أديس أبابا : حضور قوي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في المعرض التجاري الإثيوبي العاشر – حدث كم

أديس أبابا : حضور قوي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في المعرض التجاري الإثيوبي العاشر

تبصم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الرائدة عالميا في مجال الفوسفاط ومشتقاته، على مشاركة قوية خلال المعرض التجاري الإثيوبي العاشر المنعقد إلى غاية 30 أكتوبر الجاري بأديس أبابا، إلى جانب المركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب – تصدير)، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والبنك المغربي للتجارة الخارجية لإفريقيا، وميناء طنجة المتوسط، والمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، وشركة الهندسة (جاكوبس اينجيرينغ).
ويطمح الرائد العالمي للفوسفاط، من خلال رواقه المقام بهذه المناسبة، على وجه الخصوص، إلى إبراز تصور المجموعة حول رفع التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي في القارة، حيث تبرز مواضيع الزراعة المستدامة، والتخصيب المعقلن، وتشارك الممارسات الفلاحية، ووضع البنيات التحتية للإنتاج والتثمين ومواكبة الفلاحين ضمن أبرز الرسائل التي يسعى رواق مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى تقديمها للزوار خلال هذا الحدث الدولي.
كما يروم رواق المجموعة إعطاء نظرة شاملة حول طموحات المجموعة على المستوى القاري، المتمركزة خصوصا حول تطوير السوق الإفريقية للأسمدة.
وتعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المستثمر الخاص المغربي الأول في إثيوبيا، شريكا استراتيجيا لهذا البلد الإفريقي. حيث أن المجموعة تواكب الفلاحة الإثيوبية منذ عام 2012، من خلال توفير الجزء الأكبر من احتياجات البلد من الأسمدة الفوسفاطية المعتمدة، وكذا بالمساهمة في إعداد خريطة خصوبة التربة في إثيوبيا، القادرة على الرفع من مردودية المحاصيل بنحو 37 بالمائة. وسيتم استثمار 3,7 مليار دولار في هذا البلد الواقع شرق إفريقيا لتعزيز التعاون بين هذه المجموعة وإثيوبيا.
واتخذت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، سنة 2016، خطوة كبيرة ومهمة من خلال إطلاق مشروع صناعي ضخم في إثيوبيا. وقد شرعت المجموعة ووزارة الصناعة العامة في إثيوبيا في شهر نونبر 2016، على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى إثيوبيا، لتوقيع شراكة استراتيجية قصد بناء مصنع للأسمدة ذي مواصفات عالمية في إثيوبيا. ويندرج هذا الاستثمار ضمن عملية مواصلة انخراط المجموعة لفائدة تطوير نموذج شراكة حقيقي جنوب/جنوب.
وتعكس هذه الشراكة، ذات البعد الإفريقي، نجاعة الرؤية الملكية لإفريقيا، وهي الرؤية التي تجعل من التعاون جنوب/جنوب القوي حجر الزاوية في أي مجهود هادف إلى تمكين القارة من تحرير طاقات مواطنيها واحتلال مكانة على الساحة العالمية.
وتهدف هذه الشراكة المغربية-الإثيوبية في الواقع إلى تحقيق الاستفادة الكاملة من التكامل بين الموارد الطبيعية لكلا البلدين، والاستفادة الكاملة من مادة البوتاس والغاز الإثيوبي، في حين أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تأمن حاجيات حامض الفوسفوريك. ويمتد المشروع ليشمل جيبوتي، حيث ستوضع منصة تخزين خاصة في ميناء جيبوتي لتلبية احتياجات المواد الأولية الضرورية لمنصة الأسمدة.
وستهم المرحلة الأولى من هذا الاستثمار إنتاج 2.5 مليون طن من الأسمدة سنويا في غضون 2022 لتصل إلى 3.8 مليون طن على المدى الطويل، ما يسمح لإثيوبيا بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الأسمدة وخلق فرص التصدير. وسيوفر هذا المشروع الضخم أكثر من 1200 وظيفة خلال مرحلة البناء وما يقارب 500 وظيفة دائمة خلال مرحلة العملية. 

وباعتماد كلي على الموارد الطبيعية للبلدين، ستنتج هذه المنصة، التي تحمل إسم “دير داوا فيرتلايزر كومبليكس”، أسمدة أساسها البوتاس وغاز إثيوبيا، فضلا عن الحمض الفوسفوري للمجموعة. ومندمجة كليا، ستزود المنصة بجميع البنيات التحتية اللازمة من لوجيستيك، وولوج للمدخلات، وتخزين، ونقل، مقترحة أسمدة مناسبة بأسعار تنافسية أمام الفلاحين المحليين.
وتعد منصة “دير داوا فيرتلايزر كومبليكس” الأكبر من نوعها في إفريقيا، بعد نظيرتها بالجرف الأصفر في المغرب. وتمثل استثمارا إجماليا قيمته حوالي 2,4 مليار درهم في مرحلة أولى (سيراكم الاستثمار 3,7 مليار درهم في مرحلة ثانية).
وهذه المنشأة الصناعية الجد حديثة موجهة لإنتاج تشكيلة من منتوجات الأسمدة الخاصة والمتلائمة مع حاجيات الزراعات المحلية وأنواع التربة، ما سيمكن الفلاحين الإثيوبيين من تزود موثوق وفي المتناول بمغذيات النباتات.
وسيخول هذا المركب المشترك لإثيوبيا، التي تستورد اليوم جميع الأسمدة التي تستهلكها، من تحقيق اكتفاء ذاتي على مستوى إنتاج الأسمدة بحلول 2025. وفي نهاية المرحلة الثانية، ستضم المنصة تسع وحدات، ليرتفع بذلك الإنتاج السنوي للأسمدة ب50 في المئة.
وتسجل إفريقيا أحد أدنى معدلات استهلاك الأسمدة في العالم، خاصة في شرق إفريقيا ب13 كلغ للهكتار، فيما يبلغ هذا المعدل 47 كلغ للهكتار في شمال إفريقيا، وأزيد من 300 كلغ للهكتار في آسيا. ويصل المعدل العالمي إلى 98 كلغ للهكتار.
وأحدثت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط سنة 2016 فرعها الخاص بإفريقيا قصد المساهمة في التنمية الفلاحية للقارة. ويعمل المكتب الشريف للفوسفاط إفريقيا بالتالي على التحول من فلاحة معيشية نحو أخرى حديثة ومنتجة للقيمة.
ويعزز هذا الفرع، المتواجد اليوم في أزيد من 15 بلدا، حضوره في القارة ويعمل يدا بيد مع الفلاحين، موظفا بالتالي موارد إفريقيا من أجل تحرير مستدام لقدراتها الفلاحية الهائلة.
وإلى جانب شركائه المحليين والدوليين، يسعى فرع إفريقيا التابع للمكتب الشريف للفوسفاط للمساهمة في تطوير فلاحة مهيكلة ومنتجة ومستدامة بالقارة، عبر تمكين الفلاحين من منتوجات ملائمة وفي متناولهم وكذا بتلقينهم الممارسات الفلاحية الجيدة والكفاءات والموارد اللازمة للنجاح.
ويشتغل فرع إفريقيا في مجموع سلسلة القيمة الفلاحية لمواجهة الإكراهات وتحرير الطلب على الأسمدة في القارة. وتستدعي هذه المقاربة ليس فقط توفير أسمدة جيدة، بل أيضا تمكين المزارعين من الولوج لأدوات التمويل، وأنظمة التأمين وبالتالي للسوق.
ويستند هذا الالتزام على المدى الطويل إلى مجموعة من الشركاء -الخواص والعموميين- يتقاسمون رؤية المكتب الشريف للفوسفاط إفريقيا في ما يخص التنمية الفلاحية للقارة.
من جهة أخرى، تستثمر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في وحدات إنتاجية مخصصة للسوق الإفريقي قصد تلبية الطلب المتزايد على الأسمدة. كما تعتزم الاستثمار في وحدات لخلط الأسمدة عبر القارة لضمان الولوج لمنتوجات ملائمة وفي المتناول بالنسبة للفلاحين.
ويعد المعرض التجاري الإثيوبي العاشر، الذي فتح أبوابه أمس الخميس، موعدا في غاية الأهمية بالنسبة للصناعيين ورجال الأعمال الأفارقة.
وتميز اليوم الأول للمعرض، الذي تنظمه غرفة التجارة الإثيوبية وجمعيات قطاعية، بزيارة قامت بها كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية رقية الدرهم، رفقة سفيرة المغرب في إثيوبيا نزهة العلوي المحمدي.
وستشكل الأروقة المغربية، على مدى خمسة أيام، فضاء لرجال الأعمال المغاربة للقاء نظرائهم الإثيوبيين ومن باقي البلدان الإفريقية بغية استكشاف منابر جديدة للاستثمارات وتدارس إمكانيات إرساء شراكات في خدمة إفريقيا

 حدث/ماب

التعليقات مغلقة.