الرئيس الجديد لـ”لافميج” محتات الرقاص :علينا جميعا ان نُجسد شعار المؤتمر العاشر ” من أجل صحافة مرفوعة الرأس” – حدث كم

الرئيس الجديد لـ”لافميج” محتات الرقاص :علينا جميعا ان نُجسد شعار المؤتمر العاشر ” من أجل صحافة مرفوعة الرأس”

اجرى الزميل علي الانصاري، حوارا مقتضبا مع الرئيس الجديد للفيدرالية المغربية لناشري الصحف ، مدير جريدتي ” بيان اليوم” و” البيان”، محتات الرقاص، بمناسبة انتخابه على رأس “لافميج”، سلط من خلاله  الضوء على رؤية الفيدرالية للملفات التي تواجه قطاع الصحافة المغربية ، وذلك طبقا لما جاء في البيان الختامي للمؤتمر العاشر للفيدرالية ، من تصورات للإصلاح والتأهيل، لايجاد الحلول الممكنة، في اطار وحدة الصف المهني ، وفيما يلي نص الحوار:

عقدت الفيدرالية لناشري الصحف ،مؤتمرها العاشر  في ظروف تتميز بمشهد اعلامي مغربي منقسم ومأزوم وفي حاجة إلى إعادة تأهيل ليلعب دوره المنوط به، هل كانت هذه الوضعية حاضرة في المؤتمر ؟

المؤتمر الوطني العاشر للفيدرالية المغربية لناشري الصحف انعقد في سياق مهني وطني عام يتسم بعديد اختلالات تعاني منها الصحافة الوطنية، وبعضها يكاد يكون وجوديا وحاسما بالنسبة لمستقبل القطاع، ومن ثم كان بديهيا أن تحكم هذه الوضعية معظم مناقشات المؤتمر وتدخلاته ومداولاته.

وقد نقلت مختلف التغطيات مضامين كلمة الرئيس خلال الجلسة الافتتاحية، والتي استعرضت تفاصيل هذه الوضعية المأزومة، كما ذكرت بكل الاقتراحات التي سبق للفيدرالية ان تقدمت بها للتصدي للمشاكل، كما أن التقرير الأدبي وأيضا توصيات ومطالب البيان الختامي، كلها عكست بعمق تجليات الأزمة وأسبابها، وطرحت مداخل الحل والإصلاح من وجهة نظر  الفيدرالية، ثم إن شعار المؤتمر نفسه:(من أجل صحافة مرفوعة الرأس)، عبر ببلاغة عن واقع الأزمة في القطاع، ولخص تطلعات الفيدرالية والناشرين وعموم المهنيين المغاربة.

لا شك انكم تحملتم المسؤولية وانتم ابن القطاع وممن عاشوا تحولاته، في وقت يحتاج المشهد الاعلام بكل مكوناته الى الحوار وابداع حلول لإنقاذه من وضعية ” التييه”، كيف ترى المنطلق للوصول الى حلول عاجلة؟

لاشك أننا تحدثنا كثيرا في الفترة الأخيرة عن أزمة قطاع الصحافة ببلادنا، وطرحت الكثير من الاقتراحات والأفكار، وأعتقد أن البيان الختامي للمؤتمر العاشر للفيدرالية  يقدم صورة وفية لكامل تصورنا للإصلاح والتأهيل، ويمكن للجميع العودة إليه والتمعن فيه.

في الإطار ذاته، أعتقد أن الأولوية اليوم هي أن ننجح كمهنيين في الإنتصار على ذواتنا وأنانياتنا كلنا، وأن تلتقي كل المنظمات المهنية ذات التمثيلية الفعلية والممتلكة للمصداقية والجدية، وتتحاور فيما بينها بأخوية وعقلانية، وبلا تنابز بين الزملاء او تبادل السباب والتشنيع المجانيين.

لما يلتقي هؤلاء، يجب أن يكون هدفنا الوحيد هو إعمال وصياغة الحلول  والمخارج بواقعية وعقلانية، وأيضا بشجاعة ونية صادقة.

هذا دورنا نحن أولا كمهنيين فيما بيننا، والفيدرالية المغربية لناشري الصحف تستمر في مد يدها للجميع، وتجدد استعدادها للإسهام في هذا الحوار والسعي لإنجاحه.

ولكي يكون هذا الحوار منتجا وممتلكا للمعنى، يجب أن تشجعه السلطات العمومية، وأساسا وزارة القطاع، وأن تحرص على الوصول إليه، وأن تحترم استقلالية المهنيين، وفي نفس الوقت، توفر شروط إنجاح الحوار، وكذلك بناء التوافقات الضرورية والمنطقية، وذات الأثر على القطاع.

بدون إطلاق هذه الدينامية، وتشجيع الهدوء بين الأطراف كلها، سيكون صعبا بناء أسس وقواعد الإصلاح.

تزامن انعقاد مؤتمر الناشرين مع جدل حول وضعية التنظيم الذاتي. للمهنة، والمجلس الوطني للصحافة بين إجراء الانتخابات والتعيين  في صيغة ” اللجنة المؤقتة” ماهي وجهة نظركم  في هذا خاصة وانكم عشتم تجربة المرحلة التأسيسية وما صاحبها من عراقيل ؟

موقف الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من مآل المجلس الوطني للصحافة، ومن الخطوة التشريعية التي أقدمت عليها الحكومة، كانت قد عبرت عنه من قبل، ويعرفه الرأي العام المهني والوطني، ونحن معتزون بمساندة فئات واسعة جدا من المهنيين ومن القوى السياسية والفرق البرلمانية والجمعيات الحقوقية والنقابات لهذا الموقف المبدئي، وهذا يكفي كوننا ربحنا معركة القيم والمبادئ والأخلاق، وانتصرنا لروح دستور المملكة ولخيارها الديموقراطي العام، ودافعنا عن القانون، ونحن مرتاحون لموقفنا هذا، ومتمسكون به.

الآن، وبعد أن أقر البرلمان بغرفتيه قانون اللجنة المؤقتة، الكرة لدى الحكومة، وهي من تتحمل المسؤولية في المآل الذي خططته لمستقبل المجلس الوطني للصحافة، وهي من عليها التفكير في الإساءة التي ألحقتها بالصورة الحقوقية لبلادنا، أما الفيدرالية فقد عبرت عن مواقفها، بمعية شركائها من النقابات والجمعيات، وخصوصا نقابة الصحافة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، ولا زلنا، في الفيدرالية، نحث الحكومة، رغم كل شيء، على أن تحكم العقل وبعد النظر، وأن تفكر في حلول مقبولة من لدن معظم الجسم الصحفي الوطني وممثليه الحقيقيين، وسنكون دائما على استعداد للمساهمة في تجاوز المنغلقات والتشنجات، والسعي للحلول، لكن يجب أن تبنى الأمور على قواعد الاحترام والجدية والمصلحة العامة واحترام القانون.

 مسألة الانقسام داخل هيئات الناشرين طرحت وتطرح  عدة عراقيل فيما يخص إجراء حوار جدي لإصلاح القطاع ، كيف ستتعاملون مع هذه الوضعية من موقعكم الجديد؟

دائما سأكرر ما قلته من قبل بأن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تستمر في مد يدها للجميع، وخصوصا لما يتعلق الأمر بناشري الصحف، الذين كانوا إلى ما قبل فترة الجائحة موحدين ضمن هيئة واحدة.

خروج بعض هؤلاء الزملاء حينها من الفيدرالية لا زلت، بصدق، لم أفهم دواعيه ومبرراته لحد الان، وأغلب هؤلاء زملاء أعرفهم وأصدقاء لي، وبعضهم بدأنا معا ضمن جيل واحد ممارسة مهنة الصحافة، ويؤلمني لما يكون الحوار بين زملاء هو فقط التنابز والتشنيع، لأن ذلك يقدم للمجتمع صورة مرعبة عنا جميعا.

لن أجاري أبدًا هذا التدني، ولن يسمع مني أحد أي كلمة سلبية في حق زميل مهما كانت اختياراته التنظيمية.

ولكن اعتقد ان تباين مقارباتنا لقضايا ومشكلات المهنة لا يمنعنا أن نتكلم فيما بيننا وأن نبحث معا عن الحلول، وبداية أن نحترم بعضنا على الأقل.

سأبقى صديقا لكل هؤلاء الزملاء ، وسأكون دائما مستعدا للحوار والتعاون والتنسيق لمصلحة المهنة ومقاولات القطاع، وبقدر ما سيتحقق هذا سريعا، بقدر ما سننجح كلنا في تقديم خدمة فعلية لمستقبل مهنتنا، ولبلادنا، ولزميلاتنا وزملائنا.

هناك عدة تحديات وعراقيل تواجه ايجاد حلول للوضعية الحالية ولا تخدم اي طرف ،بأريكم  ماهي نقطة البداية لإعادة الدينامية لحوار  بين المهنيين لتجاوز الأزمة؟

كما قلت. من قبل، نقطة البداية هي الحوار بيننا كزملاء، وكمنظمات مهنية، وبعدها تأتي بقية الأشياء.

إذا نجحنا كلنا في تجاوز ذواتنا ، والانتصار لمصلحة القطاع، سنكتشف أن ما قد نختلف عليه سيكون بسيطا جدا، وان المتفق عليه كثير.

لنبدأ مثلا بصياغة آلية تكفل لنا تنسيق المواقف، وأن نتقدم أمام الوزارة والسلطات العمومية والمجتمع باعتبارنا جسما مهنيا موحدا و”ناضجا” وعقلانيا، وبعد ذلك نترك الوقت للوقت في إبداع أشكال تعاون أخرى، وفقط لننتبه إلى أن التأخير والتلكؤ لن يخدمان مستقبل القطاع.

لنبادر ، كمنظمات مهنية، ونأخذ بزمام المبادرة، أما المآل الذي وصل إليه المجلس الوطني للصحافة، بسبب الخطوة الحكومية ، فلن يحقق لنا شيئا كبيرا ، كما أن موضوع التنظيم الذاتي هو أصلا ليس سوى ملفا واحدا ضمن ملفات أخرى، وهذه الاخيرة، هي الأساسية ، وبعضها حاسم لمصير المقاولات الصحفية ومستقبل القطاع.

حوار : علي الانصاري

 

التعليقات مغلقة.