتمام الرئيس الأمريكي ، فكل الإعتمادات ذات المالية ، والأولويات تخصص لها ، في حين أن السياسة الداخلية أبانت برأي المراقبين عن فشلها في المجالين الاجتماعي والإقتصادي على وجه التحديد.

من حيث المبدأ ، يمكن أن تصطدم امريكا بنوعين من الضوابط ؛ الاول يتمثل بالقواعد التي يضعها نظامها السياسي والتوازن بين سلطتها الحكومية لاسيما الكونغرس وصلاحياته في شأن إرسال الجيوش الى الخارج ، والثاني اجتهاد المؤسسة العسكرية التي طالما تكرر بأن مشاركة أمريكا العسكرية رهن بمصلحتها الاستراتيجية ، وبقدرتها على أن تؤمن النصر لها ولحلفائها ، في حين أن الرأي العام الأمريكي ليس ميالا أن تتورط بلاده في أي نزاع مسلح ، بينما تعاني الدولة من صعوبات إقتصادية وإجتماعية وسياسية .

وفي سياق البحث عن خطوط السياسة الأمريكية ، فمن الواضح أنها لم تعد تتمسك بالمطلق بالنظام الديمقراطي الغربي كنمودج يصلح لسائر أنحاء المعمور ، بل تبدو أكثر استعدادا لتأخد بعين الاعتبار التقاليد والحضارات والأوضاع المحلية في بعض المناطق التي تتحمل اعتماد هذا النمودج ، وبديهي أنها لا تتوانى عن استخدام ” الديمقراطية ” وحقوق الإنسان كوسيلة ضغط واستعلاء عند الاقتضاء في تعاملها مع الخارج ، فتبدي تساهلا تارة ، وتشددا تارة أخرى تبعا لمصالحها الآنية وتلمستقبلية .

ويرى حكماء في الكونغرس أن الضرورة الآن تدعو إلى توحيد البلاد ، وخلق راية رئاسية واحدة ، إذ لا يزال مستوى الاستقطاب على أعاى مستوى عرفته الولايات المتحدة الأمريكية ، مند الحرب الأهلية التاريخية ، استقطاب على أكثر من صعيد عرقي   وإيدلولوجي ، حزبي ، طائفي فهناك من يرى أمريكا ما تزال بوثقة انصهار ، ومن يرفع راية الهوايات القومية المتشددة ؛ من هنا يتوقع(روبرت كاغان )  وهو مفكر أمريكي من قيادات المحافضين الجدد ، من أن تشهد الإنتختبات الرئاسية القادمة صراعا أهليا العام 2024 ،إذا ما رشح الرئيس السابق ترامب نفسه عن الحزب الجمهوري ، باعتبار ان له قاعدة من الناخبين تفوق خمسة وسبعين مليون ناخب !! 

التعليقات مغلقة.