تتواصل فعاليات الدورة 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 1 إلى 11 يونيو الجاري بمشاركة 737 عارضا من 51 بلدا، منهم 287 عارضا مباشرا، و450 عارضا غير مباشر، يمثلون 51 بلدا، كما تشهد الدورة تقديم عرض وثائقي يتجاوز عدد عناوينه 120 ألف عنوان بحقول معرفية مختلفة ورسالة ثقافية مشتركة، ليكون زوار المعرض من المغاربة والأجانب في رحاب أكبر مكتبة مفتوحة
واختارت الدورة كيبيك كضيف شرف تخليدا للذكرى الستينية لميلاد العلاقات الدبلوماسية المغربية الكندية.
و جرى، اليوم السبت، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، توقيع عدة إصدارات أدبية منها :
“رحيق الصبار” لمؤلفته جوسلين اللعبي
كان لعشاق الأدب الفرصة اليوم السبت، لاكتشاف العمل الأدبي للكاتبة جوسلين اللعبي المعنون “رحيق الصبار”، وذلك خلال لقاء نظم في إطار الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
وخلال هذا اللقاء الأدبي، توقفت الكاتبة عند الأجزاء المهمة في هذا المؤلف الذي تم تحويله إلى فيلم سينمائي بعنوان “نصف السماء”، وعند اختيار المواضيع المطروحة.
واستعرضت جوسلين في الجزء الأول من كتابها الذي يتناول طفولتها وشبابها في مكناس، قصتها مع المدينة حيث استقرت هناك مع عائلتها في عام 1950، بعد أن اضطر والدها لمغادرة فرنسا قبل التحرير بقليل.
“عشت في الوسط الفرنسي في مكناس في جو الأفكار اليمينية المتطرفة التي كان والدي يروج لها”، مشيرة إلى أن الحياة التي عاشتها في هذه المدينة سمحت لها بأن تدرك منذ سن المراهقة أن الأفكار المنتشرة في هذا الوسط كانت خاطئة.
وفي الجزء الثاني من كتابها، تتوقف جوسيلين اللعبي عند اعتقال زوجها عبد اللطيف اللعبي، حيث أوضحت أنها أصبحت مناضلة بشكل تلقائي.
وبفارق 15 سنة بين لحظة اعتقال زوجها والوقت الذي كتبت فيه هذا الكتاب، حرصت الكاتبة على تضمين الرسائل التي أرسلتها إلى زوجها ورسائل أطفالهما للتعبير “بأقصى قدر ممكن” عن مشاعرهم تجاهه.
تقول جوسلين “أردت أن أعيد كتابة رسائل أبنائي بكل ما تنطوي عليه من قصور لكي أقرب القراء إلى ما عاشوه”، بكل ما ينطوي عليه ذلك من صعوبة، مؤكدة أن القارئ سيتمكن من تتبع مسار الطفل في فهم الوضع من خلال هذه الرسائل.
ومن خلال هذا المؤلف الذي يرصد المغرب الذي عاشت فيه لمدة 35 عاما، تأخذ جوسلين اللعبي القارئ في رحلة تحكي نضالها وحبها اللامنفصم للأرض التي نشأت عليها، مستعرضة في الوقت ذاته رؤية شخصية ومؤثرة عن تجارب عائلتها، بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والسياسية في المغرب.
يذكر أن جوسلين اللعبي، التي ازدادت بمدينة ليون الفرنسة سنة 1943 تلقت دراستها الابتدائية والثانوية بمدينة مكناس بعد انتقال أسرتها الى المغرب سنة 1950. كما انخرطت بعد التحاقها بالجامعة مع عبد اللطيف اللعبي في تجربة فرقة “المسرح الجامعي المغربي”.
الكاتبة لبابة لعلج توقع كتابها الجديد “الحب والفن”
وتم كذلك اليوم السبت تقديم الإصدار الجديد للكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج، بعنوان “الحب والفن، كتابات ولوحات”، وذلك برواق رابطة كاتبات المغرب في إطار فعاليات الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويتضمن المؤلف مجموعة من النصوص موزعة على محاور ك “أسطورة الحب” و”مديح الحب” و”الفداء والحب ” و”القلب سيد الحب” و”بحثا عن الإله الحي” و”حب الفن، وفن الحب”، وذلك في قالب يجمع بين البعد الكلاسيكي والمعاصر في آن.
كما تسلط الكتابة الضوء على مختلف واجهات الحب والفن، وذلك عن طريق بناء صرح من المعنى يلغي، بواسطة الفكر، أي تمييز مفتعل بين الإيمان والعقل، وبين الأدب والفلسفة، وبين الحب والفن.
وقالت لبابة لعلج في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة إنه “في هذا الكتاب، أوردت أقوال عدة فلاسفة وكتاب وفنانين احتفوا بطريقتهم الخاصة بالحب ولديهم مسار استثنائي”، موضحة أنها تكرس دائما ثلثا كتبها لشخصيات في جميع أنحاء العالم، لتعريف الأجيال الصاعدة بأعمالهم.
وأضافت أن “الحب يتوجس من التضحية ويتحدى الزمن. إنه حالة وجودية تظهر في جميع أعمال حياتنا، تعطيها معنى وتلهم إبداعنا”.
وأشارت لعلج إلى أنه “بالنسبة لي، إنه أيضا قوة حياة تهدف إلى علاج الطبيعة البشرية وتمثل ارتباطا عميقا بالذات يسمح لنا بالتطور”، مؤكدة أن “الفن هو أيضا شكل من أشكال الحب، وبدونه لا يمكن أن لأي نجاح شخصي أو مهني أن يحقق الارتواء”.
من جهتها، أعربت رئيسة رابطة كاتبات المغرب، بديعة الراضي، عن فخرها باحتضان رواق الرابطة بالمعرض للكاتبة والفنانة لبابة لعلج التي تعتبر عضوا بالرابطة وبالمكتب الدائم لاتحاد كاتبات إفريقيا، مشيرة إلى أن “الاتحاد يحتفل، في إطار هذا النسخة الجديدة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بمئة كاتب وكاتبة يمثلون مختلف مناطق المملكة”.
وأضافت الراضي أنه “في هذا العمل، تحاول لبابة نقل نظرتها الخاصة ورؤيتها الفردية للحب، من خلال فنين تعبيريين، الرسم والكتابة”.
من جانبه، أكد الصحفي والأستاذ الباحث، كلود مالان، الذي قدم لهذا الكتاب، أن “لبابة اعتمدت في هذا العمل، سواء باللغة الفرنسية أو العربية، كتابة ممتعة وبسيطة لدرجة أنه يمكن قراءته بسهولة من قبل جميع أصناف القراء”، مشيرا إلى أن “كل ما تكتبه هو حقيقي وجميل ولا يمكن إلا أن نقدره”.
وأضاف أن ما أثار انتباهي بشكل كبير في هذا العمل هو تعدد الشخصيات التي تمثل كل العصور والتي عبرت جميعا عن حبها من خلال فنونها”، مشيرا إلى أن “هذا الكتاب هو في المقام الأول قصة حب قبل أن يكون قصة فن”.
من جهته، اعتبر الأكاديمي والناقد الأدبي، مصطفى النحال، أن الأمر يتعلق هنا بتجربة غير مسبوقة للبابة لعلج التي نجحت في إقامة حوار وتناغم بين الرسم والشعر، مشيرا إلى أنه “عند تصفح هذا العمل، يتولد للمرء أحيانا الشعور بأن الشعر يشرح ويصف اللوحة والعكس صحيح”.
وأضاف السيد النحال “تناولت الكاتبة أيضا موضوع الحب باعتباره قيمة إنسانية نبيلة تتجاوز العصور”، مشيرا إلى أن “الحب في شعر لبابة هو في منزلة بين العلم والذوق”.
يذكر أن لبابة لعلج فنانة تشكيلية وأديبة، من مواليد فاس، توج مسارها الإبداعي عام 2019 بالدكتوراه الفخرية من طرف منتدى الفنون التشكيلية الدولي، وهي عضو رابطات كاتبات المغرب، وعضو المكتب الدائم لرابطة كاتبات إفريقيا.
ومن بين المنشورات حول تجربتها “بزوغ غرائبي”، و”عوالمي” ، و”المادة بأصـوات متعددة”، و”تجريد وإيحاء”، و”سيدات العالم : بين الظل والنور”.
ومن مؤلفاتها الأدبية (كتابات ولوحات) : “شذرات”، و “أفكار شاردة”، و”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، و”تصوف وتشكيل”، و”ملحون وتشكيل” ، و”شعر وتشكيل”، و “همس الصمت”، و”موسيقى وتشكيل ” (الجزء الأول والجزء الثاني) ، و”العيش مع الذات”، و”العيش المشترك
الإصدارات الجديدة للكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي
تم تقديم الإصدارات الجديدة للشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، التي تمت ترجمتها من الفرنسية إلى العربية، ويتعلق الأمر بثلاثة دواوين شعرية هي “لاشيء تقريبا”، و”الشعر لا ينهزم”، والأمل عنوة”، ورواية “الهروب إلى سمرقند”، نقلها إلى اللغة العربية المترجم المغربي محمد خماسي.
وبالمناسبة، قال محمد خماسي إن الدواوين الشعرية المترجمة تتسم بأبعادها الإنسانية والكونية، مما يجعل صاحبها ضمن مصاف الشعراء الكبار، مشيرا إلى أن أعماله تندرج ضمن الالتزام الإنساني والفني والفكري.
وشدد خماسي على أنه “إذا اعتبرنا الترجمة عملا تقنيا، فإن المترجم يظل قارئا متميزا”، مضيفا أنه “حينما تكون هناك ثنائية لغوية لدى الكاتب تسهل الترجمة”، في إشارة إلى إلمام وتعلق عبد اللطيف اللعبي باللغة العربية رغم كونه يكتب باللغة الفرنسية.
وذكر أن ترجمته لهذه الكتب الأربعة فرضت عليه التساؤل في البداية حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن “نوصل للقارئ بالعربية كل هذا الزخم من هذه المادة الخصبة”، مضيفا أنه كان “هناك حوار وتفاوض مع شعر وفكر اللعبي”، لاسيما أنه “ينبغي أن تستوعب اللغة التي ننقل إليها النص كل أبعاد اللغة الأصل”.
وسار الكاتب عبد اللطيف اللعبي في نفس الاتجاه، حيث حبذ استعمال توصيف “التفاوض” مع الكاتب لأنه يؤدي إلى البحث عن الكيفية التي تتيح إمكانية “الشعور بالنص من خلال اللغة العربية”، مما أثرى هذه الأعمال المترجمة.
وأبرز أنه كان حريصا على أن تتم مراجعة الترجمة من قبل الكاتب اللبناني عيسى مخلوف “من خلال العين المشرقية”، معبرا عن تعلقه الكبير باللغة العربية “لأنها سرقت مني خلال حقبة الاستعمار الذي عاشها المغرب”.
وقال استطعت استرجاعها عبر الاطلاع على الأدب العربي القديم والأدب المغربي والتراث الشعبي، مما أشعرني بارتياح كبير”، مشددا على أن أهم الكتاب المرموقين لا يكتبون بلغاتهم الأم و”الأهم هو ماذا يكتب الكاتب وليس اللغة التي يكتب بها”.
من جانبه، أكد الكاتب اللبناني عيسى مخلوف أن اللعبي حرص على ترجمة أعماله إلى اللغة العربية، موضحا أنه “يزاوج في كتاباته الأخيرة الذاتي بالموضوعي والأنا بالآخر”، و”نحن أمام نصوص وقصائد تتحرك (… ) ولو انطلق الشاعر من الذات، فإنه يذهب أبعد من السيرة الذاتية في اتجاه رسم المسار الداخلي للكائن أينما كان”.
وأضاف أن قصائد دواوينه المترجمة “هي قصائد الحصاد حيث الكتابة استرجاع للحياة نفسها”، معتبرا أنه لا يمكن “اختصار عالمه في كلمات، بل هو تجربة زاخرة ومتجذرة في القلب والروح”.
يذكر أن اللعبي من مواليد 1942 بفاس، أسس مجلة “أنفاس” سنة1966، وأصدر دواوين وروايات ودراسات عديدة من بينها “العين والليل” (رواية)، و”عهد البربرية” (شعر)، و”قصة مغربية” (شعر)، و”أزهرت شجرة الحديد” (شعر)، و”قصائد تحت الكمامة” (شعر)، و”مجنون الأمل” (رواية)، و”الرهان الثقافي” (دراسات نظرية ومقابلات)، و”تجاعيد الأسد” و”قاع الخابية”.
توقيع رواية “سيدات العزيز” للأديب المغربي نزار كربوط
تم توقيع رواية “سيدات العزيز” للروائي المغربي نزار كربوط، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وقام الكاتب نزار كربوط بتوقيع مجموعة من نسخ روايته، التي صدرت حديثا عن منشورات المتوسط-إيطاليا، لعدد من زوار الجناح الخاص بدار النشر الإيطالية في رحاب معرض الكتاب، بحضور باحثين مهتمين بالشعر وأدب الرواية.
وتدور أحداث الرواية، الواقعة في 272 صفحة من الحجم المتوسط، بين شخصيتين رئيسيتين، وهما “عزيز”، وهو شاب مثقف، يدير مجلة تابعة لدار نشر مغربية، له بنية جسمانية سليمة، لكنه يعاني من اضطرابات نفسية. و”منال”، وهي شابة مغربية تتميز بشخصية قوية ومتحررة، على الرغم من أنها تعاني من إعاقة جسدية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال نزار كربوط إن الرواية تستعرض التجربة الإنسانية المشتركة لمجموعة من الشخصيات داخل هذا النص السردي، حيث يحاول من خلال الحوارات الدائرة بين الشخوص، طرح مجموعة من القضايا الاجتماعية، “مثل الإعاقة والاضطرابات النفسية، والتي عادة ما تكون مرتبطة بأزمات يعيشها الإنسان في طفولته وتبصم حياته في كبره”.
وأضاف أن روايته تتطرق كذلك لموضوع الدين والتدين والإلحاد، باعتبارها مواضيع تستأثر باهتمام الشباب داخل وسائل التواصل الاجتماعي، “وهي مواضيع تم طرحها بين مجموعة من الشخصيات في الرواية”، مبرزا أنه عمل على دس مجموعة من الأسئلة في جيب القارئ، مرتبطة بكل هذه المواضيع، وبالمشهد الثقافي المغربي.
وأوضح أن هذه الرواية تتميز بتنقل السرد فيها عبر جغرافيات مختلفة، مثل الرباط وبرشلونة والصويرة وتازة وغيرها من المدن، معتبرا ذلك “انفتاحا منه على جغرافيات جديدة التي قل ما نجدها في الأعمال السردية”، و مبرزا أن “سيدات العزيز” تعد الرواية الثانية في منجزه الأدبي، وهي بالنسبة له “تجربة بعوالم جديدة”.
يشار إلى أن نزار كربوط هو شاعر وروائي مغربي، من مواليد 1982، صدرت له دواوين شعرية مثل “رماد عاشق” (2007)، و”أحمري يبتلعه الس واد” (2010)، و”سقف من فراشات” (2013)، و”أهب وجهي للفوضى” (2017)، إضافة إلى رواية “العرض ما قبل الأول” (2020)، التي كانت ضمن القائمة المؤهلة للدورة السادسة عشرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2021.
وقام كربوط بتأسيس نادي الكتابة الأدبية بالرباط سنة 2003، وحاز على الجائزة الثالثة للشعر بجامعة محمد الخامس السويسي سنة 2003، وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية. ويشارك في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية، التي تنظمها مؤسسات متعددة داخل المغرب وخارجه، كما أنه ينشر بجرائد ومجلات مختلفة عربية ودولية.
وتأسست منشورات المتوسط نهاية عام 2015 في ميلانو بإيطاليا،من قبل عرب مهتمين بالثقافة الإيطالية، وإيطاليين مهتمين بالثقافة العربية، إذ تركز في مجال عملها على التبادل الثقافي بين العالم العربي وإيطاليا أولا، ثم بين العالم العربي وأوروبا، وبين إيطاليا والعالم. وتعتبر حاليا واحدة من أكثر دور النشر الفاعلة في العالم العربي.
وم ع / أ
التعليقات مغلقة.