أكد نائب رئيس الأكاديمية الإفريقية للعلوم الاجتماعية والدينية والسياسية، ألوويز رايموند ندياي، أن المغرب الحريص على الوساطة من أجل السلام، لا يدخر أي جهد لتعزيز الحوار بين الأديان، الذي يوجد في صميم أولويات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان، الذي ينعقد بمراكش، سلط هذا الفيلسوف المرموق الضوء على هذا التوجه “الطبيعي” للمملكة، “أرض التعايش والتنوع الثقافي، والوساطة من أجل السلام بين إفريقيا جنوب الصحراء والمنطقة المغاربية، من جهة، وأوروبا من جهة أخرى”، منوها بجهودها من أجل تحفيز الحوار بين الأديان والتعارف المشترك.
وفي هذا الصدد، ذكر مؤسس الجمعية السنغالية لفرسان مالطا، التي شاركت أمس الأربعاء في مراسم تكريم الرئيس السنغالي الأسبق، الراحل ليوبولد سيدار سنغور، بالفاتيكان، على سبيل المثال، إلى تدشين معهد الموافقة المسكوني لعلم اللاهوت في الرباط، الذي تم إنشاؤه بمبادرة من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية قصد تلبية احتياجاتها في مجال التكوين، وبالتالي توفير مكان للتفكير وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.
وبعد إشادته، من جهة أخرى، بالزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرانسيس إلى عاصمة المملكة، سلط الخبير الضوء أيضا على “مناخ السلام والأخوة الذي يسود المغرب، ما يتيح للجالية المسيحية، التي ينحدر معظمها من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، بما في ذلك المواطنون السنغاليون، من ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وفي جو يسوده الاحترام”.
وقال “لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث خلال زياراتي للمغرب مع العديد من الطلاب والباحثين السنغاليين المقيمين في الرباط، الذين يعبرون عن رضاهم وسعادتهم بوضعيتهم على عدة مستويات، في هذا البلد الشقيق”، مبرزا تميز العلاقات الثنائية، لاسيما على المستوى الروحي.
وخلص إلى القول إن المسجد الكبير لدكار الذي دشنه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ورئيس الدولة السنغالية الأسبق الراحل ليوبولد سيدار سنغور، يشكل أحد أكبر تجليات هذه العلاقات المتينة.
ويعرف مؤتمر مراكش، المنظم من طرف الاتحاد البرلماني الدولي وبرلمان المغرب، بشراكة مع “أديان من أجل السلام” وبدعم من تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة والرابطة المحمدية للعلماء، مشاركة برلمانيين، وزعماء دينيين، وممثلين للمجتمع المدني الذين يشاركون في حوار بناء ويتبادلون وجهات النظر بشان أفضل الممارسات لحل المشاكل الرئيسية التي تعيق التعايش المستدام.
ويعكس هذا المؤتمر الدولي الأدوار المهمة والمتعددة التي تضطلع بها المؤسسة التشريعية الوطنية، المستوحاة من التاريخ الألفي للمملكة، الغني بالحلقات الرئيسية والأمثلة القوية الدالة على التسامح الديني والتعايش.
و مع
التعليقات مغلقة.