السعيد أمسكان ” ضمير الحزب” .. في أشغال المؤتمر الرابع عشر لحزب “السنبلة” – حدث كم

السعيد أمسكان ” ضمير الحزب” .. في أشغال المؤتمر الرابع عشر لحزب “السنبلة”

شكلت الكلمة التي ألقاها القيادي المخضرم السعيد أمسكان مساء امس الجمعة 25 نونبر الجاري ، في افتتاح أشغال المؤتمر الرابع عشر لحزب الحركة الشعبية بمركب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط ، الى حد كبير تحولا جريئا غير مسبوق على مستوى الخطاب الذي اعتادت عليه قيادات وأطر هذا الحزب لعقود خلت،سيما فيما يتعلق بالتعاطي مع الأحوال الداخلية لحزب السنبلة ، وما يمكن أن تكون عليه أجهزته ومنظماته وقيادته في إدارة شؤون الحزب في ضوء التحولات والمتغيرات الكبرى التي تشهدها البلاد،وكذا معالجته القضايا والأحداث والملفات ذات الصلة بالشأن العام المحلي والجهوية والوطني على كافة المستويات.

وكانت  مضامين الكلمة عبارة عن ” ضمير الحزب الحركي” على قدر كبير من المسؤولية الوطنية والأمانة التاريخية، في تفكيك مظاهر الخلل،  وكشف النواقص والهفوات التي لاتزال تعتري عدد من مسارات حزب الراحل المحجوبي أحرضان،  حيث بدت معالم كلمة “ضابط” توازنات لتيارات الإختلاف داخل صفوف الحزب الحركي، مجسورة بكافة من قواعد معاني الواقعية الحزبية  والبرغماتية السياسية في تحليل واقع حال حزب الحركة الشعبية، بعيدا عن لغة الخشب أو ما يعرف بخطابات التزلف والمجاملة الموسومة بعبارات النفاق الإجتماعي السياسي.

 حيث بدا جليا أن القيادي السعيد أمسكان أثار على نفسه من منطلق الواجب الوطني والمسؤولية الحزبية الحقة ، رفع سقف النقد عاليا أثناء أشغال مؤتمر الرابع عشر للحزب ، والذي انعقد تحت شعار: ” الوفاء لمغرب المؤسسات”

 وذلك من أجل تجاوز كافة أساليب ومعايير صيغ التشخيصات السلبية، التي دأبت عليها قيادات الحزب في مثل هذه المحطات التي غالبا ما تختزل بشكل دقيق ومنهجي في انتخاب شخص الأمين العام ، وباقي أعضاء المكتب السياسي وغيره من أعضاء المنظمات الموازية ، دون النفاذ الى عمق الإشكاليات التنظيمية والهيكلية والمنهجية، التي يعاني منها حزب السنبلة، وخاصة على مستوى إشكالية خطابه السياسي والحزبي الذي يتسم بكثير من النمطية والتراجع في قاموس أجندته. بفعل افتقاره للجرأة السياسية ذات الصلة بعملية  الخلق والإبداع، الى جانب غياب الدينامية الثقافية والفكرية  المطلوبة في مجالات تجديد خطاب “الهيئات السياسية المنتهية” الى مجارات تحولات المشهد الوطني السياسي في ارتباطه بالمتغييرات الإقليمية والقارية وكذا الدولية، عدا حاجة حزب”السنبلة” الملحة الى منظومة سياسية مؤطرة بشكل واضح بمقومات وأدبيات جيل جديد من الأفكار والنظريات القادرة على المساهمة في حل الإشكاليات المطروحة بقوة بالساحة الوطنية، سواء من موقع التشريع البرلماني المعارض أو من موقع المساندة النقدية للحكومة ، أو من موقع الداخل الحكومي، في حالة التحاق الحزب بالأغلبية الحكومية.

بمعنى يفترض أن يكون”الحزب” جاهزا للمشاركة من أي موقع سياسي ،ما دام حزب الحركة الشعبية شئنا أم أبينا ، يشكل رقما مهما في المعادلة الحزبية والسياسية بالمغرب ،باعتباره يجر وراءه مسار تجربة سياسية تاريخية حافلة وطويلة في حياة المملكة المغربية.

هذه بعض مفردات المقاربة السياسية التي أطرت بشكل مباشر وغير مباشر كلمة الرجل المخضرم الوزير السابق السعيد أمسكان ،  حيث أجمل معاني نقده ورسائل مؤاخذاته السياسية والحزبية في خلاصة حتمية حاول تجميع مخاطرها في مقولة “إما أن نكون أولا نكون”، وبالتالي فهي رسالة تروم الإعتكاف بأسرع وقت ممكن في البحث عن  مقومات مشروع سياسي جديد يستحضر أقوى مؤشرات التحديات والإكرهات والإنشغالات التي تعرفها الساحة الوطنية على أكثر من صعيد.

وبلغة الجمع يمكن القول أن مضامين كلمة القيادي السعيد أمسكان، والتي حضيت بالمناسبة بقدر كبير من التصفيق داخل قاعة المؤتمر، لما  تحلت به من شفافية وحكمة وجرأة وموضوعية وواقعية سياسية غير معهودة، تستهدف بكل تأكيد   الوضع الحزبي الحركي بكل هياكله ومنظماته وهيئاته التقريرية. في حالة ما إذا كان  يتطلع إلى المزيد من تثبيت مواقفه وموقعه بالمنظومة الحزبية المغربية، والمحافظة بالمقابل على عراقة ومكانة دوره في خلق التوازنات السياسية الوطنية التي تحتاجها البلاد في محطات معينة، وخاصة في الاوقات الحرجة والحساسة التي تعيشها بين الفينة والأخرى، والتي كان فيها حزب المحجوبي أحرضان صمام الآمان لتحصين البلد من الهزات السياسية العنيفة التي مر ويمر منها المغرب في  فترات بعينها .

هذا ما توخى استحضاره الملقب ب: “عقل الحركين المتزن” السعيد أمسكان في خطبة” الوداع ” إن صح التعبير، والتي تدثرت بلغة النقد الموضوعي الشديد اللهجة ،والموسومة بالتحذير القوي مخافة مواصلة السقوط في انتاج خطب وبرامج الإبتذال والنمطية ،ومحاولة اختزال المؤتمرات الوطنية وغيرها ، في تحقيق المكاسب وتحصيل مناصب.

خطبة أرادها ” حكيم”الحركيين ، أن تكون بوابة لإصلاح كل شيء داخل البيت الحركي ،وانتهاج معايير سياسية مغايرة لتلك التي سادت لسنوات في إدارة شؤون الحزب، وكذا  في تدبير علاقاته مع باقي الشركاء الحزبين والعمل  بجرأة زائدة على تجويد قاموس مفردات  الخطاب السياسي لرفاق امنحد العصر، بالقدر الذي يساهم في تطوير المنظومة الحزبية، ومن خلاله الرفع من مستوى الأداء السياسي لقيادات رمز ” السنبلة”.

 هذه بعض الإنطباعات التي شكلت المرجع الاساس في كلمة القيادي سعيد أمسكان ،ما جعلها تشكل بدون منازع صوت ” الضمير الحكيم”  للحركيين بأشغال مؤتمرهم هذا،  لما انطوت عليه من رسائل سياسية قوية ، ومؤاخذات واقعية تنزع بكل  تأكيد الى إصلاح ذات البين ،باعتبارها تنهل من تراكم خبرة وتجربة سياسية / حزبية تفوق الأربعة عقود ونيف، من مواقع عدة تقلدها بكل مسؤولية وطنية عالية هذا الرجل الذي عرف بصبره الجميل وقوة تحمله للشدائد والصعاب، والمشهود له برزانة حكمته وبعد نظره في تدبير شؤون الحزب وغيرها،  على مدار نضاله في عرين الحزب ذو المرجعية الشعبية الأمازيغية ، والنفحة العروبية المتواترة بمغرب التعددية الجامعة للهوية الوطنية بكل روافدها المتنوعة. “الفيديو”:

 متابعة ” حدث كم “

التعليقات مغلقة.