نادية بزاد:الأبحاث والتجارب حققت نتائج مهمة وواعدة في مواجهة فيروس شرس "لكنه لم يعد قاتلا" | حدث كم

نادية بزاد:الأبحاث والتجارب حققت نتائج مهمة وواعدة في مواجهة فيروس شرس “لكنه لم يعد قاتلا”

أجرت الحديث.. هناء ضاكة: أكدت رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، نادية بزاد، أن الأبحاث والتجارب المتعلقة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لداء السيدا، حققت نتائج مهمة وواعدة، ويمكن القول إن المرض “لم يعد قاتلا ولكنه أصبح مزمنا”.
وقالت رئيسة المنظمة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا (1 دجنبر)، إن “الأبحاث والتجارب لاتزال مستمرة وحققت نتائج مهمة وواعدة بخصوص العلاج، حيث أثبتت مضادات الفيروسات قدرتها على السيطرة على انتشار الفيروس في جسم الإنسان، وفعاليتها في تقليل حالات الوفاة، وفي الحيلولة دون انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى جنينها”.
وأوضحت أنه على الرغم من التقدم الكبير الذي أ حرز في مواجهة الفيروس منذ إعلانه سنة 1988 من طرف منظمة الأمم المتحدة وباء عالميا ، إلا أنه لا يوجد لقاح يمنع الإصابة بعدوى الفيروس، ولا يوجد علاج شاف للمرض في الوقت الحالي نظرا للتركيبة المعقدة للفيروس، مبرزة أنه في مقابل ذلك، تلعب الأدوية دورا مهما في السيطرة على العدوى والوقاية من مضاعفات المرض.
واعتبرت الدكتورة بزاد أن “فيروس نقص المناعة المكتسب ليس مرضا طبيا فحسب، بقدر ما يعد مرضا اجتماعيا”، مشيرة بهذا الخصوص إلى ضرورة وضع حد للوصم الذي يعاني منه الأشخاص الحاملون للفيروس داخل المجتمع.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا أن عدم احترام حقوق الأشخاص المصابين بداء نقص المناعة المكتسب، يجعلهم في كثير من الأحيان يخشون الانخراط في حملات الكشف عن الداء ، قائلة : “لا يوجد لحد اليوم شخص يستطيع الجهر بإصابته بالفيروس”، لأن المجتمع لا يزال يرفض الحديث عن السيدا.
كما شددت على أهمية الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في التواصل مع الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب، وكذا مع الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، مستحضرة استراتيجية المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا التي تشمل التكفل الطبي والنفسي والاجتماعي بالمصابين بالأمراض المنقولة جنسيا وتكوين منشطين في ميدان الوقاية من هذه الأمراض وإنشاء مراكز للوقاية والعلاج وإنشاء النوادي الصحية داخل المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات للتوعية وإنجاز وثائق وأشرطة ووسائل معلوماتية وإلقاء محاضرات للتحسيس بالعوامل التي تؤدي إلى المرض، وبحقوق الأشخاص المصابين بالسيدا على غرار ضمان الحق في التطبيب والحق في المعرفة .
وسجلت بهذا الخصوص التقدم الذي أحرزه المغرب في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا الذي يرتكز على مقاربة تقوم على التشاور والتعبئة واحترام حقوق الإنسان.
ولم يفت السيدة بزاد التأكيد على أن غياب تربية جنسية وإنجابية وعزوف وتأخر الشباب عن الزواج وعدم التوفر على معلومات صحيحة بخصوص مخاطر الإصابة بعدوى الفيروس، تجعل الشباب والمراهقين الفئة المعرضة بشكل أكبر لمخاطر العلاقات الجنسية غير المحمية، باعتبارها سببا رئيسيا في الإصابة بفيروس السيدا والفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم.
وفي هذا الصدد، أكدت على الدور الذي يتعين أن تلعبه المؤسسات التعليمية والأسر وجمعيات المجتمع المدني في التخلص من كافة الطابوهات والتطرق للمواضيع المتعلقة بالسيدا والأمراض الأخرى المنقولة جنسيا.
وأشارت إلى أن استراتيجية المغرب في مجال محاربة فيروس نقص المناعة المكتسب تقوم على الولوج الشامل إلى خدمات الوقاية والعلاج والدعم، وتضم مجموعة من الجوانب أولها التشخيص والعلاج (
Tester et traiter) وتتبع المرضى الحاملين للفيروس، مضيفة أن عدد الأشخاص الذين يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسب (السيدا) في المغرب يقدر بحسب الإحصائيات التي قدمتها الوزارة الوصية ب 22 ألف شخص (بالغين وأطفال) نهاية عام 2020.
وبحسب التقرير الوطني حول داء السيدا لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الصادر في شهر مارس 2022 ، تم إنجاز 275.439 كشف لداء السيدا سنة 2021 مقابل 300.640 سنة 2020 . ووفق نفس التقرير، فإن 82 في المائة فقط من حاملي الفيروس هم على علم بوضعيتهم المصلية. وانطلاقا من هذه المعطيات، أبرزت السيدة نادية بزاد أن المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا “تعمل من أجل البحث عن الأشخاص الذين يجهلون حملهم للفيروس من خلال تنظيم قوافل للتشخيص وللتحسيس، وذلك بهدف دمجهم في برامج العلاج”.
وأكدت السيدة بزاد أن المنظمة تشتغل في ميدان مكافحة داء نقص المناعة المكتسب منذ 29 سنة، معتبرة أن واقع الحال يفرض التوعية بأهمية الرعاية الذاتية التي تكتسي دورا أساسيا في الوقاية من المرض، والوصول إلى الفئة الأكثر هشاشة، وتخفيف العبء على النظام الصحي، وخاصة في وقت الأزمات الصحية.
ودعت الدكتورة بزاد جميع المتدخلين إلى العمل معا على نطاق واسع من أجل تعزيز الرعاية الصحية الأولية، مبرزة أهمية إشراك طبيب الأسرة وأطباء الصحة العامة، والصيادلة في الرعاية الذاتية في مجال الصحة الجنسية باعتبارها وسيلة واعدة لتحسين صحة الأفراد، من خلال تقديم النصائح وتعميم العلاج في المراكز الصحية لمرضى السيدا، شأنها في ذلك شأن أمراض أخرى كالسل والملاريا وغيرها.
وتعد المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، فرع المغرب، جمعية غير ربحية، تتبنى منذ إحداثها سنة 1994، هدف مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب، وتقدم خدماتها الطبية والنفسية والقانونية والاجتماعية من خلال شبكة من المتطوعين والناشطين الاجتماعيين بمختلف مراكز العلاج. وتضم المنظمة مجموعة من الأشخاص المعنيين والمهتمين من أطباء وصيادلة وعلماء اجتماع وفاعلين اقتصاديين وجمعويين.

ح/م

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.