الصحافة الإسبانية تستبق المبارة بين المنتخبين المغربي والإسباني .. وتصف باستفزاز أسود الأطلس بـ ” منتخب الأمم المتحدة “!!؟
لا يجب فهم الهجوم الشرس الذي شنته في الساعات الأخيرة، وأول أمس وسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي بمملكة شبه الجزيرة الإيبيرية على عناصر المنتخب المغربي ، الإ في سياق الحالة السيكولوجية التي يعيشها جمهور كرة القدم في إسبانيا وذلك في أعقاب الخوف والتوجس الذي ينتاب ملايين المناصرين للمنتخب الإسباني، جراء الصدمة غير المتوقعة التي خلقها أسود الأطلس رفقة إطاره الوطني وليد الركراكي، بخاصة على مستوى نتائج المباريات المحققة في دور المجموعات،والتي مكنته من تصدر المجموعة السادسة في نهائيات مونديال” فيفا” قطر 2022. وبالتالي فالحالة الإعلامية الهستيريا التي عليها بعض وسائل الإعلام والمنابر ومواقع التواصل الإجتماعي الإسبانية في الوقت الراهن ، التي تسبق المواجهة ” النارية ” التي ستجمع المنتخبين الأسباني والمغربي برسم دور الثمن، هو راجع بالأساس الى الحالة النفسية المرتبكة والمهزوزة التي فرضها الضغط غير المسبوق لأسود الأطلس في ضوء المباريات القوية والرائعة التي قدموها في كافة مباريات دور المجموعات. بالإضافة الى أن مباراة من حجم اللقاء مع المنتخب المغربي في تركبته وتولفته البشرية الحالية ومستواه الفني والتقني والإنضباط القوي والإنسجام الكبير على مستوى جميع خطوط المنتخب.
كل هذه العوامل وغيرها لا داعي لذكرها في الوقت الراهن ،يجعل من مباراة الغد بين الفريقين على أرضية ملعب
“المدينة التعليمية”، مباراة القمة ومحطة حاسمة في مصير مسيرة كل فريق على حدة لمواصلة مشوار المونديال، هذا دون الحديث عن طبيعة الحساسية المؤطرة لنوعية العلاقات الدبلوماسية والسياسية والرياضية وغيرها بين البلدين. ومن تمة فالمواجهة المرتقبة بين المنتخبين المغربي والإسباني غد الثلاثاء 06 دجنبر الجاري، تحكمها عدة اعتبارات ليست بالضرورة كروية أو رياضية، بل هي أكبر بكثير من ذلك، الامر الذي يجعل اللقاء بين الفريقين الجارين مشحون بدلالات واعتبارات غير عادية.
ولا يمكن تصنيفها بأي حال من الأحوال على أنها مباراة بين فريقين جمعتهم لعبة كرة القدم في منافسات دولية تحت يافطة نهائيات كأس العالم في دولة قطر الشقيقة، وهو ما يفسر بكل تأكيد خروج العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في الضفة الاخرى ، بالضبط في إسبانيا عن الخط الإعلامي المعهود في تسليط الضوء على هكذا مباريات لكرة القدم تجمع بين المنتخبات الوطنية الدولية.
وتأكيدا لهذا المنحى ، خصصت على سبيل الذكر صحيفة” لافانغوارديا” الإسبانية الدائعة الصيت، تقريرا تحدثت فيه عن المنتخبين المغربي والإسباني ، عنونته بـ ” إسبانيا تواجه منتخب الامم المتحدة “، مشيرة في جهل كبير بقوانين”الفيفا” في هذا الباب ، وادعاء مضحك وغبي بحديثها عن أن المنتخب الوطني المغربي يضم بين صفوفه 14 لاعبا من جنسيات أوروبية مختلفة ، متناسية ذات الصحيفة وغيرها ممن انخرطوا في “لغة التبرير” المسبق لأي احتمال متوقع،أن عناصر المنتخب المغربي يحملون جنسية مغريية إما لآبائهم أو لأمهاتهم. كما هو الحال بالنسبة للدولي زكريا أبو خلال. واستغرب العديد من المهتمين بالشأن الكروي العالمي في الوقت ذاته عدم تطرق الصحافة الإسبانية الى في يوم من الايام عن قضية تجنيس البرازيلي دييغو كوسا و مواطنه الاخر البرازيلي ماركوس سينا او حتى المغربي الاصل منير حدادي الى جانب العديد من اللاعبين المجنسيين سواء بالمنتخب الإسباني او غير من المنتخبات العالمية، بخاصة الأوروبية منها التي تعج صفوفها بالافارق المجنسين وغيرهم والمشكلين في أغلب المنتخبات لعمودها الفقري ولنا في نسخة مونديال قطر 2022 خير دليل على ذلك .
ح/ م.ب
التعليقات مغلقة.