يشكل اليوم العالمي للصليب والهلال الأحمر، الذي يتم الاحتفال به في 8 ماي من كل سنة، مناسبة للإشادة بالجهود الجادة والنبيلة للفاعلين في العمل الإنساني لصالح الفئات الهشة من السكان في جميع أنحاء العالم. وفي عالم مزقته الحروب والكوارث الطبيعية، وما زال يعاني من عواقب جائحة “كوفيد-19″، فإن قيمة العمل الإنساني لمتطوعي وموظفي الصليب والهلال الأحمر، الذين لا يدخرون أي جهد للتخفيف من معاناة الضحايا، لا تقدر بثمن.
ويعد الالتزام الطوعي حجر الزاوية في العمل التضامني، وهو أمر حاسم في التخفيف من معاناة السكان المنكوبين. فقد أظهرت الزلازل التي هزت جنوب تركيا وسوريا في فبراير الماضي وحجم المأساة الإنسانية التي أعقبت ذلك أهمية العمل المنسق والتضامن النشط في زمن الأزمات.
علاوة على ذلك، فإن التفاني اليومي الذي أظهره ملايين المتطوعين في جميع أنحاء العالم يقدم بصيصا من الأمل للأشخاص الأكثر هشاشة، والذين غالبا ما يكونون الأكثر تضررا. وهو أمر يتم التأكد منه خلال الكوارث المناخية التي تحل بالكوكب، والتي تؤثر بشكل كبير على سكان دول لم تساهم إلا بالقليل في اندلاع أزمة المناخ.
والشيء نفسه عند اندلاع الحروب التي تسبب معاناة هائلة لسكان مناطق الصراع، ويمتد تأثيرها إلى غلاء المعيشة وتوريد المواد الخام في العديد من الدول النامية.
ويدفع هؤلاء الأشخاص ثمنا باهظا بشكل خاص ولا يملكون دائما الموارد اللازمة للتكيف والحفاظ على كرامتهم. وهذا هو سبب التزام أكثر من أربعة عشر مليون متطوع بمساعدة الفئات الأكثر ضعفا في الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر، الذين نشروا رسالة أمل وثقة في جميع أنحاء العالم وعززوا القيم العالمية للإنسانية.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم العالمي في 2023 تحت شعار “نحن نفعل كل شيء #مع القلب”. ويهدف إلى تسليط الضوء على أبطال الحياة اليومية، هؤلاء الأشخاص الذين يصنعون فرقا في مجتمعهم بشكل يومي.
وفي هذا الصدد، يقول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، “نريد أن نحتفل بأفراد مجتمعاتنا الذين غالبا ما يكونون أول من يتقدم ويدعم المحتاجين من حولهم”
وأضاف الاتحاد “يمكن أن يكون زميلا في العمل، أو صاحب متجر، أو متطوعا في الصليب أو الهلال الأحمر، أو حتى شخصا يعيش في الجوار وكان معنا دائما”، مؤكدا أنه “مهما كانت طريقة دعمهم لنا، فإنهم يفعلون ذلك مع الحب و#مع القلب”.
وبينما لم تعد هناك حاجة لإثبات أهمية هؤلاء الأبطال، فمن الضروري العمل من أجل تعزيز ثقافة التضامن، مع تهيئة الظروف والهياكل التي تفضل الالتزام الطوعي، وإلا فلن تتمكن حركة الصليب والهلال الأحمر من تحقيق طموحها في إنقاذ ومساعدة الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في جميع أنحاء العالم.
ح/م
التعليقات مغلقة.