معرض تشكيلي بتطوان :اطلق العنان لمخيلتك  | حدث كم

 معرض تشكيلي بتطوان :اطلق العنان لمخيلتك 

20/06/2023

 ينظم المركز الثقافي إكليل بالرباط معرض للفنون التشكلية  تحت شعار  اطلق العنان لمخيلتك  وذلك بمدينة تطوان ما بين 21 يوليوز الة 31 غشت المقبل.

 وفي الورقة التقديمية  تحت مسمى “انبثاقات” ما يلي: منذ رأت النور سنة 2016 بالمركز السوسيوثقافي بتطوان، لاقت الورشات الفنية من صباغة، رسم، تصوير، نحت، موسيقى، صدى طيبا لدى الصغار والكبار من مرتادي المركز، حينها انبثقت فكرة تعميم هذه الورشات على المراكز الشقيقة بكل من طنجة والرباط، وبعد ذلك بمدة وعلى النسق نفسه، أتى تغير تسمية المراكز لي تصبح مراكز ثقافية تحمل اسم إكليل. خريف هذا الموسم الدراسي إذن، افتتحت المؤسسة المركز الثقافي إكليل بالرباط) المكتبة الوسائطية سابقا. (جاء هذا الافتتاح بعد فترة من الإغلاق وتعليق الأنشطة المختلفة إبان فترة الجائحة) كوفيد (خلال هذا التوقف الاضطراري، اشتغل المسؤولون من جهة على ترميم وتجديد المنشآت الثقافية، ومن جهة أخرى على صياغة عرض ثقافي جديد يتجاوب مع مختلف الانتظارات.

في نونبر 2022، افتتحت ورشة الصباغة والرسم أبوابها أمام هواة هذا الفن من الصغار والكبار.  منذ بدايتها، اعتمدت الورشة مقاربة بيداغوجية مبتكرة أرسى دعائمها الأستاذ والفنان المجرَّب سعيد الراجي، خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء وأستاذ مادة التربية التشكيلية لأزيد من عقدين. وقد ابتعدت منهجيته عن التحصيل الكلاسيكي الأكاديمي لتركز أكثر على ملاءمة المعارف المقدمة مع احتياجات وانتظارات كل مستفيد على حدة، ومنه ضمان مواكبة شخصية له في كل المراحل الإبداعية، انطلاقا من انبثاق الفكرة إلى حين تجسيدها على مختلف أنواع الحوامل.

بالإضافة إلى الشق المعرفي، اشتغل المؤطر بشكل خاص على الجانب الإنساني لخلق أجواء تفاعلية محفزة على الإبداع. يركز المؤطر بالنسبة لحصص الصغار واليافعن على عاملي المتعة والمرح، حيث يحثونهم على إطلاق العنان لخيالهم عبر تجريب الجمع والمزج بين الألوان والأشكال. بفضل هذا المسلك الإبداعي المتحرر ظاهريا والمؤطر بذكاء، يستطيع الطفل التعبير عن شخصيته بكل عفوية، كما يتمكن من تطوير روح المبادرة لديه ويعزز ثقته بنفسه واستقلاليته، وفي نوع ثان من الأنشطة الجماعية، يتعلم الطفل أدبيات العمل الجماعي وروح الفريق ويتخلى تدريجيا عن بعض مظاهر الفردانية والأنانية. كل هذه الأنشطة وعى مدى ستة أشهر أنتجت زخما لا بأس به من الأعمال التي تنضح من معين مدارس تشكيلية متعددة وتعتمد تقنيات إبداعية مختلفة ومختلطة في آن واحد. هذه اللوحات التي تفصح عن موهبة مبدعيها، تتميز بتحرر وفطرية ذات حمولة تركيبة وبصرية قوية، تخطف الأبصار والألباب وتقترح على المتلقي سفرا إلى عولم طفولية حبلى بالأفكار ومتجردة من أية قيود.

بالنسبة للكبار، يختلف التوجه نوعا ما وإن حافظ على نهجه المتحرر من النسق التقليدي للتكوين، بحيث يحدد كل فرد من مرتادي الورشة مشروعه الشخصي الذي سيسعى لاستكماله ولإخراجه إلى الوجود في ظل مصاحبة ومواكبة تقنية ومعرفية من لدن المؤطر. المقاربة البيداغوجية هنا تكون مختلفة باختلاف المشاريع وباختلاف شخصيات منفذيها. هنا يلعب المؤطر دورا هاما ومحوريا يبدأ بقراءة متمعنة لكل مشروع من المشاريع وبدراسة طريقة عمل صاحبه، حتى يتسنى له تحديد الأولويات والاستجابة للانتظارات على أحسن وجه. وقد جاءت إبداعات الكبار من مرتادي الورشة

وفية لمبدأ هذه الأخرة، فهي متفردة في المعاني والتمثلات الإبداعية حتى وإن اجتمعت حول تقنية تشكيلية ما أو مدرسة إبداعية معينة. فقد يشتغل البعض أو الكل على الطبيعة الميتة، أو المناظر الطبيعية أو السريالية أو الانطباعية لكن لوحاتهم تكرس ذلك الاختلاف والتفرد الجمالي الموشوم بوحدة التقنية أو التوجه. ولأن عظمة الفنون الجميلة لا تكتمل دون وجود فن النحت، فقد كان لعشاق هذا الفرع الفني الراقي نصيب من ورشات عملية خاصة تسيرها أياد خبرة، هناك داعبت أنامل هؤلاء الصلصال واستأنست بملسه. كان الهدف صقل مواهبهم بممارسة صنعة إبداعية أصيلة توارثتها الأمم عبر العصور، لتأتي النتيجة تشكيلة من مصنوعات سراميكية انبعثت من بين أصابع ملهَمة.

إن افتتاح هذه الورشات يؤرخ لعهد جديد للعرض الثقافي للمؤسسة، ويدعّم الهوية الحديثة للمراكز الثقافية إكليل، ومن ناحية أخرى، فهو يعتبر أيضا شهادة ولادة لمبدعي ومبدعات الغد، الذين يحظون بدفعة معنوية قوية عبر معرض أول يثمن إبداعاتهم، ليكون نقطة انطلاق نحو آفاق فنية أوسع يسطع فيها نجمهم.

التعليقات مغلقة.