والي جهة الشرق بمناسبة 18 مارس 2003:المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق جعلت منها قطبا تنمويا الاستثمار وتكوين العنصر البشري
أكد والي جهة الشرق، معاذ الجامعي، اليوم الجمعة بوجدة، أن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، تعتبر انطلاقة تاريخية وشهادة ميلاد جديدة للجهة، إذ جعلت منها قطبا تنمويا واعدا ومجالا مشجعا لاستقطاب الاستثمارات من أجل خلق فرص الشغل وتحسين ظروف عيش الساكنة.
وأوضح السيد الجامعي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات تظاهرة “شرقيات”، أن الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بوجدة، في 18 مارس 2003، والذي أعطى من خلاله الانطلاقة الفعلية للمبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، رسم التوجهات الرئيسية لخارطة الطريق من أجل إقلاع تنموي للجهة، تمثلت أساسا في الاستثمار والبنيات التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى وتكوين العنصر البشري.
وأبرز أن المشاريع المهيكلة والأوراش الكبرى التي أتت بها المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، وانخرطت فيها الجهة، ساهمت في تغيير المشهد العمراني والاقتصادي والاجتماعي للجهة بشكل كبير وخلق آفـاق تنموية جديدة، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، تم بذل مجهودات جبارة أعطت نتائج مهمة إن على مستوى تنزيل الأوراش الملكية الكبرى كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، أو على مستوى الاستراتيجيات الوطنية القطاعية.
وقال إن “المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، خلقت عبر عدة مراحل، دينامية متجددة ومستمرة في مجال التنمية المستدامة”، مسجلا في هذا السياق أنه إذا كانت مرحلة العشر سنوات الأولى قد تميزت بالبناء والتشييد، وتلتها المرحلة الثانية لتعزيز كافة المجالات، فإن المرحلة الثالثة الحالية وجب استثمارها بكل احترافية في جني المكتسبات عبر تشييد جيل جديد من المشاريع المنتجة وتحفيز الاستثمار وخلق فرص الشغل لفائدة ساكنة كافة الجماعات الترابية، ولا سيما الشباب.
من جهته أكد رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، خلال الجلسة ذاتها أن الحصيلة التنموية لمرور عقدين من الزمن على الخطاب الملكي السامي لسنة 2003، تميزت بتحقيق الكثير من المنجزات التي شملت جميع المستويات، وساهمت في خلق دينامية شاملة، مشددا على أن هذا الأمر مكن من إعطاء دفعة قوية لمسار التنمية بجهة الشرق، خاصة بعد إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005.
وأبرز السيد بعيوي أن الإصلاحات الكبرى التي قادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أفضت إلى إحداث تحولات عميقة وهيكلية شملت مختلف المجالات، وأسست لإطلاق ورش الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي يهدف إلى ترسيخ مبادئ الحكامة الترابية، مشيرا إلى أنه تم في هذا الإطار فسح المجال للمنتخبين ومدبري الشأن الجهوي “لإعداد برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب”.
وأضاف أنه “بالرغم من كوننا نعيش مرحلة جديدة تؤسس لمفهوم الجهوية المتقدمة، فإننا نثمن المكتسبات التي حققها نظام اللامركزية في بلادنا كخيار استراتيجي كرس لمفاهيم وقيم الديمقراطية والتشاركية والحكامة الجيدة”، مشيرا إلى أن هذا الأمر ترتكز عليه الجماعات الترابية في ما يتعلق بدورها الهام في تدبير الشأن الترابي كفاعل رئيسي وشريك أساسي في مسلسل التنمية وتفعيل السياسات العمومية على مختلف المستويات، إلى جانب الدولة والقطاع الخاص.
من جانبه قال المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، محمد امباركي، إن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق جاءت بمشاريع كبرى مهمة، مبنية على مؤهلات الجهة وإمكانياتها الذاتية، وكان لها وقع مباشر على كل مناطق جهة الشرق.
وأبرز السيد محمد امباركي أن هذه المشاريع مكنت الجهة من “الدخول في منافسة مع الجهات الأخرى على الصعيد الوطني، وكذا غزو أسواق جديدة للبحث عن إمكانيات وإعطاء جاذبية أكبر للجهة”.
وسجل المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، أن هذه المبادرة “قطعت مع الماضي”، وجاءت بنوع من المشاريع الكبرى والمهمة، لا سيما، في قطاع السياحة والفلاحة، فضلا عن قطاع الثقافة الذي شهد تقوية لبنياته التحتية وكذا دعم تظاهرات ثقافية مختلفة من قبيل معارض للكتاب، ومهرجانات للسينما، والموسيقى.
وتتميز فعاليات “شرقيات” بحضور وفود من دول إفريقية، كبوركينا فاسو، والكاميرون، والكونغو، وجزر القمر، وكوت ديفوار، ومالي، والنيجر، وموريتانيا، والسينغال. وستختتم هذه الفعاليات بتدشين وحدة صناعية جديدة “بتكنوبول” وجدة.
وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات “شرقيات”، المنظمة بشراكة بين ولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، والمركز الجهوي للاستثمار لجهة الشرق، ووكالة تنمية جهة الشرق، تهدف إلى الارتقاء بهذه الجهة، التي أضحت رافعة للاقتصاد الوطني، وكذا إلى توفير فضاء مخصص للتبادل والمناقشة، فضلا عن جذب المستثمرين، وإبرام شراكات جديدة واستشراف فرص وموارد جهوية جديدة.
ح/م
التعليقات مغلقة.