رواق البرلمان بمعرض الكتاب:التفاتة نبيلة تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تكريسا للحق في الولوج إلى المعلومة – حدث كم

رواق البرلمان بمعرض الكتاب:التفاتة نبيلة تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تكريسا للحق في الولوج إلى المعلومة

رضوان البعقيلي: في مبادرة تعكس بحق انفتاح المؤسسة التشريعية على مختلف فئات وشرائح المجتمع، وعملها الدؤوب من أجل الإعمال الفعلي للحق الدستوري في الولوج الى المعلومة، خص “رواق البرلمان” بالمعرض الدولي للكتاب والنشر، فئة الأشخاص فاقدي البصر وذوي الاحتياجات الخاصة بالتفاتة نبيلة، وذلك بتسخير كافة الوسائل لهم للاطلاع عن كثب على عمل مؤسسة البرلمان في مختلف الواجهات.
ولعل أول ما يلفت نظر زوار الرواق، الذي روعيت في تصميمه وهندسته مقومات وخصوصية الأصالة العمارية المغربية، هو حرص المشرفين عليه على توفير ولوجيات لتيسير ارتياد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية لفضاء المؤسسة التشريعية والتنقل فيه بسلاسة وي سر.
وعلى مستوى المضامين، تم توفير وسائط إعلامية حديثة ومنشورات تسهر نخبة من الأطر الكفؤة والمتخصصة من مجلسي البرلمان على تقديم شروحات ضافية بشأنها مستعينة في ذلك بالترجمة الفورية بلغة الإشارة لذوي الإعاقة الحسية ، فضلا عن تطبيقات إلكترونية ذكية ومطبوعات بلغة “برايل” تقدم خدمة جليلة للأشخاص فاقدي البصر لاسيما الطلبة منهم على غرار الطالبة الجامعية حفيظة آيت الحاج التي انتابتها فرحة غامرة وهي تطالع كتبا ومؤلفات قي مة حول عمل المؤسسة التشريعية .
وعب رت الطالبة الجامعية عن شكرها وامتناها الكبيرين للجهد الذي يبذله البرلمان لتمكين هذه الفئة من الطلبة من الولوج إلى المعلومة ذات الصلة بالشأن البرلماني والتي تكتسي أهمية كبيرة في مسارهم التحصيلي.
نفس الشعور خالج الباحث المتخصص في القانون الدستوري زكرياء الحاتمي (من ذوي الهمم العالية) الذي كتب في تدوينة عقب زيارته لرواق البرلمان: ” سعيد بهذه الزيارة الميمونة فالمؤسسة التشريعية هي بيتي الثاني بعد الجامعة شكرا لكافة الأطر التي قدمت لي كافة الشروحات والمعلومات القيمة خلال الزيارة”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه كل من الأستاذة سناء الطرخاني والأستاذ مصطفى الكتاني الخبيرين في التواصل بلغة الإشارة، بانفتاح البرلمان على مختلف شرائح المجتمع ومن بينهم الاشخاص الذين يعانون من إعاقة حسية وفاقدي السمع، مشيرين إلى أنهما يتوليان طيلة فعاليات المعرض تقديم الترجمة الفورية الإشارية للزوار من هذه الفئة على غرار ما يتم القيام به خلال جلسات الأسئلة الشفوية بمجلسي النواب والمستشارين.
من جهتها، أكدت السيدة سعاد الحمامي رئيسة قسم الإعلام والتواصل بمجلس المستشارين، في تصريح مماثل، أن الجهد المبذول هذه السنة لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة جاء بناء على الملاحظات التي تم تسجيلها خلال المشاركة الأولى في الدورة السابقة للمعرض، والتي تميزت بإقبال لافت لهذه الفئة من المواطنين .
وأبرزت السيدة الحمامي أن نخبة من خيرة أطر البرلمان مجندة طيلة أيام المعرض لتقديم الشروحات اللازمة بمختلف الوسائل المتاحة، والتجاوب مع احتياجات هذه الفئة “مما يعكس الانخراط الجدي للمؤسسة التشريعية لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة قصد تيسير سبل الحياة لهم وتدليل الصعوبات التي تواجههم”.
وأشارت في هذا السياق، إلى أن مجلس المستشارين أحدث مؤخرا مجموعة عمل موضوعاتية مؤقتة خاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة أ سندت رئاستها للمستشارة البرلمانية فاطمة الحساني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وت عنى بالبرامج المندمجة الموجهة للأشخاص في وضعية إعاقة.
ومن خلال مشاركته المتميزة والناجحة في فعاليات الدورة الـ28 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، يواصل البرلمان المغربي تأكيد وإبراز انفتاحه المسؤول وتواصله الفعال عبر تفاعله مع مرتادي المعرض ، بما يسهم في ترصيد مقو مات ومكتسبات العمل البرلماني وإذكاء الوعي السياسي لدى المواطنات والمواطنين.
وتأتي مشاركة البرلمان بمجلسيه في هذا الموعد الثقافي السنوي الهام في سياق التزام المؤسسة التشريعية بتكريس الشفافية وتبسيط التعرف على البرلمان بمجلسيه من حيث تركيبته وأجهزته وهياكله واختصاصاته، ودوره الحيوي في تطوير الممارسة الديمقراطية.
ويستقبل رواق البرلمان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب عددا مهما من الزوار من الباحثين والأستاذة الجامعيين والمثقفين والفاعلين السياسيين والمؤسساتيين، وكذا الطلبة والتلاميذ من مختلف الأعمار الذين يتعرفون عن ق رب على عمل المؤسسة التشريعية من خلال أرشيفها ومختلف إصداراتها وأنشطتها..
وخصص رواق المؤسسة التشريعية جناحا لمجلس النواب وآخر لمجلس المستشارين يتوسطهما تصميم مماثل لقبة البرلمان.ويتضمن كلا الجناحين مختلف إصدارات المجلسين سواء المتعلقة بالإنتاج التشريعي المغربي أو بحصيلة أشغال المجلسين خلال بعض السنوات التشريعية، إلى جانب منشورات تضم خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في البرلمان خلال عشرين سنة (1999-2019)، وأخرى تتعلق بالبرامج الحكومية تحت قبة البرلمان، إضافة إلى الدليل العام لمداولات البرلمان المغربي (1965-2002).
ويفرد الرواق حيزا لمنشورات مجلس المستشارين وإصداراته الورقية ومن بينها حصيلة المجلس منذ سنة 1998 إلى غاية سنة 2022 والتي تعرض مساهمات على امتداد ربع قرن في مجال التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية، كما تجرد مختلف مبادراته في تتبع أهداف التنمية المستدامة وفي الانفتاح على المحيط.
ومن بين الإصدارات أيضا، كتاب الدليل المرجعي البرلماني لمجلس المستشارين من توقيع النعم ميارة رئيس المجلس وكذا الأعمال الصادرة عن مركز الدراسات والأبحاث بالمجلس بالإضافة الى إصدارات مترجمة بلغة “براي” وفيديوهات لتقديم عمل البرلمان للأطفال مصاحبة بلغة الإشارة ومترجمة إلى الأمازيغية ولغات أخرى.
وفي إطار تمكين الزوار لاسيما الباحثين من الرصيد الكتبي والوثائقي للمؤسسة التشريعية، تم وضع تطبيق رقمي رهن إشارة المهتمين، ي مكنهم من تصفح إنتاجات البرلمان وقراءتها إلى جانب تحميلها بشكل سلس وسهل، مع الاطلاع على مختلف الصور الم لتقطة لزوار الرواق بشكل يومي، كما ي سهل التطبيق ذاته الولوج إلى البوابة الرقمية الخاصة بالبرلمان على الأنترنيت والاطلاع على رصيده باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وهو ما استحسنه العديد من الزوار.
كما يضم رواق البرلمان عددا من المطويات، باللغتين العربية والفرنسية، تتيح لمرتاديه فهما عميقا لمختلف أدوار واختصاصات ومكونات مجلسي البرلمان، إلى جانب عمل اللجان البرلمانية الدائمة والتعرف على تمثيليات الفرق والمجموعات النيابية، بالإضافة إلى لمحة تاريخية عن تأسيس البرلمان.

ح/م

التعليقات مغلقة.