مدريد – عبد العلي جدوبي: أثار دخول وزير الامن الاسرائيلي إلى باحات القدس استياء الفلسطينيين لهذا السلوك الاستفزازي ، الذي قد يؤدي كما اعبروه إلى صراعات دينية بالمنطقة..
والمغرب كان وما يزال يقوم بجهود متواصلة من أجل قضية القدس ، على المستوى العربي والدولي لنصرة الحق العربي وفقا للمواثيق والاتفاقيات والقرارات الدولية كي لاتتغير معالم القدس عن الوضع الذي وجدت عليه عندما تم تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ، وكم من مرة كان هناك انزلاق من المجتمع الدولي نحو تغيير معالم القدس والسماح للدول بفتح سفاراتها أو نقلها من تل أبيب الى القدس ،الا أن موقف المغرب كان حاسما باعتبار جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني رئيس لجنة القدس ،كان له تأثير فعال ، وراء أسباب تراجع تلك الدول عن قراراتها في نقل سفاراتها إلى القدس .
ويذكر أن لجنة القدس كانت برئاسة المغفور له الحسن الثاني ،قد قررت في اجتماعها بمدينة إيفران (يناير 1995) إحداث بيت مال القدس لإنقاد المدينة وحماية الحق الفلسطيني ..وهو النهج الذي أصبح متبعا إلى يومنا هذا بالاشراف الفعلي لجلالة الملك محمد السادس .
وتنفرد مدينة القدس الشريف دون غيرها من المدن العالمية باجماع الديانات السماوية الثلاث على أهميتها وقدسيتها ، حيث يشهد التاريخ أن العرب كانوا أمناء أكثر من غيرهم على توفير جو مفعم بالمحبة والود والسماحة حتى يتمكن الجميع من الحج والزيارة وممارسة الطقوس الدينية ، فهي قبلة لكل المؤمنين من أصحاب الديانات التوحيدية في العالم.
ويشار أيضا الى ان المغفور له الحسن الثاني في (نداء القدس) الذي وجهه الى كافة المسلمين قد قال : ” إن الخطر هو ان الحكومات الاسرائيلية تريد أن تنشيء مدرسة جديدة للقانون الدولي ،هي مدرسة تنكر اي حكومة اتت لما التزمت به الحكومة التي مضت ، وهذه مدرسة إن عرفت الوجود فستكون مدرسة الفناء لا مدرسة البقاء ، مدرسة المجون لا مدرسة الفضيلة والإستمرار البشري “
ولقد واصل جلالة الملك محمد السادس مساعيه الحميدة من اجل حماية مدينة القدس والمقدسيين من خلال الدعم الذي يقدمه بيت مال القدس تحت اشراف من جلالته . ومن خلال الدعم السياسي لعدم تغيير معالم المدينة المقدسة التي تنفرد عن باقي المدن بوضعية خاصة ، ومتابعا عمل والده جلالة المغفور له الحسن الثاني ، وتقديم الدعم اللامشروط إزاء فلسطين..
ومما جاء في كلمة جلالته خلال الزيارة التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية : ” أشدد بصفتي رئيسا للجنة القدس ،وهي المسؤولية التي اتحملها بإسم المؤتمر الاسلامي بصفة خاصة ، أشدد على وضع هذه المدينة المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث ، حيث يمكن للمؤمنين جميعهم أداء صلواتهم والتقرب إلى الله الواحد الأحد ” ..
هذا وقد دعا اجتماع لجنة القدس المنعقد بمدينة أكادير شهر غشت من العام 2000 كل المعنيين بالسلام إلى دعم كل المجهودات السلمية المبذولة حتى يستعيد الفلسطينيون حقوقهم ، ويعم السلام في الشرق الأوسط من أجل بناء واقع جديد يضمن الأمن والاستقرار..
كما شكل اجتماع لجنة القدس كذلك بمدينة مراكش تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد السادس خطوة جريئة لإيجاد مخرج للأزمة الخطيرة التي تعيشها المدينة المقدسة ، وإعطاء دفعة جديدة لعمليات السلام بالمنطقة ..ومن منطلق تغليب خيار السلام ، على دعم هذا التوجه ، عبر (بيت مال القدس ) لناهضة سياسة التهويد والإستيطان ، ومساندة المقدسيين ، وترميم المعالم الإسلامية في القدس ،وتقديم المساعدات المالية الكفيلة بوضع حد لبيع الأراضي والممتلكات العربية ، وتوفير البنيات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأخرى..
ومن جهة أخرى وصف الاعضاء الخمسة في مجلس الأمن الدولي بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الحكومة الإسرائيلية في القدس العربية المحتلة بأنها سياسة متهورة وتطور خطير يضر بعملية السلام برمتها في الشرق الاوسط .
التعليقات مغلقة.