السمك المغربي يشن اضرابا على الموائد المغربية | حدث كم

السمك المغربي يشن اضرابا على الموائد المغربية

30/03/2023

عبد العلي جدوبي :يتمتع المغرب بمساحة شاسعة في مياه الإقليمية ، تبلغ 3500 كلم – كما هو معلوم –  توفر له ثروة سمكية هائلة ومتنوعة ، ويعتبر الساحل المغربي من اغنى خمس مناطق في العالم من ناحية الصيد البحري ، ابتداء بالقسريات حتى السمك الابيض مرورا بالسردين الذي يعتبر المغرب اول مصدر له في العالم ..

وما يثير الانتباه منذ مده طويلة ، ان السمك المغربي دخل في اضراب مفتوح على الموائد المغربيه وخصوصا خلال هذا الشهر الكريم.

وحسب الاحصائيات في الفرد المغربي يستهلك 8 كيلو جرام فقط سنويا من السمك ( على ان يستهلك الفرد المغربي الميسور 18 كيلو سنويا  ) مقابل 40 كلغ للفرد في اسبانيا و57 كيلو جرام للفرد في اليابان.

اسباب عديده وراء غياب الانواع الجيدة من الاسماك في الاسواق المغربية ، مع حضور انواعا محدودة للاسماك السطحية التي تصطاد عبر قوارب مغربيه مهترئة، وتصل الى اسواق الاستهلاك بأثمان باهضة، يصعب على المواطن البسيط او حتى متوسط الدخل اقتنائها.

والظاهر ان اهتمام اصحاب أساطيل الصيد البحري خصوصا في اعالي البحار ، يرتكز بالاساس وبالكامل على التصدير الى الخارج  (240,000 طن سنويا يصدر الى الخارج بمبلغ 9,3 مليار درهم )

فكيف التوصل الى خلق ديناميكية جديدة يتم من خلالها ترشيد هذا المجال وإعادة هيكلته على مستوى الاستهلاك الداخلي اولا ثم على مستوى تنميته بما يخدم الاقتصاد الوطني. ؟!

ثم ما هي السبل الكفيلة ليصبح السمك المغربي في متناول كل فئات الشعب المغربي ؟

يستفاد من تصريح لأحد المسؤولين بالمكتب الوطني للصيد البحري ان الضرورة الان تدعو واكثر من اي وقت مضى الى اعاده هيكله قطاع الصيد البحري والمراهنة على هذا القطاع الحيوي للاسهام في الدفع بعملية النماء الاقتصادي ولو جزئيا ، وفي اقامه التوازن الغذائي الذي هو الطريق الى جعل المواطن يحظى بخيرات بلاده من الاسماك .

يحتل المغرب المرتبه 18 عالميا من ناحيه الصيد البحري ، والاول عربيا بانتاجه مليون طن من الاسماك سنويا ويصدر سمك السردين لاكثر من 60 دولة ؛ وحسب ما افادنا به احد العاملين بقطاع الصيد البحري ان ثمن السردين بالجملة هو   2,80 درهم للكيلو الواحد وحين يصل الى الاسواق يرتفع ثمنه ليصل حتى 20 درهم !!

فأساطيل الصيد الأوروبية في مياهنا الإقليمية ماضية في استنزاف ثرواتنا البحرية بطرق ملتوية ! كما ان الأساطيل المغربية في أعالي البحار” تفضل” تخصيص ما تصطاده للتصدير مباشره من هناك إلى الخارج !

فكيف يمكن تجاوز هذا الوضع غير المقبول حتى يتسنى لكل المواطنين اقتناء الاسماك المختلفة يوميا بأثمنة مقبولة ؟ فالسمك المغربي المتنوع والجيد حاضر بقوه في الساحل المغربي لكن  الأباطرة الكبار في الصيد البحري يشنون حربا على جيوب المستهلكين المغاربة ، حتى بات الراغب في اقتناء هذه المادة الحيوية ، يتطلع للحصول ولو  على سمكة واحدة على مائدته خلال هذا الشهر الفضيل  !!.

 

 

التعليقات مغلقة.