نظمت مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، اليوم الاثنين بالمركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة بسيدي بوقنادل، الحفل السنوي لتوزيع جوائز النسخة الثالثة من برنامج “أرسم تراث مدينتي”.
ويهدف هذا البرنامج، الذي أطلق في سياق الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع، الى تحسيس الناشئة بالقيم التراثية لمدينة الرباط من خلال الإبداع الفني والرسم الحر، وإنجاز بحوث وتنظيم زيارات ميدانية إلى المواقع التراثية والمؤسسات الثقافية.
وقد تم خلال هذه السنة، تحسيس أزيد من 1200 طفلا بمفاهيم التراث الثقافي اللامادي وإنجاز 120 لوحة فنية مصحوبة بحكايات أعيدت كتابة نصوصها من طرف خطاطين صغار من أجل تسليط الضوء على التراث الثقافي المادي واللامادي المغربي في إطار هذه النسخة الجديدة.
كما أقيم معرض يشمل جميع لوحات المتعلمين والمتعلمات على هامش هذا الحفل، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس- المغرب) والمعهد الوطني للبحث الزراعي، بالإضافة إلى المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان.
وأكدت المسؤولة عن الأنشطة التربوية في مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، منى بلبكري، بالمناسبة، أن هذا البرنامج التربوي يهدف إلى تحسيس المتمدرسين والأساتذة بالقيم التراثية والثقافية لمدينة الرباط، وذلك من خلال الرسم والإبداع الفني، مضيفة أن “المتمدرسين أنتجوا أعمالا مصحوبة بحكايات تبرز ارتباطهم بالمحافظة على التراث”.
وتابعت أنه “قبل إنجاز هذه الأعمال أجرى المتمدرسون أبحاثا داخل مؤسساتهم التعليمية”، مبرزة أن المؤسسة نظمت أيضا مع شركائها زيارات للمواقع التراثية والثقافية، لا سيما المدينة العتيقة وقصبة الاوداية والمتحف الوطني للحلي وحديقة الحيوانات بالرباط.
من جهة أخرى، أشارت إلى أن المؤسسة أصدرت كتابا يقدم جميع رسومات الأطفال والحكايات الخاصة بها، بهدف إبراز الأعمال المنجزة وعرضها على الموقع الإلكتروني للمؤسسة.
من جهته، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، محمد أضرضور، أن هذه التظاهرة الوطنية السنوية تشكل فرصة ملائمة لتثمين والاحتفاء بالتراث اللامادي وتشجيع الصغار على إبرازه والاعتزاز به، مسجلا أن أزيد من 1200 متمدرس من 40 مؤسسة تعليمية شاركت في هذه النسخة الثالثة.
وأضاف أن “خصوصية هذه النسخة التي حظيت بشعبية كبيرة تتمثل في تقديم الحكاية مع الرسم، من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي اللامادي”، مؤكدا أن “المتمدرسين أنجزوا عملا ممتازا خلال هذا البرنامج ، عبر إبراز غنى التراث الثقافي اللامادي لمدينة الرباط “.
وفي هذا السياق، نوه بجميع الشركاء وكذا بجميع الأساتذة والمفتشين ومديري المدارس والمؤطرين وأطر المؤسسات التعليمية لالتزامهم وتأطيرهم للمتمدرسين.
ويهدف هذا البرنامج، الذي تشرف عليه المؤسسة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل واللجنة المغربية للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس – المغرب)، إلى تحسيس الناشئة بالقيم التراثية لمدينة الرباط من خلال الإبداع الفني والرسم الحر.
ويتم أولا تحسيس الفنانين الصغار بأهمية التراث عبر إنجاز بحوث داخل الفصول الدراسية، تتلوه بعد ذلك زيارات ميدانية يشرف عليها مهنيو التراث. وبعد هذه المرحلة، يحظى المشاركون بالتوجيه والتأطير من قبل مفتشي ومدرسي الفنون التشكيلية، لتعرض أخيرا إنجازات المتعلمين والمتعلمات في معرض مفتوح.
وتهدف المؤسسة إلى إدامة ونقل القيم التاريخية والهندسية والفنية والمادية واللامادية المتأصلة في التراث الثقافي للرباط. ومن أجل ذلك، تؤمن المؤسسة مراقبة المشاريع الحالية والقائمة، وتعزيز التآزر بين الفاعلين المعنيين من أجل المحافظة على التراث والعمل على التحسيس وتعزيز وتقييم حالة المحافظة على التراث.
ح/م/الصورة من الارشيف
التعليقات مغلقة.