جهاد بنشقرون/ومع/ :مع قرب انتهاء أجل العمل بإجراء بارز، يسمح بإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى حدودها الجنوبية مع المكسيك، تعيش الولايات المتحدة في حالة تأهب لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين. إذ تضاعف إدارة بايدن الجهود، لكون تدبيرها لهذه القضية الشائكة يتعرض باستمرار لانتقادات من قبل معارضيها.
فقد أقر الرئيس الأمريكي بأن الحدود ستشهد وضعا “فوضويا لبعض الوقت”، مع انتهاء العمل، مساء اليوم الخميس، بالتدبير الاستثنائي المعروف باسم “القانون 42”.
خلال الأسابيع المقبلة، سيحاول آلاف المهاجرين عبور الحدود الجنوبية للبلاد، قادمين، على الخصوص، من عدة بلدان في أمريكا الوسطى واللاتينية.
قامت الولايات المتحدة بنشر مجموعة أولية من الجنود يوم الأربعاء في إل باسو بولاية تكساس، والتي يرتقب أن تشهد أكبر موجة من المهاجرين غير الشرعيين.
كما تعتزم الحكومة، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، نشر ما يصل إلى 1500 جندي على الحدود، لن يكونوا مخولين بتنفيذ الاعتقالات بأنفسهم، لكنهم سيساعدون عناصر دوريات حرس الحدود في تدبير تدفقات الهجرة.
هذه العناصر نفذت، في المتوسط، أزيد من 8000 عملية اعتقال يوميا على طول الحدود، في الأيام الأخيرة، مقارنة بحوالي 4000 إلى 5000 يوميا خلال فصل الشتاء.
ويسمح “القانون 42″، الذي وضعه الرئيس السابق دونالد ترامب، في بداية فترة الجائحة، للحكومة بترحيل سريع للمهاجرين إلى المكسيك، حتى وإن تقدموا بطلب لجوء. ومن المقرر أن تنتهي صلاحية هذا الإجراء اليوم (11 ماي)، مع انتهاء العمل بحالة الطوارئ الصحية العامة المعلنة لمواجهة “كوفيد-19”.
الحكومة الأمريكية بصدد إعداد مجموعة جديدة من القوانين، يرتقب أن تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بهدف “تشديد العواقب على المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني”.
وسيكون بالإمكان ترحيل أولئك الذين يعبرون الحدود بعد انتهاء صلاحية “القانون 42” ولم يتقدموا أولا بطلب للحصول على اللجوء قبل وصولهم إلى الولايات المتحدة، إلى وطنهم أو إلى المكسيك إذا رفضت حكوماتهم الأصلية، مثل فنزويلا أو نيكاراغوا، استقبالهم.
وإذا ا حاول المهاجرون عبور الحدود الأمريكية، للمرة الثانية، بشكل غير قانوني، فقد تتم محاكمتهم ويقضون عقوبة بالسجن.
وعلى الرغم من هذه العقوبات الجديدة، فإن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون موجات متزايدة من المهاجرين، مع انتهاء صلاحية “القانون 42”.
مباشرة في جنوب إل باسو الأمريكية، في سيوداد خواريز بالمكسيك، تستعد حشود من المهاجرين للعبور، حاملين حقائب ظهر وحقائب سفر. كما أن البعض أقام مخيمات مؤقتة في وسط المدينة، بالقرب من الحدود.
تتوقع الحكومة الأمريكية عبور ما بين 10 آلاف و11 ألف شخص يوميا، في الأسابيع المقبلة.
وفي تصريحات للصحافة يوم الثلاثاء، أكد بايدن بالقول “نحن نفعل كل ما في وسعنا” لتدبير الوضع.
مسؤولون أمريكيون أفادوا أنه تم نشر قرابة 24 ألف ضابط ورجل إنفاذ قانون على الحدود الجنوبية. كما تمت زيادة سعة الاحتجاز المؤقت لدوريات الحدود، بمقدار خمسة آلاف سرير.
وبرأي المحللين، فإن مساحة الاحتجاز ستكون أساسية خلال الأشهر المقبلة، لأن هذا العامل سيساعد في تحديد قدرة الإدارة على ترحيل المهاجرين المستوفين لشروط الإبعاد، بموجب القواعد الجديدة.
فإذا أصبحت مرافق الدوريات الحدودية مكتظة بشكل خطير، من شأن ذلك أن يؤدي إلى إطلاق الحكومة سراح المهاجرين إلى الولايات المتحدة. وتكافح السلطات المحلية في إل باسو، لتدبير تدفق المهاجرين.
تعد الهجرة ملفا سياسيا شائكا في الولايات المتحدة، لا سيما خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية. وفي عدة مناسبات، تعرضت إدارة بايدن لانتقادات بسبب تراخيها في التعامل مع هذه القضية، وخاصة من قبل الجمهوريين.
إذ يعتبر البعض أن قاطن البيت الأبيض والمرشح لولاية رئاسية جديدة، لا يتوفر على خيارات أخرى باستثناء الصرامة في مواجهة موجات المهاجرين الفارين غالبا من الفقر، وعدم الاستقرار وتبعات التغير المناخي، في بحث يائس عن مستقبل أفضل في الولايات المتحدة.
ح/م
التعليقات مغلقة.