الأفارقة والعرب… يرفضون الغطرسة الأوربية من بوابة كرة القدم – حدث كم

الأفارقة والعرب… يرفضون الغطرسة الأوربية من بوابة كرة القدم

 ونحن على أبواب مونديال الأندية الذي منحت الفيفا تنظيمه إلى المملكة المغربية للتغطية على مهازل تحكيمها ضد أفضل منتخب في مونديالها بقطر 2022، نصرخ من جديد أنه ليس من المنطق والعدل في شيء أن يدخل بطل أوربا مباشرة إلى مقابلة نصف النهاية في كأس العالم للأندية. ليس عدلا كرويا وليس في صالح المستشهرين أنفسهم الذين يتحكمون في الفيفا ذاتها.

ليس من المعقول ولا المقبول قطعًا أن تستمر في قبول الذل والهوان أعرق الجغرافيات حضارة في العالم قاطبة، ونعني أفريقيا وآسيا وأمريكا الهنود الحمر، قبل أن تنهض أوربا الشائخة، متأخرة في القرن الخامس والسادس عشر، على أنقاض الحضارة الإسلامية وباعها الطويل في العلوم الحقة والإنسانية، فتقوم ببيع الأفارقة في سوق النخاسة وبإبادة الهنود الحمر بشرا وحضارة وتسيطر على العالم لاحقا خلال المد الإمبريالي للقرنين التاسع عشر والعشرين.

 وما تزال تستغل ثروات  أفريقيا وتغتال كل زعيم لا يرضخ لنزواتها الشاذة، سياسيا واقتصاديا وجنسيا.

ما حققه العرب والأفارقة…، قبل بعض الأسيويين، في دورات المونديال، بداية مع المغرب في مونديال 1970 في مواجهة ألمانيا الغربية، وفي مونديالات 1982 و1986 و1994 و1998 و2002 و2018 وخاصة في قطر 2022، لم يعد من حق أي منتظم دولي الاستمرار في احتقار وتحقير أفريقيا والمجموعة العربية والمجموعة الأسيوية وأمريكا الجنوبية.

إما أن نكون على قدم المساواة أو لا نكون، وعلى المجموعات المستهدفة أن تقاطع مونديال الأندية، مثلما تقاطع مصر مثلا كأس أفريقيا للمنتخبات المحلية. الله يعطيها الصحة.

ولأننا نعي جيدا، على الأقل منذ مونديال أمريكا في 1994،  فاسترجعنا ظروف تمكين الأرجنتين من مونديال 78 وإسبانيا 82، وقد انتشينا بهما كرويا بكل سذاجة اليافعين، أن كرة القدم تحكمها السياسة والمال، وقد تركى ذلك خاصة بعد مونديال مارادونا 86، فإننا نعي جيدا أنه من صالح المستشهرين أنفسهم أن يلعب بطل أوربا كل مقابلات كأس العالم للأندية بفعل ما يجلبه ذلك لهم من مساحات للإشهار وحقوق البث التلفزي ومتابعة الجماهير العالمية.

ولن تضيع مصالح المستشهرين حتى ولو تم إقصاء ممثل أوربا المتعجرفة، لأن الجماهير ستواصل متابعة الموندياليتو بفعل نتائج الفريق الذي أقصى بطل أوربا المتغطرسة، تماما مثلما فعلت الرجاء البيضاوي في مناسبتين، ومثلما فعل المنتخب الوطني المغربي في مونديال فيفا قطر 2022، فكان هو السبب الرئيسي في نجاح مونديال العرب، لينضاف إلى المجهود الجبار الذي بدلته قطر، بكل عزم وحزم، فنجح مونديال العرب رغم كيد الكائدين الأنذال المتغطرسين المتعجرفين.

ذ. أبوالقاسم الشبري(المغرب)/باحث أثري

 

التعليقات مغلقة.