المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة: تأكيد أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان استدامة البيئة والتصدي لظاهرة التغير المناخي
أكدت مداخلات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة، التي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الأربعاء بالرباط، على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان استدامة البيئة والتصدي لظاهرة التغير المناخي.
وأبرز المتدخلون في افتتاح المؤتمر، المنعقد بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين تحت شعار “من أجل تعاون إسلامي فعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”، أن المؤتمر يشكل مناسبة لتعزيز سبل التعاون بين بلدان العالم الإسلامي، في مجال التصدي للتغيرات المناخية والحد من آثارها.
وفي هذا الصدد، قال المدير العام للإيسيسكو السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري، إن شعار الدورة الحالية للمؤتمر يعبر عن المهمة الرئيسية التي يتوجب أن يضطلع بها المؤتمر لتحقيق الهدف الأساس من انعقاده، موضحا أن تعزيز التعاون الإسلامي الفعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ينبغي أن يأتي في مقدمة الانشغالات، في هذه المرحلة التي يمر بها العالم، والتي يتصاعد فيها الاهتمام الدولي بقضايا البيئة إجمالا، وبالتغيرات المناخية على وجه الخصوص.
وأضاف ان المؤتمر سيناقش تقارير تهم إنشاء مجلس منظمة التعاون الإسلامي للمياه، وإنشاء لجنة مشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل التنمية المستدامة، ووثيقة توجيهية بشأن المدن الخضراء ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تقرير حول إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة في المغرب، ومشروع آخر حول برنامج الاحتفاء بالعواصم الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الوثائق التأسيسية التي اعتمدها المؤتمر في دوراته السابقة شكلت إطارا متكاملا للعمل الإسلامي المشترك في مجال البيئة، ترسم أمام الدول الأعضاء خريطة الطريق لوضع السياسات الوطنية حول حماية البيئة.
من جهته، قال وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة السيد عبد الرحمان بن عبد المحسن الفضلي، في كلمة بالمناسبة، إن حماية البيئة في المنظور الإسلامي ترقى إلى مستوى الواجب الشرعي الذي يقتضي من الجميع الوفاء به، مما يتطلب مشاركة العالم الإسلامي في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في المجال.
واعتبر أن المؤتمر يظل مصدرا مهما بنتائجه المتتالية للمشاركة في المحافل الدولية التي تعنى بالقضايا البيئية، برؤية متجانسة واستراتيجية مدروسة، وبأهداف محددة تعبر عن موقف الدول الأعضاء إزاء القضايا البيئية والحلول المقدمة للحد من تلوث البيئة وضمان حمايتها من الآثار المترتبة عن التغيرات المناخية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد يوسف بن أحمد العثيمين، أهمية تركيز الدول الأعضاء في المنظمة على تطوير وتعزيز تشريعاتها وأطرها التنظيمية المتعلقة بالبيئة، والنظر في سبل ووسائل الاستفادة من التمويل المتاح في مجال المناخ للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وأيضا تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية في المجال.
وبعدما سجل أن المؤتمر، باعتباره أول اجتماع وزاري بعد دخول اتفاق باريس حيز التنفيذ، يشكل نقطة تحول في الجهود الرامية للتصدي للآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي، أكد أن منظمته تولي أولوية قصوى لمساعدة الدول الأعضاء في العديد من المجالات، خاصة الزراعة والتنمية القروية وحماية البيئة وتغير المناخ والمياه والأمن الغذائي والأمن الطاقي، معتبرا أن توفير المياه الصالحة للشرب والإدارة الرشيدة للموارد المائية تعد أهم التدابير الوقائية لمواجهة الأثر السلبي لتغير المناخ.
واعتبر أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يقتضي، أيضا، التعاون بين المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام، حيث تبرز أهمية اعتماد نهج تشاركي وتشجيع جميع الأطراف المعنية في تنفيذ برامج البيئة ومشاريعها.
وتطرقت السيدة أمينة مايغا كيتا، حرم رئيس جمهورية مالية، ورئيسة منظمة “أجير” للحياة والبيئة الراقية في مالي، في كلمتها، إلى الجهود التي تبذلها بلادها من أجل تحسين التصدي لظاهرة التغير المناخي، مستعرضة دور الجمعية في إنجاز مشاريع تستهدف المؤسسات التعليمية، بهدف تطوير وعي جماعي بالرهانات العالمية لحماية البيئة.
وشددت على أن كسب الرهان العالمي لحماية البيئة يمر، أساسا، عبر تطوير الوعي البيئي لدى الشباب وكافة المتدخلين، وذلك من خلال التربية والتحسيس، معتبرة أن الجميع مطالب بتحمل المسؤولية الاجتماعية للمساهمة في ضمان استدامة البيئة.
وفي كلمة مسجلة، أكدت رئيسة جمهورية مالطا، السيدة ماري – لويس كوليرو بريكا، على ضرورة إشراك المجتمع المدني في الحوار بشأن سبل تعزيز العمل المشترك لحماية البيئة والتصدي للتغيرات المناخية.
كما أبرزت أهمية تثمين أصوات العالم الإسلامي، في إطار مواجهة هذه التحديات، معتبرة أنه لا يمكن لدولة أن تواجه لوحدها آثار التغيرات المناخية، ومؤكدة مسؤولية المجتمع الدولي في بلورة استراتيجية فعالة تروم تشجيع الاستدامة واعتماد مبادئ اقتصاد أخضر.
يذكر أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تميزت برسالة سامية وجهها جلالة الملك إلى المشاركين فيه، تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء التي تسلمت الدرع الذهبي الذي قدمه المؤتمر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديرا لجهود جلالته في مجال تعزيز العمل المشترك في مجال البيئة.
map
التعليقات مغلقة.