عيد الاضحى المبارك .. رمزية أُضحية وتسماح القلوب وعادات غريبة – حدث كم

عيد الاضحى المبارك .. رمزية أُضحية وتسماح القلوب وعادات غريبة

يعتبر عيد الأضحى المبارك من أبرز المناسبات التي يحتفل بها المسلمون في العالم ، والذي يوافق العاشر من شهر ذي الحجة أي بعد انتهاء الحجاج من الوقوف بجبل عرفات.

عيد الأضحى أو العيد الكبير، كما يسميه المغاربة  والمغاربيين، تمتزج فيه الابتهالات الروحانية بملذات الدنيا، وتصير الاحتفالات بخروف العيد، قنطرة توصل رأساً إلى الإيمان الشديد بما أنزل الله على أمة محمد عليه الصلاة و السلام.

ويعد عيد الأضحى المبارك أحد أهم عيدين عند كل المسلمين ، غير أن العادات والتقاليد المرتبطة بهذا العيد تختلف من بلد إلى آخر.

ومن أهم ما يميز عيد الأضحى هو وجود الأضحية التي لها قصة دينية نتعرف عليها في التقرير التالي:

رمزية قصة الأُضحية

الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام في أول أيام عيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق، وهي سنة مؤكدة.

قصة الأُضحية

يُعدّ عيد الأضحى ذكرى لقصة نبينا إبراهيم عليه السلام إذ دعا ربه أن يهبه ولداً صالحاً وذلك عندما هاجر من بلاده، فبشره الله عز وجل بغلامٍ حليمٍ وهو(إسماعيل) عليه السلام الذي أنجبتنه هاجر وكان عمر (إبراهيم) عليه السلام 86 عاماً.

وعندما كبر (إسماعيل) عليه السلام راى والده النبي (إبراهيم) عليه السلام في المنام أن الله عز وجل يأمره بذبح ابنه (إسماعيل) فقص رؤياه على ابنه وقال: “يا بُنى إني أرى في المنام أني اذبحك فأنظر ماذا ترى؟

فأجاب (إسماعيل) عليه السلام مُطيعاً لربه وأبيه قائلاً: “يا أبى افعل ما تؤمر وستجدني إن شاء الله من الصابرين”.

وجاءت اللحظة الحاسمة فوضع النبي (إبراهيم) ابنه (إسماعيل) على الأرض ونوى الذبح، لكن السكين لم تقطع بأمر ربها عندها فداه الله عز وجل بكبش عظيم.

لتصبح الأُضحية بعد هذه الحادثة سنة سيدنا (إبراهيم) عليه السلام يؤديها جميع المسلمين في عيد الحج.

ويعرف عيد الأضحى بمسميات عديدة: يوم النحر، والعيد الكبير، وعيد الحجاج.

آداب عيد الأضحى المبارك

– التكبير: شرع الإسلام التكبير من فجر يوم عرفة، وحتّى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويكون التكبير بترديد الآتي: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، ويجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت وبعد دبر الصلوات.

– ذبح الأضحية: يبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد انتهاء صلاة العيد، ويستمر الوقت مدة 4 أيام، وهي يوم النحر و3 أيام التشريق.

– الاغتسال والتطيب: يُحبب اغتسال الرجال وتطيبهم يوم العيد قبل الخروج لأداء الصلاة، أمّا بالنسبة للمرأة فيُشرع لها الخروج إلى مصلّى العيد؛ ولكنْ من غير تبرج وتطيب.

– الأكل من الأضحية: يُشار إلى أنَّ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم لم يأكل قبل صلاة عيد الأضحى، ولكنه يأكل من أضحيته.

– الذهاب إلى صلاة العيد مشياً على الأقدام.

– الصلاة: يجب أداء الصلاة مع مجمع المسلمين، وحضور خطبة العيد.

– مخالفة الطريق: يُفضل الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك من خلال الذهاب من طريق، والعودة من طريق آخر.

– التهنئة بالعيد: ثبت عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين تهنئة بعضهم البعض في العيد.

 اسماء عيد الأضحى

من المتعارف عليه أنّ عيد الأضحى يسمى أيضا “عيد النحر”، ولكن تختلف تسمية عيد الأضحى من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى.

 في فلسطين ومصر والسودان وسوريا والأردن ولبنان يسمى “عيد الأضحى” نسبة إلى ذبح الأنعام إسوة بسيدنا إبراهيم عليه السلام، كان ينوي ذبح ابنه امتثالا للرؤيا ولأمر الله، ولكن الله عزّ وجل فداه بكبش.

في جزيرة العرب من اليمن إلى غاية قطر مرورا بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر يسمى “عيد الضحية” نسبة للأضحية التي تذبح في هذه المناسبة السعيدة.

في سائر دول المغرب العربي ونيجيريا يسمى “العيد الكبير” نسبة لمدة الاحتفال به وللحركة التجارية التي يشهدها مقارنة مع عيد الفطر، كما أنه مخصص بشكل كبير للكبار دون الصغار.

في إيران يطلق على عيد الأضحى اسم “عيد القربان” في إشارة إلى مقاصده العليا المتمثلة في الامتثال لأمر الله والتقرب إليه.

في البحرين يسمى “عيد الحجاج” لارتباطه باحتفالات الحجاج بإتمام وقفة عرفات، التي تعدّ من بين أهم مناسك الحج.

في تركيا يسمى “قربان بيرمو”. ومع اقتراب عيد الأضحى يذهب المسلمون في تركيا إلى “سوق قربان بازاري” لشراء أضحية تناسب الحالة المادية والاجتماعية لكل شخص، فمنهم من يشتري خروفا ومنهم من يشتري بقرة ومنهم من يشتري جملا.

في السنيغال وغامبيا وأجزاء من مالي يطلق عليه اسم “تاباسكي”. ويتضح أن لهذه الكلمة جذور متوسطية ومغاربية وأمازيغية ومسيحية ويهودية.

وكلمة “تاباسكي” مأخوذة من كلمة “تافاسكي” أو “تافسكا” الأمازيغية وجمعها “تافاسكيوين“، وهي كلمة تستخدم في اللغة الأمازيغية للتعبير عن الأعياد الدينية وخاصة عيد الاضحى ومنهم من يستعملها للتعبير عن أضحية العيد.

– في الفليبين يسمى “عيد التشريع”. ويحرص المسلمون في الفليبين على أداء صلاة العيد قبل النحر، الذي يشترك فيه الجميع في أجواء من الفرح والبهجة.

-في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة يسمى “ماري رايا حجي”، ومثل بقية الدول العربية والمسلمة يرتبط العيد في هذه الدول بالحج ومناسكه ووقفة عرفات.

– في الهند وبنغلاديش يطلق على عيد الأضحى “بكر عيد” أو “قرباني عيد” نظرا لما يقدم فيه من القرابين، ولا تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى عن الاحتفالات عيد الفطر، ولكن الحفلات العامة والاجتماعية تقام فيه عادة في المساء، لأن المسلمين ينشغلون في الصباح الباكر بأداء صلاة العيد وشعائر تقديم القرابين، ويستمر ذبح القرابين لمدة ثلاثة أيام بعد يوم العيد، أي العاشر من شهر ذي الحجة وتعرف تلك الأيام الثلاثة باسم “أيام التشريق” في العرف الإسلامي.

عادات وتقاليد طريفة وغريبة في عيد الأضحى

ويرتبط عيد الأضحى في عدد من الدول الإسلامية بمعتقدات شعبية تتوارثها الأجيال، ولا يتوافق الكثير منها مع الشعائر الاسلامية المتعارف عليها دينيا.

 تونس تعليق المرارة وتحضير الهريسة

في تونس يُطلق على عيد الأضحى، العيد الكبير، تبدأ الطقوس لحظة استقبال الأضحية في البيت إذ يتم صبغ رأسها بالحناء تعبيرًا عن الفرح وليكون دخولها للبيت مباركًا إلى جانب تزيين الخروف بالأشرطة الملونة وخلال ذبح الأضحية، تعلّق “المرارة” على حائط البيت كفال حسن يجلب الخير والخصوبة أما قرون الكبش فتعلق في سطح المنزل لإبعاد العين الشريرة

وتقوم بعض العائلات صباح العيد وقبل أداء الصلاة بوضوء الأضحية فيتم استنجاء الشاة وتبخيرها ويعتقد التونسيون أن في ذلك تبركًا وحتى تكون “طاهرة”، وفق تعبيرهم.

وبعد الصلاة، يقوم كبير العائلة، الأب أو الجد عادة، بذبح الأضحية تحت أقدام كل الأبناء مجتمعين “ليسيل الدم وهو ما سيدفع عنهم الشر والمصائب”، كما تقول الذاكرة الشعبية لعديد التونسيين.

في حين تسرع الأم بنثر الملح على هذه الدماء لإبعاد الحسد والعين في انتظار أن تعلّق “المرارة” على حائط البيت كفال حسن يجلب الخير والخصوبة أما قرون الكبش فتعلق في سطح المنزل لإبعاد العين الشريرة.

في الشمال الغربي، يُستعمل جلد الأضحية لتمسح به الفتاة وجهها للتعجيل بـ”مكتوبها” أي زواجها بشرط أن يكون ساخنًا وفي بعض الولايات، وخاصة الشمال الغربي، فإن جلد الأضحية يُستعمل لتمسح به الفتاة وجهها للتعجيل بـ”مكتوبها” أي زواجها بشرط أن يكون ساخنًا، كما يقولون، ويعتقدون أن المادة الرطبة من الشحوم الموجودة فيه تعطي نضارة للجلد وجمالاً وتقضي على حب الشباب.

وليس الجلد وحده وصفة للشفاء بل يتم إفراغ أحشاء الخروف في وعاء كبير وغمس الأيدي والأرجل من قبل الذين يعانون من مشاكل الصدفية ويؤكد البعض أن فرث الخروف وهو ساخن يقضي عليها.

أما رأس الأضحية فيتم شويه على النار أو كما يسميه التونسيون “تشوشيط” ويغسل بعد ذلك ولتسريع بروز أسنان الرضع فإنه يُشق إلى نصفين ويفتح فوق رأس الرضيع حتى تخرج أسنانه بسهولة وسرعة، كما تقول الأسطورة الشعبية.

أما الطفل الذي تأخر في النطق فان في خروف عيد الكبير حل له , يطبخ له اللسان ويطعمونه إياه  فذلك يجعله طليق اللسان هكذا تقول العادة ويقسم الأهالي على أن القصة صحيحة وعن تجربة.

لتسريع بروز أسنان الرضع، يُشق رأس الأضحية إلى نصفين ويفتح فوق رأس الرضيع حتى تخرج أسنانه بسهولة وسرعة.

زفة العيد في السودان

يحتفل السودانيون بالعيد بأسلوب مختلف، فلا بد من إقامة زفة العيد، حيث يخرج أحد المسؤولين الكبار في الدولة، ليزف إليهم خبر قدوم العيد، أما في الجزائر فيقيمون صراع الأضاحي، حيث تتصارع أضاحي العيد في حلبة للمصارعة قبل الذبح، وفي باكستان تقوم النساء بتزيين فراء وجلود الأضاحي التي تم شراؤها للاحتفال بعيد الأضحى بالحناء والنقوش والحلي حتى تكون الأضحية مزينة وكأنها تحتفل أيضا بالعيد.

في الصين يلعب الصينيون لعبة خطف الأضحية بعد صلاة العيد، بحيث يقوم رجال الأسرة الواحدة بركوب الخيل والانطلاق بسرعة كبيرة صوب الأضحية لخطفها، ويتكرر الأمر بين الرجال، والفائز هو من يتمكن من التقاط الأضحية دون أن يسقط من أعلى الحصان وبأسرع وقت ممكن، ومن ثم يتم تجميع أفراد الأسرة والعائلة بأكملها لذبح الأضحية وتوزيعها.

تقليد “الحيه بيه” في البحرين

يبدأ عيد الأضحى  في البحرين بصلاة العيد وتبادل التهاني ثم التضحية بالأضحية. ولأن البحرين بلد زراعي وليس صحراويا كما هو حال معظم دول الخليج الأخرى، فكان ذبح البقر أكثر انتشارا”.

يتبع البحرينيون تقليد “الحيه بيه” الذي توارثوه من الأجداد، إذ يصنع الأطفال قبل عيد الأضحى حصيرة صغيرة من سعف النخيل ويوزعون بداخلها الحبوب مثل القمح، وفي ليلة عرفات يتزين الأطفال بالزي التراثي ويتوجهون مع أهاليهم إلى أقرب ساحل، ويلقون بالحيه بيه في البحر، ويرمز هذا الطقس التراثي للتضحية بأجمل ما لدى الأبناء لآبائهم، إذ يغني الأطفال الأهازيج التقليدية المرتبطة بالحج وعيد الأضحى.

العيد فى السعودية

تعد الأضحية هي البطل الرئيسي في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك داخل المملكة العربية السعودية، وتحرص كافة الأسر في المملكة على طقوس الذبح التي تتمثل في حضور كافة أفراد الأسرة احتفاء بذبح الأضحية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وتكون السيدة السعودية حاضرة في هذه الاحتفالات التي تحرص على إعداد موائد طعام ضخمة لكافة أفراد الأسرة الذين يتسامرون ويتجمعون في أول أيام العيد.

تحرص السيدة السعودية على إعداد وجبة الإفطار في أول أيام عيد الأضحى المبارك ويطلق عليها “الخميس” وتتكون من بعض قطع اللحم والكبد والقلب، بالإضافة إلى وجبة “الكبسة” التي تعد أشهر الأطباق الشعبية في المملكة، وتجهز السيدات السعوديات هدايا العيد للأطفال استعدادا للاحتفال على نغم الألحان والأغاني الشعبية السعودية وهي الاحتفالات التي تنظمها أمانات وبلديات المناطق بالمملكة.

عيد الأضحى في الإمارات

تكون احتفالات العيد في دولة الإمارات العربية المتحدة أشبه لباقي دول مجلس التعاون من حيث الاحتفاء بذبح الأضاحي وتجمع الأسر التي تحرص على الالتفاف حول ما يسمى بـ”والة العيد”، وهي المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها خصيصًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وتضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية، كالهريس، والعريس، والأرز مع اللحم، والخبيص.

أما ذبح الأضاحي في دولة الإمارات فيكون له طقوس خاصة بحيث يجتمع أفراد العائلة لحضور ذبح الأضاحي ويردد الرجال عند إخراج ما يطلقون عليها “الوخيفة” أي الذبائح “طلع يطرّب ويهه مغرّب” أو “عيد العود شايبهم كله من قرايبهم”.

عقب الانتهاء من ذبح الأضاحي تبدأ الاحتفالات المبهجة في شوارع دولة الإمارات وتشمل عدة احتفالات إلى جانب حفلات غنائية وبرامج ترفيهية عائلية وكذلك أنشطة لكافة الأطفال المقيمين في البلاد.

احتفالات الكويت بعيد الأضحى المبارك

تشهد حركة بيع وشراء الأضاحي إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الكويتيين الذين يحرصون سنويا على شراء الأضاحي لذبحها في العيد، وتتمسك العائلات الكويتية بعادات وتقاليد قديمة تتمثل في اجتماع العائلة، وافتتاح الديوانيات لاستقبال المهنئين بعيد الأضحى.

ويفتح أصحاب الديوانيات في الكويت أبوابهم بتجهيز  ما يسمى بـ”ريوق العيد” التي تتكون من العيش ومرق اللحم والخضار، ليتم دعوة أبناء ورجال الحي السكني الواحد لتناول الطعام في الشوارع تعبيرا عن فرحتهم بالعيد، ويبدأ الكويتون في الذهاب لمختلف أماكن الترفيه والحدائق والمتنزهات للاحتفال بالعيد وحضور الحفلات الغنائية ليلا.

“هبطة العيد” .. عادة عمانية في العيد

تعد “هبطة العيد” من أهم التقاليد التي يتمسك بها أبناء الشعب العماني بنزولهم إلى الأسواق الشعبية بأعداد كبيرة لشراء كافة احتياجاتهم استعدادا للعيد وذلك شراء الأضاحي التي يجلبها الباعة إلى السوق قبل الأعياد بأيام قليلة.

وتخصص العديد من البلديات العمانية أماكن عامة لهذه الفعاليات، منها ما هو مخصص لبيع المواشي، ومنها مواقع لبيع مستلزمات العيد والوجبات الشعبية، وغيرها من احتياجات الأسر العمانية في أيام العيد.

“قلوب صافية وتسامح” .. عادات يمنية في العيد

من أهم الأشياء التي تميز الشعب اليمني دون غيره في الأعياد هو حرصه على التسامح والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، فلا مكان لخلاف أو مشاحنة، الجميع يصافح بعضهم البعض بحفاوة وسعادة بالغة.

الشعب اليمني الذي يتميز بالطيبة والبساطة يكون حريص على تجمع العائلة في احتفالات الأعياد للمصافحة والشروع في طقوس ذبح الأضحية التي يشوبها أيضا توزيع حلوى العيد “جعالة العيد” على الأطفال حتى تنتهي عملية الذبح، وينطلق الشباب بعد ذبح الأضاحي إلى الساحات والأسواق احتفاء بعيد الأضحى، وتشهد التجمعات شباب وفرق شعبية تحرص على أداء الرقص بالخناجر، وتظل رقصة “الدراج” أكثر ما يميز رقصات العيد..

التعليقات مغلقة.