“حدث”، وان عرف المغرب مسيرة خضراء قادها مبدعها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، ووراءه 350 الف مغربية ومغربي، حاملين كتاب الله وراية الوطن، لتحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الاسباني، بدون سلاح او حرب عصابات، بل بالعزيمة والتلاحم بين العرش والشعب.
وسبق وان تطرقت في موضوع آخر يهم مرحلة اخرى، وعنونته بـ”من لا يعرف المغاربة لا يعرف المغرب”، وهاهم المغاربة مرة اخرى، وبقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يصنعون مسيرة”الحدث” الرياضي، وينزعون التأهيل الى المربع الذهبي من اسبانيا، ليخوضوا ما تبقى من مبارايات في منافسات كأس العالم قطر 2022، التي تعد الاولى من نوعها في تاريخ المنتخب المغربي لكرة القدم، وبراية مغربة عربية افريقية، وفي بلد عربي اسمه قطر.
ولاجل هذا الانجاز التاريخي ايضا، ابى جلالة الملك محمد السادس ان يخرج بدوره مرتديا قميص المنتخب المغربي، الى شوارع عاصمة الانوار الرباط ، ليشارك الشعب المغربي فرحته في الوطن وخارجه في القارات الخمس، والمنتخب الوطني الذي ابهر العالم في ملاعب قطر منذ انطلاق منافسات “كأس العالم قطر 2022″، حيث ابى الا ان يحقق هذا الشعب الرقم القياسي في عدد المشجعين للدول المشاركة، بانضباط وتآزر، بعدما قطع المسافات الطويلة من جميع اصقاع العالم ليكون حاضرا بجانب اسود الاطلس.
ومرة اخرى وفي زمن القرن الواحد والعشرين، ابدعت اسود الاطلس المسيرة الثانية في مواجهة اسبانيا مرة اخرى، من خلال منتخبها الوطني في كرة القدم، قادها ناخب مغربي، رفقة مغاربة في دمهم “تمغربيت” رغم ان اغلبهم يعيشون خارج الوطن، لكن غيرتهم على الراية المغربية والدفاع عنها كانت من مبادئهم الاساسية ولا محيد عنها بأي ثمن، حيث برهنوا على ان المغاربة يبحثون عن الكرامة، وحسن المعاملة فقط لا غير.
وما يثبت ذلك هي الطريقة التي نهجها الناخب الوطني بعد الاستغناء عن الاجنبي، والذي كان السبب في رفض اجود اللاعبين المحترفين المغاربة المشاركة بجانبه، حيث استطاع وليد الركراكي رغم ضيق الزمن الفاصل عن مونديال قطر 2022، ان يجمع الشمل، بين اللاعبين واسرهم، بتركيزه على حضور عائلات اللاعبين الى قطر، لانه يعلم جيدا القوة والدور اللذين يلعبهما الوالدين اتجاه ابنائهم، وهذه عبقرية الخطة الاولى التي رسمها وليد، وعنونها بـ”النية” و القتال من اجل الراية المغربية، اضافة الى تواضعه وانسانيته، ومعاملته الابوية مع جميع اللاعبين.
الامر الذي جعل الجميع يشكل “راية الوطن وحيدة وموحدة”، لاظهار المغاربة امام العالم بانهم قوة لا تقهر ، اذا ما صانت كرامتهم وكرامة اسرهم، وحضوا بالتعامل الاخوي المتبادل والكلمة الطيبة، واذا ما تحقق ذلك سيصنعون المعجزات، كما صنعها الاسلاف في القرن الماضي.
وفي انتظار ، الآتي، هنيئا لنا بمغاربة المغرب، وهنيئا لجلالة الملك، حفظه الله، بابنائه في الداخل والخارج، ولجميع اللاعبين المشاركين في هذا المنتخب الذي سجل بمداد من ذهب تاريخه الكروي رفقة وليد الركراكي، وايضا للجامعة المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع، صاحب القرارات الصائبة، والتسيير المحكم، وباقي الاطر التي رافقت المنتخب الوطني.
فالى السبت المقبل بحول الله، اقول لوليد ومع معه: سير، سير، سير على بركة الله
التعليقات مغلقة.