بعد تكوين أساسي شامل استمر أربعة أشهر، في إطار الخدمة العسكرية لتكوين الفوج الـ 37 من المجندين، التحق 30 مجندا بالمستشفى العسكري مولاي الحسن بكلميم ، حيث يخضعون منذ 18 أكتوبر الماضي، لفترة تكوين ثانية متخصصة تمتد ل8 أشهر، لاكتساب المهارات اللازمة في مجال الصحة وخاصة مهنة عون الصحة (auxiliaire de santé) .
وقد أنهى هؤلاء الشباب، المنحدرين من مختلف مناطق المملكة والذين تلقى أغلبهم تكوينا بالمركز الرابع لتكوين المجندين بالوطية بطانطان، مرحلة تكوينية مهمة جدا تمحورت حول التدريب الأساسي المشترك تمكنوا خلالها من اكتساب الأساسيات اللازمة للمجال العسكري والقيم الأخلاقية خاصة ما يتعلق بالقانون الداخلي، والحركات والوضعيات العسكرية، والسلوك العسكري، والأمن العسكري، والانضباط، وحس المسؤولية والتربية والتأهيل الذاتي.
فداخل المستشفى العسكري مولاي الحسن، تم توفير كل الوسائل البشرية واللوجستية الضرورية لإنجاح هذه الفترة التكوينية المتخصصة التي ستخول للشباب المستفيدين الذين اختاروا مهنة عون الصحة ، امتلاك المهارات والتقنيات اللازمة لهذا التخصص الذي يتعين أن يكون المجند على إلمام بكل ما يتعلق بهذه المهنة، وبالتالي ضمان اندماجهم المهني والاجتماعي وتسهيل ولوجهم لسوق الشغل.
ويتابع هؤلاء المجندون دروسا نظرية بالمستشفى العسكري، قبل الانتقال إلى الجانب التطبيقي داخل مختلف المصالح الطبية ، يقوم فيها المكونون والمؤطرون بمواكبة هؤلاء المجندين لتلقينهم المهارات والخبرات الضرورية لإتقان هذه المهنة .
وسيؤهل هذا التكوين المجندين للعمل في عدة مصالح طبية ، داخل المستشفيات كالمستشفى العسكري مولاي الحسن ، ويتعلق الأمر بطب القلب والشرايين، وطب العظام وجراحة الأمعاء، والمسالك البولية، وطب العيون والأنف والأذن والحنجرة، وطب جراحة الدماغ والأعصاب ، والطب الباطني، والجلد، وأمراض الجهاز العظمي، والمستعجلات.
وفي زيارة ميدانية للمستشفى العسكري مولاي الحسن، اليوم الثلاثاء، عاينت قناة (M24) الإخبارية ، مراحل عملية تكوين هؤلاء المجندين بمختلف المصالح الطبية بالمستشفى من خلال تلقينهم دروسا نظرية وتطبيقية متعددة حول تخصص عون الصحة.
ففي قاعة التكوين والدراسة بالمستشفى، والمخصصة للتكوين النظري، تقدم حصص للمجندين حول التعريف بهذا التخصص ومهام وأدوار عون الصحة، وكيفية مراقبة ومعالجة المرضى ومساعدتهم وطرق التعامل معهم، بالإضافة إلى التعرف على مختلف المعدات والأجهزة الطبية.
كما يتلقى المجندون تكوينا تطبيقيا بمختلف المصالح الطبية ومنها مصلحة طب القلب والشرايين حيث يتعلم عدد من المجندين مراحل إنجاز عملية تخطيط القلب للمريض، فيما يتلقى آخرون بغرفة بها مرضى طرق مساعدتهم وتقديم العلاجات لهم .
وفي قاعة خاصة باختبار إجهاد القلب بالمصلحة ذاتها، يتعلم مجندون كيفية إعداد المريض ومساعدته على القيام بهذا الاختبار، بينما يتلقى مجندون آخرون بإحدى مصالح الاستشفاء الثلاثة بالمستشفى، ويتعلق الأمر بمصلحة طب العيون ، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وطب جراحة الدماغ والأعصاب، تكوينا حول التقنيات التطبيقية في مختلف هذه التخصصات، وكذا تعليمهم كيفية الحرص على نظافة المريض ومساعدة الأطر في نقل المرضى والعناية بهم .
وبمصلحة المستعجلات، يتم تعليم المجندين طرق مساعدة الممرضين داخل هذه المصلحة من حيث التعامل مع المريض وتقديم الإسعافات الأولية له ، والقيام بقياس الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم، والتحاليل الطبية ، فضلا عن مرافقة المريض للقيام بالفحوصات الإشعاعية .
وأكد الكولونيل ماجور، عبدالغني الفكري، مدير المستشفى العسكري مولاي الحسن بكلميم، في تصريح لقناة (M24) الإخبارية ، أنه ” بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انخرط المستشفى العسكري مولاي الحسن في عملية تكوين وتأطير المجندين من الفوج 37 من الخدمة العسكرية، وفق البرنامج والأهداف المسطرة لها من طرف القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية”، مضيفا أنه قد أسندت، في هذا الإطار، لأعضاء وأطر المستشفى مهمة تكوين 30 مجندا من هذا الفوج في تخصص عون الصحة .
وأبرز الكولونيل ماجور، أنه، ولإنجاح هذا الورش الملكي، تمت تعبئة كل الطاقات البشرية والمادية والتقنية اللازمة لإعطاء هذه الفئة كل الدعم والتكوين بطريقة حديثة ومتكاملة، مشيرا إلى أن هذا التكوين يشمل دروسا نظرية متعددة الفصول منها تعليم الدروس الأساسية ودروس التخصص في مهنة عون الصحة، وكذا دروس تطبيقية تتم في مختلف مصالح المستشفى، فضلا عن خضوع المجندين لمراقبة مستمرة واختبارات سواء نظرية أو تطبيقية الهدف منها تمكين الأطر من التعرف على مدى تحقيق الأهداف المسطرة وقدرة المجند على استيعاب الدروس التي تلقاها خلال فترة التكوين المتخصص.
من جهته، أكد الملازم ثاني، محمد منصوري، مؤطر المجندين بالمستشفى العسكري مولاي الحسن بكلميم، في تصريح مماثل، أنه في إطار البرنامج اليومي للمجند داخل المستشفى العسكري مولاي الحسن، “نسهر كمؤطري القرب، على تتبع ومواكبة المجند سواء على المستوى البيداغوجي أو النفسي طيلة الفترة التي يقضيها داخل المستشفى وذلك من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة من مرحلة التكوين المتخصص” .
وأضاف أن المستشفى يتوفر بهذا الخصوص، على جميع الوسائل اللازمة لإنجاح هذه المهمة من موارد بشرية كفؤة ولوجستية مهمة.
أما المساعد الأول، محمد بايشو، ممرض رئيس بقسم المستعجلات، فأكد من جهته، أنه يتم تقديم دروس نظرية وتطبيقية للمجندين من أجل تمكينهم من اكتساب تقنيات ومهارات في ميدان الإسعافات الأولية والتكفل بالحالات المستعجلة، مضيفا أن من بين الأنشطة التي يقوم بها المجند مساعدة الممرضين داخل مصلحة المستعجلات كالقيام بقياس الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم ، وكذا القيام بالتحاليل الطبية.
من جانبهم، أعرب عدد من المجندين، في تصريحات لقناة (M24) الإخبارية، عن ارتياحهم الكبير للظروف الجيدة التي تجري فيها المرحلة الثانية، مؤكدين على أهمية هذا التخصص المهني الذي اختاروه .
وفي هذا السياق، أبرز المجند العياشي أيت مسعود، من مدينة أولاد تايمة، أنه “بعد مرحلة أولى هي مرحلة التكوين الأساسي الشامل ، بدأنا مرحلة جديدة هي مرحلة التخصص داخل المستشفى العسكري مولاي الحسن بكلميم، مضيفا أنه تمكن من خلال هذا التخصص من الحصول على مهارات عديدة في المجال الصحي والمتعلقة بالتعامل مع المرضى ومساعدتهم وتقديم العناية لهم والعلاجات والإسعافات الضرورية في مختلف مصالح المستشفى.
أما المجند نصرالدين رفيقي، من مدينة بني ملال، فأكد أنه بعد نهاية المرحلة الأولى من الخدمة العسكرية التي دامت أربعة أشهر، فقد التحق بالمستشفى العسكري مولاي الحسن من أجل استكمال مرحلة التخصص في مجال الصحة ، مشيرا إلى أنه تعلم عدة تقنيات في ما يخص مهنة عون الصحة من حيث كيفية رعاية المريض و ومساعدة الممرض أثناء تقديم الإسعافات الأولية للمرضى .
وقد تم إطلاق عملية تكوين 20 ألف مدعو للخدمة العسكرية برسم سنة 2022-2023، وذلك بعشرات من وحدات القوات المسلحة الملكية بما فيها 13 مركزا لتكوين المجندين موزعة على مجموع التراب الوطني.
وتلقى المجندون تكوينات في مجالات متعددة، كالتربية والتربية البدنية والتاريخ العسكري والقوانين العسكرية، وذلك بهدف تلقين هؤلاء الشباب القيم والمبادئ الوطنية السامية، وإعدادهم لنمط حياة جديد يقوم على حس المسؤولية والانضباط الكبير.
وتأتي الخدمة العسكرية، التي تم استئنافها تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بهدف ترسيخ شعور الشباب بالانتماء وتمكينهم من التكوين العسكري المؤهل، وبالتالي فتح آفاق الاندماج في سوق العمل.
وتنقسم عملية التكوين التي يتابعها الخاضعون للخدمة العسكرية إلى مرحلتين رئيسيتين.
مرحلة أولى مدتها 4 أشهر مخصصة للتدريب الأساسي المشترك، تم خلالها تلقين المجندين دروسا مهمة في عدة مواضيع، مثل الضوابط العسكرية، والنظام والأمن العسكري، والسلوك الأخلاقي والمدني، والتربية البدنية، والتاريخ العسكري، والتربية الدينية بهدف تمكين المجندين الشباب من القيم الأخلاقية وإعدادهم لنمط حياة جديد يقوم على حس المسؤولية والانضباط الكبير.
ومرحلة ثانية تستمر ل 8 أشهر تسمى التخصص، حيث يتم تقديم تكوين مهني، نظري وتطبيقي، لتطوير مهارات جديدة من أجل تعليم المجند مهنة تسهل اندماجه في سوق الشغل.
التعليقات مغلقة.