“حركات الشباب بالمغرب: ذاكرة مشتركة دفاعا عن مؤسسات الطفولة والشباب” موضوع منتدى الأجيال الذي تنظمه يوم السبت ثالث يونيو 2023 بالرباط كلا من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب – والجامعة الوطنية للتخييم واتحاد المنظمات المغربية التربوية وحلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي والائتلاف المغربي لمجالس دور الشباب.
ويهدف هذا اللقاء الوطني الذي يجمع ممثلين عن أجيال مختلفة من أطر مؤسسات الطفولة والشباب ومن قادة جمعيات الطفولة والشباب بالمغرب، وعدد من الباحثين والمفكرين المهتمين بالشأن التربوي؛ إلى خلق فضاء للحوار بين أجيال الحركة الشبابية والتربوية، للعمل المشترك من أجل تحديد المنطلقات والأسس الفكرية والسياسية التي قامت عليها حركات الشباب والطفولة منذ استقلال المغرب.
الطفولة والشباببين الأمس واليوم
ومن المقرر تقديم أوراق بحثية ومداخلات خلال هذا المنتدى حول أدوار ومهام مؤسسات الطفولة والشباب، بين الأمس واليوم، وما هي الممكنات للحفاظ على هذه الأدوار والمهام في مغرب متحول؟.كماسيجرى توثيق شهادات الرواد الأوائل في أفق خلق إطار مؤسساتي يحفظ ذاكرة العمل التربوي بالمغرب، علاوة على الخروج بتوصيات تعزز آليات الترافع والدفاع عن هذه المؤسسات والأنشطة بغرض تعميمها وتوسيعها وتطويرها لتشمل جميع أطفال وشباب المغرب.
وحسب أرضية هذا اللقاء فإن “منتدى الأجيال”يجسد الوعي الجمعي المشترك بين مكونات الحركات الشبابية والتربوية بما راكمته من تجربة ومن منجزات لصالح أطفال وشباب المغرب منذ ما يزيد على سبعة عقود، وهي التجربة التي لا يمكن القفز عليها أو تجاوزها، حيث أضحى توثيق الممارسات والأحداث والتقاليد والمبادرات مدخلا استراتيجيا نحو بناء المستقبل الممكن، حيث الحفاظ على التراث المشرق لهذه الحركات وإعادة قراءته كإحدى مرتكزات الذاكرة المشتركة، والتي ارتبطت بالمشروع الكبير “لبناء المغرب المستقل”.
مبادرة مدنية
وهكذا يشكل ” منتدى الأجيال” مبادرة مدنية تنهل من الذاكرة الشبابية المشتركة التي تزخر بالعديد من الأحداث والوقائع والتظاهرات، أبطالها رموز الحركة الوطنية الذين أسسوا البوادر الأولى لأنشطة تأطير الشباب المغربي وحثه على الانخراط في العمل الثقافي والتربوي، وعلى تأسيس الجمعيات والمنظمات التربوية والثقافية والرياضية. وفي هذا الصدد يأمل المنظمون أن يرسخ “منتدى الأجيال” حرص الحركات الشبابية على تنمية وإثراء الوعي بأهمية التدوين والتوثيق الجماعي للحقب التي طبعت مسارات الفعل التربوي والشبابي المغربي، ومساهمته في تحصين الذاكرة الشبابية.
70 سنة من التراكم
كما يساهم في تقديم قراءة للأحداث واستخلاص دلالتها السياسية والحقوقية والاجتماعية والثقافية، تنطلق من الشهادات الشخصية، والتناظر حولها، مرورا عبر حسن استثمارها من أجل استشراف المستقبل المشترك. ويسعى “منتدى الأجيال” كذلك إلى إزالة اللثام عن زخم 70 سنة من العمل والتواجد والتراكم الذي تزخر به الحركات الشبابية والتربوية بالمغرب، والتي انطلقت من مرتكز جوهري يعزز تشبت مؤسسيها بأهمية الثقافة والتربية، و انخراط الشباب في المنظمات والجمعيات الشبابية، من أجل توسيع مداركهم والرفع من درجة الوعي واليقظة بين صفوفهم، وهو الزخم الذي سيسهم في انبثاق حركة تربوية مغربية متفردة، ساهمت في احتضان آلاف الأطفال والشباب بالمخيمات الصيفية والتداريب واللقاءات التربوية، وسيسهم هذا الزخم أيضا في ظهور حركة ثقافية من خلال فرق مسرح الهواة والأندية السينمائية ومن خلال الجمعيات الثقافية البارزة التي تأسست داخل دور الشباب بمختلف مدن وبعض قرى المغرب.
جسر مع الأجيال الصاعدة
يشكل “منتدى الأجيال” جسرا يربط الأجيال الصاعدة التي اختارت الانضمام للفعل الشبابي والتربوي، ويمكنها من مواصلة العمل الذي بدأه الجيل المؤسس بنفس الروح وبنفس القيم الوطنية، وبنفس الفاعلية والامتداد التنظيمي والترابي وبكل أمل وطموح وتفاؤل للمساهمة في تكريس دولة الحق والقانون وتأصيل الديمقراطية وفعلية حقوق الانسان في الدولة والمجتمع.
التعليقات مغلقة.