احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مساء اليوم الخميس، إطلاق الدورة السابعة من الدخول الأدبي التي تشكل عرسا ثقافيا متجددا يحتفي بالكتاب المغربي، وذلك بحضور عدد من المؤلفين والكتاب والناشرين المغاربة والأجانب، وشخصيات من عالم الثقافة والإعلام.
وشكل هذا الموعد الثقافي مناسبة للكتاب للالتقاء بقرائهم، وفرصة أمام الحضور لاكتشاف آخر المستجدات في مجال النشر وكذا الاطلاع على آخر الإصدارات الأدبية.
وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل ، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة بهذه المناسبة ، إن الدخول الأدبي، حدث ثقافي بامتياز، يتميز بحضور مجموعة من الوجوه البارزة في عالم الأدب والثقافة، مؤكدا أن الأدب يعتبر عنصرا هاما في الثقافة المغربية وظل دائما يحظى بالعناية الخاصة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يعطي تعليماته السامية لبذل مزيد من الجهود في المجال الثقافي.
وأضاف بنسعيد أن هناك عددا من التحديات التي تواجه مجال الكتاب الذي يتعين إعطاؤه مكانته الطبيعية داخل المجتمع، موضحا أن الوزارة تعتزم من هذا المنطلق طبع أزيد من 300 كتاب لمؤلفين مغاربة، والعمل على إحداث خزانات عمومية، ومكتبات لبيع الكتب بمختلف الجهات والأقاليم، بما يمكن من دمقرطة الولوج للكتاب والثقافة لاسيما لدى الفئات الناشئة.
وأوضح أنه من المعول على الفاعلين في هذا المجال، أيضا، العمل من خلال اتفاقية ستجمع بينهم بهدف تطوير توزيع ونشر الكتب ورفع المبيعات، والتعريف أكثر بالكتاب المغربي والمؤلفين المغاربة وتصدير الثقافة المغربية إلى العالم، مشيرا في هذا الصدد إلى أن العديد من المعارض والتظاهرات الثقافية الدولية تسعى لاستضافة المغرب ضيف شرف عليها.
وأبرز في هذا الصدد أن المغرب سيكون حاضرا وبقوة في فعاليات معرض الكتاب الإفريقي الذي سينظم منتصف شهر مارس المقبل بباريس. كما سيكون حاضرا في معارض بروكسيل وجنيف، وهو ما يعكس المستوى العالي للكتاب المغربي والمؤلفين المغاربة.
وبهذه المناسبة ، أعلن بنسعيد عن إحداث جائزة أدبية جديدة، بفعل شراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، وهو ما يتم الاشتغال عليه حاليا. من جهة أخرى، قال بنسعيد إن نقل المعرض الدولي للنشر والكتاب من الدار البيضاء إلى الرباط انطلاقا من دورة العام الماضي أملته ظروف (لوجيستية)، مشيرا في المقابل إلى أنه يتم العمل على أن يكون للعاصمة الاقتصادية معرض دولي لكتاب الطفل والشباب ومعرض وطني كبيرا للكتاب، كما يتم العمل على تعزيز شبكة المعارض الجهوية للكتاب لتشمل جميع الجهات.
من جانبه ، قال رئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب، عبد القادر الرتناني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اليوم يشكل مناسبة لتقديم الدورة السابعة للدخول الأدبي بالمغرب، والتي تقرر أن تكون هذه السنة بمدينة الرباط، بعدما كانت تنظم في الدار البيضاء، معربا عن أمنيته في أن تنظم دورة 2024 في مدينة مغربية أخرى.
وأضاف الرتناني أن دورة هذه السنة ستعرف حضور حوالي مائتين من الكتاب والناشرين والكتبيين الذين سيقدمون للقراء الكتب التي تم إنجازها خلال السنة الماضية.
من جهة أخرى، أكد الرتناني أنه رغم وباء كوفيد- 19 الذي أثر على قطاع النشر، فإن الناشرين كانوا أكثر قوة ومقاومة، معربا عن تفاؤله وثقته في مستقبل الكتاب من خلال المبادارت والجهود المبذولة من طرف مختلف الفاعلين في القطاع.
وأعرب بهذه المناسبة عن شكره لجميع الناشرين والكتاب والشركاء والمؤسسات التي تهتم بالكتاب والذين واكبوا الدخول الأدبي منذ دورته الأولى، داعيا إياهم إلى مزيد من العطاء والإبداع.
وتميز هذا اللقاء بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، الذي عبر في كلمة له بهذه المناسبة عن امتنانه وإعجابه بالعمل الذي يقوم به الناشرون المغاربة ، معتبرا أنه ” أن تكون ناشرا اليوم هو عمل ثقافي ينم عن الشجاعة والمواطنة، وأن تشتغل من أجل الكتاب هو عمل أكن له كل الإعجاب”.
وأضاف اليزمي أن مجلس الجالية المغربية بالخارج أصدر سنة 2022، ما مجموعه عشرون كتابا باللغتين العربية والفرنسية، نشر بعضها بشكل مشترك مع دور نشر مغربية، مضيفا أن هناك عدة مشاريع أخرى مستقبلا في هذا الإطار. بدوره، قال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الدورة السابعة للدخول الأدبي التي تأتي في إطار تشجيع الكتاب ونشره، تجمع بين دور النشر والمؤلفين والقراء لعرض الكتب والمؤلفات التي تم إصدارها بحر السنة المنصرمة، وستكون بمثابة انطلاقة لتوزيع هذه العناوين الجديدة في جميع جهات المملكة.
واعتبر الفران أن الدخول الأدبي هو “عرس ثقافي يحتفي بالكتاب في المغرب”، حيث سيكون مناسبة لاكتشاف جديد عالم الكتب المغربية والعناوين الجديدة، ويبقى محطة من المحطات التي تسجل تاريخ التطور الذي عرفه مجال النشر في المملكة..
ح/م
التعليقات مغلقة.