التوجه الأمريكي نحو المغرب خيار استراتيجي وليس ديبلوماسية مزاجية – حدث كم

التوجه الأمريكي نحو المغرب خيار استراتيجي وليس ديبلوماسية مزاجية

أكد الكاتب الصحفي، عبد الحميد جماهري، أن التوجه الأمريكي نحو المغرب خيار استراتيجي وليس ديبلوماسية مزاجية تتغير حسب الظروف.

وكتب السيد جماهري، في عمود “كسر الخاطر” الصادر ضمن عدد يوم غد الخميس من جريدة (الاتحاد الاشتراكي)، بعنوان “التصويت على ميزانية الدفاع الأمريكي، في فهم الانتصار المغربي!”، أننا “أمام براديغم جديد يجعل التوجه نحو المغرب يتكرس ويتشدد ويتقوى.. ويعلن عن توجه استراتيجي وليس ديبلوماسية مزاجية تتغير حسب الظروف”.

وسجل أن ضغوطات اللوبي المناهض للمغرب في الكونغرس ومجلس النواب الأمريكيين فشلت في المس بالتعاون المغربي الأمريكي أثناء التصويت على ميزانية 2023، حيث لم يقع أي تقليص في الميزانية المتعلقة بالتعاون الأمريكي المغربي في مجال الأمن والدفاع، لافتا إلى أن “الصحراء، بطبيعة الحال، توجد في قلب هذا التعاون المحارب من طرف الجيران وامتداداتهم الأمريكية في مراكز صناعة القرار..”.

وأضاف الكاتب أن توقيع الرئيس الأمريكي على قانون المالية “كان توقيعا أيضا على قتل محاولات اللاعبين المناهضين للبلاد (…) الذين تربصوا بالمغرب طوال السنتين الماضيتين، بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، والذي غير من معايير الحل وقلب موازين كثيرة في المنطقة”، مشددا على أن “النجاح المغربي قد زاد من سعار الهجوم عليه”.

وتابع جماهري بالقول إن الإدارة الأمريكية الجديدة سعت، في المقابل، إلى الرفع من وتيرة التعاون مع المملكة، وهو ما يبينه التصويت على الميزانية وما تتضمنه من تنسيق مع المغرب، مضيفا “بل أصبح من صميم النجاح الديبلوماسي المغربي أنه يعزز نجاعة نظام التعاون الاستراتيجي بين بلادنا والأمريكان..”.

وأشار، في ذات السياق، إلى أن “التصويت على الميزانية العسكرية للبنتاغون لا يقف عند الجانب التقني، بل يتعداه إلى تحديد التهديدات التي تمس المصالح القومية لواشنطن ولحلفائها، وعلى أساسها تحدد درجة تنسيقها في المناطق الصعبة من العالم، كما في الشرق الأوسط أو آسيا أو في القارة السمراء”، مسجلا أن “الجديد ربما هذه السنة أن اللوبي المناهض للمغرب لم ينجح في وضع أي ترتيب يفرض التزاما ما للمغرب إزاء الأمريكان كما حصل في السنة الماضية”.

واعتبر أن “التصويت أعطى للمغرب مرتبة متقدمة في التعاون الأمني والعسكري، سواء في الأسد الإفريقي باعتباره أكبر مناورة عسكرية خارج التراب الأمريكي، أو على مستوى تطوير التنسيق الأمني، والذي يعرف دينامية خاصة من خلال التحالف الدولي ضد داعش الذي يحوز فيه المغرب دورا مهما وسبق أن احتضن بلدنا قمته الدولية، لأول مرة فوق تراب إفريقي”.

وأكد أن الاستقرار أصبح مسألة حيوية في تقدير السياسات الأمريكية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن “المغرب هو الواحة الوحيدة في منطقة تتأرجح بين الجمود الاستبدادي وبين الاستقرار، وفي هذا المشهد يعتبر التعاون المغربي الأمريكي من أجل استمرار التعاون والاستقرار درسا في الجيواستراتيجية..”.

وأبرز أن “المغرب، ينسق عن كثب مع الولايات المتحدة حول العديد من القضايا الأمنية المحورية، فهو يشارك في أكثر من 100 مناورة عسكرية سنويا، ويحتضن مناورات الأسد الإفريقي-أكبر تمرين عسكري سنوي في القارة الإفريقية- وهو شريك رئيسي في كل من برامج التعليم والتدريب العسكري الدولي الأمريكي، والمبيعات العسكرية الأجنبية”.

وخلص جماهري إلى أنه “قبل عامين، في أكتوبر 2020، وقع المغرب والولايات المتحدة +خارطة طريق للتعاون الدفاعي+ الممتدة لعشر سنوات حول التعاون في المجالات ذات الأولوية، بما في ذلك تعزيز التحديث العسكري المغربي والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات الإقليمية بشكل أكثر فعالية”، وهي الاتفاقية التي “تدرج التعاون الثنائي في بعد استراتيجي حاسم لم يفهمه بعد بعض الحلفاء والخصوم كلهم!”.

و.م ع/ح ك

التعليقات مغلقة.